كانت أجرأ الخطط وأكثرها خطورة للهرب من السجن. إذ ابتكر 4 من السجناء المحكوم عليهم بالإعدام مخططاً للخروج من البوابة الأمامية لسجنهم شديد الحراسة في وضح النهار.
إذا نجحوا، فإن بعض أخطر الرجال في العالم سيخرجون مجدداً ويختفون بين الجمهور. لقد قتلوا بوحشية سابقاً. ولم يكن هناك سبب لاعتقاد أنهم- إذا أتيحت لهم الفرصة- سوف يترددون في القتل مرة أخرى. ومن بين هؤلاء بطل قصتنا، تروي غريغ، السجين الأوفر حظاً والأتعس حظاً في الوقت نفسه!
استياء بين المحكوم عليهم بالإعدام وإضراب عن الطعام
كان السجناء نزلاء في بناية A1 من سجن ولاية جورجيا في مدينة ريدزفيل، ومن هناك كان من المقرر أن تكون وجهتهم النهائية الكرسي الكهربائي للولاية لتنفيذ الإعدام بحقهم.
وكانت الولاية قد أعلنت عن نقل المحكوم عليهم بالإعدام إلى منشأة أخرى في 1980.
وقد رفع مخططو الهروب الأربعة دعوى قضائية في المحكمة الفيدرالية لحظر نقلهم، قائلين إن النزلاء المحكوم عليهم بالإعدام في المؤسسة العقابية كانوا يتعرضون للتمييز وسوء المعاملة.
في اليوم الذي حدث فيه هروب ريدزفيل، كان نزلاء جاكسون في اليوم الثالث عشر من الإضراب عن الطعام.
ومن بينهم، كان تروي ليون غريغ المتسرب من المدرسة الثانوية الذي أمضى 3 أشهر في الجيش ولكن تم تسريحه لأسباب طبية.
تم القبض على غريغ، مع رفيقه سام ألين البالغ من العمر 16 عاماً، عندما قاما بقتل رجل وامرأة كانا يبيتان لديهما في أثناء السفر، وقد ألقيا بجثتيهما في حفرة قريبة.
عندما وصلت القصة إلى الأخبار، تم القبض على غريغ وألين في أشفيل، بنورث كارولاينا. حوكم غريغ وقُضي عليه بالإعدام. وكانت قضيته واحدة من ثلاث قضايا استمعت إليها المحكمة العليا وأسفرت عن إلغاء الحظر المفروض على عقوبة الإعدام في الولاية.
تخطيط مُحكم للهروب من السجن شديد الحراسة
في 28 يوليو/تموز من العام 1980، قام المجرم الأمريكي المتهم في قضية قتل مزدوجة تروي ليون غريغ، البالغ من العمر 32 عاماً، بما لا يمكن تصوره أبداً.
إذ تعاون الرجل مع ثلاثة قتلة مدانين آخرين، وهرب غريغ من حُكم نافذ عليه مع زملائه بالإعدام في سجن ولاية جورجيا، وذلك عن طريق التنكر في هيئة ضابط.
كان القتلة الأربعة قد استخدموا منشاراً لقطع قضبان زنازينهم في الطابق الرابع من بناية السجن الضخم، وثقبوا نافذة بالطريقة نفسها في منطقة للتمرينات للمساجين، وساروا على طول البناية وصولاً إلى مخرج حريق.
وقبل أن يشقوا طريقهم إلى البوابة الأمامية خروجاً منها إلى الحرية، قام القتلة الأربعة بتغيير ملابس السجن لتبدو كأنها زي موحد، وفي النهاية اعتقدهم مشرفو السجن والمسؤولون فيه ضباطاً فعلاً.
لحسن حظهم، وسوء حظ المجتمع الذي يفرون إليه، كان الضباط الحقيقيون للمؤسسة العقابية مهمِلين بما يكفي للسماح للهاربين بالاستمرار في طريقهم بعد أن قيل لهم إن الأربعة يجرون "فحوصات أمنية" وسيرحّلون بعدها فوراً.
إذ لم يعرف مسؤولو السجن عن واقعة الهروب إلا بعد أن نشر مراسل لصحيفة "ألباني هيرالد" عن الأمر، والذي كان قد اتصل به بطل قصتنا تروي غريغ، بعد ساعتين من الهروب.
وقال غريغ للمراسل إنهم اضطروا إلى الخروج، لأنهم لم يعودوا قادرين على تحمُّل الظروف اللاإنسانية في انتظار الإعدام.
وأضاف أنهم يفضلون الموت خارجاً على البقاء هناك يوماً آخر في انتظار حكم مؤجل بالإعدام.
نتيجة عكسية وحظ عاثر
من المفارقات أن كلمات غريغ جاءت بنتائج عكسية في الليلة نفسها. إذ احتفل السجناء بهروبهم المثالي المكلل بالنجاح، أخبر تروي غريغ زملاءه الهاربين بأنه ذكر خطط هروبهم في رسالة إلى زوجته.
وبحسب مجلة The Crime Mag لقصص الجرائم الواقعية، قام الثلاثة بالعراك مع غريغ، وتحت تأثير الكحول الذي شربوه احتفالاً بالهروب ضربوه حتى مات في أيديهم.
طبعاً هذا القتل لم يكن مقصوداً؛ لكيلا يزيد من حساسية هروبهم. فحاولوا إخفاء الأمر وألقوا جثته في بحيرة على بعد 10 أميال من مخبأهم، بعد أن انتابهم الغضب من أنه أفصح عن خطتهم دون موافقتهم.
وبالفعل، تم العثور على جثة غريغ في اليوم التالي من قبل السباحين في سد ماونتن آيلاند، وعثرت الشرطة على المأوى الذي كانوا يتمركزون فيه.
"أجبرت" الشرطة الهاربين الثلاثة الآخرين على الخروج من مخبأهم باستخدام الغاز المسيل للدموع.
وقال المراسل ريك ويليس، وهو الصحفي ذاته الذي هاتفه غريغ قبل وفاته، إن الشرطة "نادت عليهم بالاسم وقالت: اخرجوا بأيديكم مرفوعة. ثم طلبت منهم أن ينزلوا على بطنهم على الأرض والزحف وصولاً إلى ضباط الشرطة"؛ وذلك خوفاً من قيام أي منهم بحركة إجرامية لضمان الهرب.