يلجأ موظفون أمريكيون إلى شبكة الإنترنت للبحث عن أعذار يقدمونها للتغيّب عن العمل، وذلك في الوقت الذي يستدعيهم فيه رؤساؤهم من أجل العودة مجدداً إلى العمل في المكاتب، بعدما تسبَّبت جائحة كورونا في تحويل شركات كثيرة أماكن عملها إلى المنازل.
وكالة Bloomberg الأمريكية، قالت الجمعة 28 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن تحليلاً أجرته شركة التوظيف العالمية Frank Recruitment Group، كشف أنَّ العدد الإجمالي لعمليات البحث على "جوجل" عن أسباب معقولة للتهرب من العمل، ارتفع على مدار العامين الماضيين، متجاوزاً مليونين في عام 2022، مقارنة بأكثر قليلاً من 300 ألف في عام 2018.
حلّلت الشركة حركة مرور الإنترنت عبر 10 من مصطلحات البحث الأكثر شيوعاً، بما في ذلك أشكال متعددة من "الأعذار الواقعية للتغيب عن العمل".
جاءت بعض أهم نتائج البحث: المرض وحالات الطوارئ العائلية أو المنزلية، وموعد طبيب، ومشكلة في السيارة.
تأتي هذه الزيادة في الوقت الذي يعرب فيه المسؤولون التنفيذيون عن قلقهم بشأن الإنتاجية المتعثرة وتراجع الأداء إلى الحد الأدنى من المتطلبات الوظيفية، مع تزايد طلبات العودة إلى المكتب.
عارض العمال في مختلف الصناعات السياسة الإلزامية بالعودة إلى العمل من المكتب، خاصة في المدن الكبيرة ذات التنقلات المرهقة.
كان تحليل حديث أجراه بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك قد أظهر أنَّ الأمريكيين يوفرون إجمالاً 60 مليون ساعة من وقت التنقل كل يوم عن طريق العمل من المنزل، ولذا فإن استئناف رحلة العودة المنتظمة إلى المكتب يعني للكثيرين نوماً وطاقة أقل لموازنة بقية متطلبات الحياة.
روان أوغرادي، رئيس مجموعة Frank Recruitment Group للتوظيف في الأمريكتين، قال في التقرير، إن "رؤية أحجام البحث ترتفع ارتفاعاً كبيراً في جميع المجالات في عام 2021 أمر مثير للاهتمام بالتأكيد. ويبدو أنه يتزامن مع بداية العودة إلى المكاتب؛ ما يخبرنا بأنَّ هذا لم يكن أسهل انتقال للجميع".
من جانبه، قال شين تيران، استراتيجي التطوير التنظيمي ورئيس SP Consulting للاستشارات الإدارية في التقرير، إنَّ الموظفين يتعاملون مع الضغوط التي تأتي مع العودة إلى المكتب جزئياً عن طريق أخذ المزيد من الإجازات.
تشير البيانات أيضاً إلى أنَّ تقديم طلب إجازة يحمل وصمة عار في العديد من أماكن العمل، حيث يشعر العديد من العمال بعدم الارتياح عندما يطلبون عطلة صراحةً.
يقول تيران إنه من أجل الحد من التغيب، من الضروري لأصحاب العمل إيجاد توازن بين الدفع نحو الإنتاجية ودعم رفاهية الموظف.
بحسب الوكالة الأمريكية، تعمل الشركات في جميع أنحاء العالم على تجربة خفض أسبوع العمل لمدة أربعة أيام من أجل معالجة هذه المخاوف، وظلت الإنتاجية مستقرة أو تحسنت في جميع المؤسسات تقريباً في تجربة المملكة المتحدة.