كشف خبراء بريطانيون، أن الاعتقاد القديم بكون الهدف من تحنيط الجثث عند المصريين القدماء كان هو الحفاظ على شكلها البشري المميز، "يُعتبر خاطئاً"، وقالوا إن هذا لم يكن السبب الحقيقي لهذه العملية الدقيقة، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، السبت 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
إذ قال القائمون على معرض بريطاني جديد، إن الدافع الحقيقي لهذه التقنية هو تحويل جثث الموتى إلى شكل تقبل به الآلهة، وبذلك كان الهدف من التحنيط مطابقة شاغل القبر لمواصفات إلهية، وليس الحفاظ على الملامح، بحسب ما نقلته الصحيفة البريطانية.
يقول كامبل برايس، عالم المصريات الرائد، الذي سيصاحب كتابه المعرض: "الفكرة التي ورثناها عن علماء العصر الفيكتوري، وهي أن الغرض من تحنيط الجثث كان الحفاظ على الجثة كما كانت وهي حية، ليست صحيحة. وتوصلنا الآن إلى أن الهدف منها توجيهها نحو الآلهة".
صحيفة "الغارديان" أضافت أن برايس وفريقاً من القائمين على المعرض سيدعون أفراد الجمهور لفحص هذه الأدلة بأنفسهم في العام الجديد، حين تأتي المومياوات الذهبية المصرية إلى متحف مانشستر، الذي خضع لتجديدات، وسيعاد افتتاحه في 18 فبراير/شباط.
المعرض الذي سيضم ثماني مومياوات وأكثر من 100 قطعة أثرية أخرى نفذ جولة دولية بالفعل خلال إغلاق المتحف، وسيُقام في مانشستر للتأكيد على تفسير برايس لعملية تحنيط الجثث.
كما قال برايس: "لنا أن نتخيل وقتاً لم تكن فيه صور فوتوغرافية، ومرايا قليلة، ولذلك لم يكن الناس يعرفون كيف يبدون. لم تكن مسألة ملامح الوجه مهمة كثيراً. وعليه كانت الأفكار الكامنة وراء فن البورتريه والتماثيل القديمة مختلفة جداً".
حسب برايس، فإن قوة هذا الاعتقاد الخاطئ بشأن تحنيط الجثث تعود إلى التوجهات الاستعمارية لعلماء الآثار الأوائل، التي يدعمها اليوم اهتمامنا المتزايد بالمظهر الشخصي.
يعتبر برايس عضواً نشطاً في جمعية استكشاف مصر، التي رغم أنها تأسست عام 1882 تطعن الآن في النهج الاستعماري القديم. وتقديراً للأهمية الروحية للمومياوات ومحتويات المقابر الأخرى لن تظهر صور الأشعة المقطعية، ولا صور التعرف على الوجه في المعرض.
كما قال برايس: "كل عمليات المسح الأخيرة تعود إلى عالم الآثار في العهد الإدواردي، فليندرز بيتري، الذي كان مهتماً بقياس الجماجم داخل المومياوات، لمعرفة إن كانت تتطابق مع الأفكار البريطانية لما يجب أن يكون عليه الإنسان، إنها الأفكار الخبيثة في علم المصريات التي نرغب في تقويضها".
ستظهر في المعرض أيضاً أجزاء من مذكرات علماء آثار بارزين في الماضي، تكشف كيف كانت الأولويات ذات يوم مدفوعة بقيم العصر الفيكتوري، المتعلقة بالعرق والجنس والمكانة الاجتماعية والموت.