لطالما ظهرت الخدمات المتعلقة بالنوم المريح بشكل ثانوي في إعلانات الفنادق، لكن في السنوات الأخيرة ظهر نوع جديد من الخدمات التي تقدمها الفنادق، يرتكز كلياً على فكرة النوم المريح، هذه الخدمات، قد يسافر البعض مئات الكيلومترات للحصول عليها، في ما أصبح يعرف باسم "سياحة النوم".
كيف ظهرت سياحة النوم؟
مع زيادة المشاكل الاقتصادية والضغوط النفسية أصبحت القدرة على الحصول على النوم المريح من الصعب تحقيقها، أفاد ما يقرب من 35 ٪ من الأشخاص بأنهم يحصلون على أقل من 7 ساعات من النوم في فترة 24 ساعة عادية، ويعاني 50 إلى 70 مليوناً من البالغين في الولايات المتحدة الآن من الحرمان من النوم.
ومع أن بعض المصحات كانت تقدم علاج هذه المشاكل، وبينما ربط الناس بين السفر والوجبات السريعة، ومناطق الجذب والأشياء التي تفعلها أثناء السفر، على حساب تكلفة النوم تقريبًا، لكن تدريجياً بدأت بعض الفنادق تقدم خدمات تركز كلياً على فكرة النوم المريح، واكتسبت شعبية منذ انتشار وباء كورونا.
قامت بعض الفنادق بتوفير إقامة "لتعزيز الراحة"، ولا تعني سياحة النوم مجرد أخذ استراحة من العمل أو حتى من الحياة اليومية عن طريق فصل نفسك عن الشبكات الاجتماعية بل تركز بشكل كامل على النوم.
توفر تلك الفنادق غرفاً تم تصميم كل شيء فيها لتعزيز النوم؛ مثل عزل الصوت في الغرف بشكل كامل، وتقدم أيضًا خدمات المعالجين بالتنويم المغناطيسي والتأمل والمدربين لتوفير النوم المريح، وحل مشاكل الحرمان من النوم، ويمكن أن تستمر التجربة من يومين إلى 6 أيام.
ويمكن لمن يمارس سياحة النوم الاختيار من قائمة كاملة من خيارات الوسائد والبطانيات والخيارات المختلفة اعتمادًا على ما إذا كانوا يفضلون النوم على ظهورهم أو بطونهم. تختلف خدمات النوم الخاصة من فندق إلى فندق وقد تشمل علاجات تساعد على النوم.
سياحة النوم ليست ساعات من النوم المريح فقط
قد تبدو سياحة النوم فكرة مدهشة مثل الإقامة لمدة ليلتين في مكان مخصص للحصول على النوم المريح، ولكن ماذا بعد انتهاء اليومين والعودة للحياة الطبيعية، والمعاناة مع مشاكل الحرمان من النوم؟
يمكن أن تكون سياحة النوم مفيدة للغاية، ولكن فقط إذا كانت هذه الفنادق توفر للزبائن أدوات حقيقية لمساعدتهم على تحسين نومهم.
ولا يتعلق الأمر فقط بتدليلهم في سرير مريح مع موسيقى خلفية وشاي عشبي للاسترخاء. يجب تطوير التجربة مع خبير طبي أو شخص متخصص في حل مشاكل النوم، وتحديد ما هو السبب الحقيقي وراء الحرمان من النوم.
كما أن هناك مشكلة التكاليف، فبعض تلك الفنادق ربما تكون باهضة الثمن أحياناً، ولا يجب أن يكون النوم رفاهية متاحة فقط للمشاهير والمليونيرات الذين يستطيعون الإقامة في أجنحة نوم فاخرة.
يمكنك الحصول على نوم مريح دون الذهاب في سياحة النوم
ربما لا تستطيع السفر للحصول على نوم وربما لا تحتاج سياحة النوم للتخلص من الحرمان من النوم، ولكن يمكن تهيئة أجواء مماثلة في منزلك، من عزل غرفة عن الصوت الخارجي بشكل جيد.
والابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية وشاشات الجوال، وربما إضافة بعض المعطرات الطبيعية التي تساعد على الاسترخاء، ومن الممكن أن تستمع إلى موسيقى كلاسيكية أو كتاب صوتي أو أغانٍ هادئة قد يكون لها تأثير التنويم المغناطيسي على دماغك.
وتغيير العادات الغذائية السيئة بأخرى صحية، ويمكنك الحصول على فراش ومَرتبة مريحتين، وأن تحرص على النوم في درجة حرارة تتراوح بين 15 و20 مئوية، كما عليك أن تذهب إلى الفراش وتستيقظ في الوقت نفسه كل يوم، حتى في عطلات نهاية الأسبوع أو أيام إجازتك، مثلما تنصح مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.