لا شكَّ في أنَّ كثيراً من الآباء يدركون أن إنجاب صبي قد يكون عملاً أصعب من إنجاب فتاة، ولكن ما لا يدركونه أيضاً أن وجود صبي في العائلة يجعل الوالدين يفقدان قدراتهما المعرفية بشكل أسرع أيضاً.
أيهما أصعب: تربية الصبي أم الفتاة؟
ووجدت دراسة حديثة نشرتها صحيفة Daily Mail البريطانية وأجريت على 13 ألف شخص فوق سنّ الـ50 عاماً، أنّ الآباء والأمهات الذين لديهم صبي واحد على الأقل في العائلة، يعانون من تدهور إدراكي أسرع مقارنة بمن ليس لديهم صبي بين أبنائهم.
كما وجدت الدراسة أيضاً، أن الذين لديهم أكثر من صبي فقدوا قدراتهم المعرفية أسرع من الذين لديهم بنات فقط.
الإناث أكثر اعتناء بوالديهم
في الوقت الذي لم يحقق فيه الباحثون في الدراسة السبب الحقيقي الذي يجعل تربية البنات أسهل من الصبيان، اقترحوا أن الأمر قد يعود إلى أن البنات أكثر اعتناء بوالديهن عندما يتقدم بهم العمر، ويقدمن لهم الدعم العاطفي، الأمر الذي يساعد في الحفاظ على صحتهم بشكل أكبر.
في حين أن الوالدين اللذين لديهما صبي يفقدان هذه الميزة تقريباً، ويصبحان أقل عرضة لاتباع أسلوب حياة صحي.
على سبيل المثال، جمع فريق من العلماء من جامعة تشارلز في براغ وجامعة كولومبيا في نيويورك، بيانات من الدراسة المستمرة التي ترصد أكثر من 30 ألفاً ممن تجاوزوا الخمسين من العمر وأزواجهم، ووجدوا أن آباء البنات أقل عرضة لشرب الكحول وتعاطي المخدرات والتدخين.
تربية الصبيان تزيد من الشيخوخة الإدراكية
في حين أظهرت النتائج، التي نُشرت بمجلة الأبحاث النفسية في عام 2022، أن الآباء الذين لديهم ابن واحد على الأقل لديهم معدل أسرع من التدهور المعرفي مقارنة بمن ليس لديهم أبناء، وكانت سرعة التدهور العقلي مماثلة لكل من الآباء والأمهات.
وأشار الباحثون إلى أن التأثيرات كانت "متواضعة مقارنة بالانخفاض العام بمرور الوقت".
كما كشف البحث أيضاً أن التراجع في القدرات العقلية للوالدين كان أسرع إذا كان لديهما عدة أبناء، مقارنة بالآباء الذين لديهم بنات فقط.
وقال الباحثون إن التأثير كان متماثلاًزبين الأمهات والآباء، فقد يلعب أحد جوانب تربية الأبناء دوراً في الشيخوخة الإدراكية.
لكنهم اقترحوا أن آباء الأبناء قد يكونون أكثر عرضة للحرمان في وقت لاحق من الحياة، لأن البنات يقدمن دعماً اجتماعياً أكثر من الأبناء وغالباً ما يصبحن مقدمات رعاية لهم.
الأمهات اللواتي لديهن صبيان أكثر عرضة للسمنة!
في حين وجدت الدراسة أيضاً، أنّ الأم التي لديها صبيان تصبح مع مرور الوقت أكثر عرضة للسمنة، إذ يؤثر الجنس البيولوجي للطفل أيضاً على سلوكيات الوالدين، حيث يزيد وزن أمهات الأبناء، في المتوسط، عن أولئك الذين لديهم بنات لفترة طويلة بعد الحمل، كما أنّ آباء البنات أقل عرضة في الإصابة بالخرف.