ليدي إيوم سيدة من كوريا الجنوبية، عاشت طفولة عادية وكانت تنتمي لعائلة ثرية، لم تعانِ خلال حياتها من مشاكل عائلية قط، لكن عندما وصلت لسن المراهقة لاحظت عائلتها تبذيرها للمال بشكل مبالغ فيه ودون تفكير فيما تشتريه.
تزوجت إيوم في العشرين من عمرها وأنجبت طفلة بعد مرور سنة واحدة، في البداية كانت تعيش حياة مستقرة قبل أن تسقط ابنتها من أحد المرتفعات، كما بدأت إيوم تشعر أنها لم تعد تحب زوجها لتبدأ القصة من هنا.
زوجان والجريمة واحدة
بعد وفاة ابنتها قررت إيوم التخلص من زوجها، فقامت بوضع منوم في أحد مشروباته ليفقد الوعي بعدها بدقائق، ثم أخذت إبرة وفقأت عينيه، لم يشك أحد فيها بمن فيهم زوجها، إذ برعت في تمثيل دور الزوجة الصالحة التي تعتني بزوجها المريض خاصة بعد حصولها على معونة تقدم لكل من فقد البصر في كوريا.
لم يقف الوضع عند هذا الحال، بعد مرور سنة على الحادث قررت إيوم حرق زوجها بالزيت الساخن، لحسن حظه لم يمت، لكن جسمه تشوَّه بسبب الحروق من الدرجة الأولى التي تعرض لها، عدم نجاح قتل زوجها بهذه الطريقة، جعلها تقدم على طعنه بالسكين.
في كل محاولاتها تقوم إيوم بِحَبْكِ خطتها ومن ثم تنقل زوجها إلى المستشفى، لكن في هذه المرة كانت الطعنات قوية تسببت في تلف على مستوى الرئة والكبد ما أدى إلى وفاته، استطاعت إيوم أن تزيل كل الشكوك التي قد تتسبب في فتح قضية ضدها، خاصة بعدما بدأت عائلة زوجها بالتساؤل عن سبب الطعنات.
إذ ادعت بكل بساطة أن زوجها كان مكتئباً وكان يؤدي نفسه بشكل مستمر، ولم يكن يريد أن يعرف أحد عن حالته النفسية؛ لهذا لم يخبروا أحداً من قبل عن الموضوع، استطاعت إيوم أخد التأمين عن الحياة الخاصة بزوجها، والذي تصل قيمته إلى 200 ألف دولار أمريكي.
أكملت إيوم حياتها بشكل جيد وكأنها لم تقُم بشيء، لكن بعدما قامت بتبذير كل المال الذي ربحته من تأمين زوجها، قررت البحث عن ضحية أخرى، فبعد بضعة أشهر من جريمتها تزوجت برجل آخر يدعى "هونغ" بعدما التقيا في ملهى ليلي.
حملت إيوم من زوجها، وكانت حياتها مستقرة في البداية، لكن بعد 8 أشهر فقط من زواجها أقدمت على تنفيذ خطتها التي طبقتها على زوجها الأول، إذ استخدمت نفس المنوم، وفقأت عينَي زوجها ومن ثم ذهبت به إلى المشفى.
اعتنت إيوم بزوجها لبضعة أيام، ومن ثم اصطحبته إلى المشفى، مدعية أنه ليس في حالة جيدة رغم تأكيد الطبيب أنه بصحة جيدة، لتتوسل إيوم للطبيب أن يبقيه فقط هذه الليلة من أجل التأكد من صحته، لكن في الصباح اتصل الأطباء بعائلته وأخبروهم أن ابنهم قد توفي.
لم يستطِع الأطباء معرفة سبب الوفاة كما لم تتوجه أصابع الاتهام إلى أحد؛ إذ اعتبرت حالة وفاة عادية، بعد الحادث طلبت عائلة زوج إيوم منها أن تقوم باجهاض الولد؛ لكي لا يكون عقبة في حياتها، لكنها رفضت بشدة متحججة أنه الشيء الوحيد المتبقي من زوجها.
ذهبت إيوم مرة أخرى إلى مركز التأمين وحصلت على مبلغ 150 ألف دولار ولم تستطِع أسرة زوجها أن تجدها بعد ذلك قط، فقرروا البحث عنها واكتشفوا أن كل ما كانت تحكيه لهم ليدي كذب في كذب٬ قالت لهم إنها معلمة٬ درست في الجامعة، وأمها تخبئ لها مليون دولار لتستكمل حياتها وسلسلة يطول ذكرها من الأكاذيب.
بفضل نقود التأمين عادت لحياة الترف والرفاهية مرة أخرى، واستمرت على هذه الحال لمدة عام كامل، لكن أموالها نفدت؛ لذلك احتاجت لضحية جديدة. لكن لن تكون زوجاً جديداً هذه المرة بل ستكون أمها وأخويها.
