كشف اختبار مخصص لتلامذة المدارس الابتدائية، أجراه نواب بريطانيون، عن نتائج غير متوقعة، إذ إن السياسيين تعثروا باختبارات للغة الإنجليزية والرياضيات، أثناء زيارة شملت 13 نائباً من مجلسي العموم واللوردات لمدرسةٍ في لندن، أجروا خلالها اختبارات "ساتس" (Sats)، التي يُمتحن فيها الأطفال بالصف السادس، أي في سن 11 عاماً.
صحيفة The Times البريطانية أوضحت في تقرير لها، الثلاثاء 6 ديسمبر/كانون الأول 2022، أنه من المفترض أن يكون اجتياز الكبار لاختبارات المدارس الابتدائية بقدر سهولة اختبار الأبجدية على الأطفال الصغار في ختام الدراسة الابتدائية.
لم يُكشف عن نتائج كل نائب بمفرده، لكن 44% فقط من السياسيين الذين خاضوا الاختبار بلغوا المستوى المتوقع لطفل بالمدرسة الابتدائية في مادة الرياضيات، ونحو 50% فقط من بلغوا المستوى المتوقع في الإملاء وعلامات الترقيم وقواعد اللغة.
معدلات الأطفال أكبر من النواب
في المقابل، فإن نحو 71% من الأطفال تجاوزا اختبار الرياضيات، الذي امتُحن فيه التلاميذ هذا الصيف، و72% بلغوا درجة النجاح في اختبار الإملاء وعلامات الترقيم والقواعد.
شملت قائمة النواب الذين خاضوا الاختبارات: روبن والكر، وزير التعليم السابق ورئيس لجنة التعليم الحالي بمجلس العموم؛ وإيما هاردي، وزيرة الظل السابقة للتعليم والنائبة بلجنة الخزانة حالياً؛ و3 نواب من حزب المحافظين، و3 نواب من حزب العمال.
أما مجلس اللوردات فانضم منه 3 لوردات منتمين إلى حزب العمال، والبارونة بينيت من حزب "الخضر"، واللورد وير باليهولمي من "الحزب الاتحادي الديمقراطي".
خاض النواب هذه الاختبارات بشرط عدم الكشف عن نتائج كل نائب بمفرده، وبالظروف ذاتها التي يخوض بها أطفال الصف السادس هذه الاختبارات: ممنوع الحديث والحصول على المساعدة واستخدام الآلات الحاسبة.
قال روبن والكر، الوزير السابق والنائب الحالي بمجلس العموم، إنه حصل على 9 من أصل 10 درجات في اختبار الإملاء وعلامات الترقيم والقواعد، وحصل على 7 من أصل 10 في اختبار الرياضيات، لكنه لم يكمله.
كما أضاف: "قد كان من المثير للاهتمام أن نرى مقدار التغير في هذه الاختبارات، لقد وجدتها طويلة، لكنها قابلة للحل، ولا أرى أنها صعبة لدرجة إلغائها، وأن اختبارات الرياضيات كانت صعبة بعض الشيء".
جاءت الفعالية من تنظيم مجموعة "أكثر من مجرد اختبار" (More Than a Score)، التي تقيم حملات لإجراء تغييرات على أساليب تقييم المدارس للطلاب.
تغيير معايير التقييم
فيما اتفق والكر مع دعوات المجموعة لعدم الاكتفاء بالمعايير المعروفة باسم The Three Rs، أي اختبارات القراءة والكتابة والحساب، ورأى أنه يجب توسيع معايير التقييم لتشمل المواد التي توصف أحياناً بأنها ليست مهمة، مثل "مواد الفنون واللغات والعلوم والإنسانيات، لا سيما أنها تحث التلاميذ على مزيد من المشاركة".
كما أكد والكر أن الاختبارات يجب أن تكون مقياساً للمدرسة وليس للتلاميذ، ولا ينبغي لأي تلميذ أن يشعر بالفشل إذا لم يبلغ الدرجات المتوقعة لمن هم في سنه.
تُستخدم نتائج الأطفال للحكم على مدى جودة أداء المدارس الابتدائية بمعايير الإدارات الحكومية. وتشتهر الاختبارات بأسئلتها الصعبة عن الجمل الظرفية والجمل الثانوية والضمائر النسبية في القواعد، إضافة إلى الأسئلة عن الكسور والعوامل وحساب الأسس في الرياضيات.
فيما قالت أليسون علي، من مجموعة More Than a Score، إن الغرض من الفعالية أن يشهد النواب بأنفسهم "شدة سخافة بعض الأسئلة التي يواجهها الأطفال، ومدى تأثير هذه السخافات على المناهج الدراسية بأكملها، فضلاً عن استخدامها للحكم على جودة المدارس، وليس لمساعدة الأطفال في التعلم. لذلك نريدهم (النواب) أن يسألوا أنفسهم: هل هذه هي الطريقة الصحيحة لقياس قدرات الأطفال حقاً؟ هل تلك هي أعدل الطرق وأصلحها للحكم على جودة المدارس؟".
بينما قالت النائبة إيما هاردي: "لقد حان الوقت لمراجعة الطريقة المتبعة في تقييم أطفال المدارس الابتدائية ومعايير جودة المدارس. إن الأطفال يُختبرون في مجموعة ضيقة من الموضوعات، وهذا لا يسهم دائماً في تحسين تعلمهم، بل إنه يضر بهم في كثير من الأحيان، علاوة على أن هذه الاختبارات ليست أفضل طريقة متاحة لتقديم صورة كاملة عن جودة أداء المدرسة".