ليدي إيوم والعائلة
بعدما لم تعد إيوم تملك المال قررت أن تذهب في عطلة نهاية الأسبوع لزيارة أسرتها، خلال الليل أعدت إيوم فطيرة فواكه ووضعت فيها منومها المعتاد، مثل الحالات السابقة فقأت إيوم عيون والدتها وأحد إخوتها، ومن ثم اتصلت بالإسعاف ونقلوا إلى المشفى.
خلال فترة علاجهم بالمستشفى حاولت إيوم تسميم عائلتها، لكن محاولتها باءت بالفشل، لتتحمل مسؤولية رعايتهم، وبسبب حالتها المادية طلبت من والدتها بيع المنزل؛ لكي تتمكن من الحصول على الدواء ومصاريف العلاج.
وفعلاً أقنعت أمها ببيع المنزل٬ فباعته، لكن عوض الاهتمام بالتكاليف الطبية صرفت المال في ملذات الدنيا، وبذلك شكت أمها فيها بسبب اختفاء الأموال، فبدأوا بسؤالها والضغط عليها.
فلما شعرت أنه سيتم كشفها قررت التخلص منهم٬ وذات يوم بينما كان أخواها وحدهما في البيت نائمين، أشعلت النار في منزلهم، لكنهم نجوا بحروق بالغة الخطورة، فبدأت الشكوك تساور الجيران؛ حيث في كل مرة يحدث شيء سيئ لمن حولها تنجو هي بدون أي أضرار، فطلبت منها عائلتها مغادرة المنزل مع ابنها.
حسب "The Korea Herald"، تركت إيوم منزل عائلتها وطلبت المساعدة من مربية ابنها التي قررت إبقاءها في منزلها لمدة شهر إلى حين ترتيب مسكن جديد، وحين اكتمل الشهر وحان وقت مغادرة ليدي منزل المربية وزوجها دست لهما الحبوب المنومة وأشعلت النار في المنزل فمات زوج ورضيع المربية متأثرين بحروقهما.
مرض تسبب في إفشاء سرها
بعد الحادث أصيب ابن إيوم بمرض كاواساكي "kawasaki"، هو التهاب وعائي حاد، أي تعرض جدر الأوعية الدموية لالتهاب يمكن أن يتحول إلى اتساع فيها، غير أن أغلبية الأطفال المصابين بالمرض تظهر عليهم الأعراض الحادة فقط دون أي مضاعفات في القلب أو خطر على الحياة.
لم تكن إيوم تملك المال لشراء الأدوية لطفلها، لتبدأ إيوم بالبحث عن ضحيتها التالية، لتقدم على سرقة امرأة كانت تجلس بجانبها في المستشفى، إذ أخذت بطاقة الائتمان وقامت بدفع كل ديونها، بالإضافة إلى شرائها للملابس وأشياء أخرى.
خلال فترة البحث عنها من طرف الشرطة بسبب تقديم صاحبة البطاقة دعوى ضدها، توفي إبن إيوم في المشفى؛ ما سهل على الشرطة إمكانية إلقاء القبض عليها، تحججت إيوم بمرض ابنها، وأنها قامت بالسرقة لعدم مقدرتها على دفع تكاليف العلاج، تنازلت صاحبة البطاقة عن شكواها، وأمهلتها مهلة للعمل كي تعيد لها ما قامت تبذيره.
كما طلبت المرأة من إيوم مرافقتها للمبيت معها تلك الليلة، في تلك الليلة قدمت إليوم عصيراً يحتوي على نفس المنوم وفقأت عينَي المرأة، ومن ثم اصطحبتها إلى المشفى، كانت متيقنة أنها ستكشف هذه المرة٬ فحاولت إشعال النار في المستشفى، لكن حارس الأمن رآها عبر كاميرات المراقبة. وحضرت الشرطة فوراً وتم اعتقالها.
خلال فترة البحث تحججت إيوم بأنها تتعاطى المخدرات؛ لهذا أقدمت على فعل ذلك، لكن التحاليل المجراة عليها أثبتت عدم وجود مخدرات في الدم، لتقدم إيوم إلى الأطباء النفسيين الذين أثبتوا صحتها العقلية، لكن الاختبار الخاص بمعرفة الشخصية السايكوباثية كان المفاجأة.
خلال هذا الاختبار يقوم الأطباء بطرح 40 سؤالاً للتأكد من شخصية الإنسان، أجابت إيوم عن الأربعين جواباً بشكل يؤكد أنها شخصية سايكوباثية لتصبح الشخص الوحيد حالياً الذي أجاب عن كل الأسئلة بشكل مرعب.
لم تسمح "ليدي إيوم" للشرطة بتسريب صورها أو اسمها الحقيقي، وفي سنة 2000 قُدِّمت إيوم للمحاكمة، وفي كل جلسة كانت تتظاهر بكونها شخصية مضطربة أو مجنونة محاولة تخفيف الحكم عليها، لكن محاولاتها باءت بالفشل لتعترف بعدها بكل جرائمها وحكم عليها بالمؤبد.