شقيقه غيّر اسمه وهويته! ماذا حلّ بعائلة القاتل المتسلسل جيفري دامر بعدما قتل 17 ضحية ونكّل بجثثهم؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/10/20 الساعة 13:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/10/20 الساعة 13:07 بتوقيت غرينتش
عائلة جيفري دامر تفككت قبل عامٍ واحد من ارتكابه أولى جرائمه/ Getty Images

في الحديث عن القتلة المتسلسلين والمجرمين غالباً ما ننسى أن نسأل عن مصير عائلاتهم، الذي قد يكون مُظلماً كذلك، ماذا حلّ بأفراد العائلة الآخرين؟ هل بقيَ بعضهم على تواصل مع القاتل؟ وكيف يتعايشون مع الواقع الأليم؟

غالباً ما تتوارى عائلة "الشرير" عن الأنظار، بعد أن تُلطَّخ أسماء عائلتهم بالسمعة السيئة. وليست عائلة القاتل المتسلسل جيفري دامر استثناءً؛ فابن شقيق أدولف هتلر غيّر اسمه وخدم في البحرية الأمريكية، وأبناء تشارلز مانسون تواروا عن الأنظار تماماً.

وهذا أمرٌ مفهوم، فالعائلة غالباً لا تكون على دراية بجرائم ابنها غير الإنسانية، ولا أحد يحب أن يكبر ابنه ليصبح قاتلاً متسلسلاً أو مجرماً؛ لذلك فإن الاختفاء عن الأنظار أمرٌ طبيعي وشائع.

كان ديفيد دامر، الشقيق الأصغر للقاتل المتسلسل جيفري هامر، محبوباً للغاية، قبل أن يختار تغيير اسمه والانفصال عن عائلة دامر تماماً، وربما عندما تعرف أن شقيقه الأكبر جيفري هو من اختار اسمه في الواقع فسيكون ذلك منطقياً.

 "الحياة المُبكرة لـ "ديفيد دامر

ديفيد دامر هو الطفل الثاني لليونيل وجويس دامر، وُلِد عام 1966 في مقاطعة دوليزتاون بولاية أوهايو الأمريكية، وسَمح والداه لشقيقه الأكبر بتسميته. فاختار جيفري اسم "ديفيد" لأخيه الأصغر. 

لكن يبدو أن الشقيقين تربطهما علاقة حُب وكره، فرغم أن جيفري كان يستمتع بقضاء الوقت مع أخيه الأصغر فإنه كان يشعر بالغيرة الشديدة من ديفيد أيضاً، ولطالما شعر أنه (أي ديفيد) "سرق" بعض الاهتمام الذي كان يحصل عليه قبل ولادته.

جيفري اختار اسم شقيقه ديفيد قبل أن يغيّره/ Getty Images
جيفري اختار اسم شقيقه ديفيد قبل أن يغيّره/ Getty Images

عام 1978، انفصل الوالدان ليونيل وجويس، عادت جويس إلى عائلتها في ويسكنسن، وأخذت معها ديفيد دامر، الذي كان يبلغ من العمر 12 عاماً فقط. ومع ذلك، وعلى الرغم من غيابها عن حياة ابنها الأكبر بعد طلاقها، ادّعت أنها لم ترَ أبداً "علامات تحذيرية" لما أصبح عليه جيفري لاحقاً. 

لكن ليونيل دامر كانت له قصة مختلفة تماماً. في مذكراته "قصة أب"، يعترف ليونيل بأنه فكّر- بعد سلسلة الجرائم التي ارتكبها ابنه- في طبيعة الشرّ بطريقةٍ وجودية. وكتب: "بصفتي عالماً أتساءل عما إذا كانت إمكانية حدوث شر عظيم تكمن في أعماق الدم، الذي قد ينقله البعض منا إلى الأطفال عند الولادة". 

جرائم جيفري دامر التي لا توصف

بعد عامٍ واحد فقط من انتقال جويس وديفيد دامر من أوهايو إلى ويسكنسن، ارتكب جيفري دامر أول جريمة قتلٍ وحشية. 

وبين عامَي 1978 و1991 كان جيفري قد قتل 17 رجلاً وصبياً، تراوحت أعمارهم بين 14 و31 عاماً، وليس هذا فقط؛ عندما انتهى من قتلهم نكّل بجثثهم بأكثر الطرق بشاعةً ووحشية.

تناول لحم بعضهم، واستمنى على معظمهم، حتى إنه أذاب أجساد آخرين في الحمض، واحتفظ بأجزاء من جثثهم في الثلاجة، كلّ ذلك بعدما كان قد عذَّبهم وهم ما زالوا على قيد الحياة.

بعد إدانته، أوضح جيفري دامر: "كانت رغبةً مستمرة، ولا تنتهي، في أن أكون مع شخصٍ ما مهما كان الثمن، شخصٍ ذي مظهر جيد بالفعل ولطيف، هذا ما كنتُ أفكر فيه طوال اليوم". 

ولولا الهروب الشجاع لـ تريسي إدواردز، آخر ضحية محتملة له، ربما كانت جرائم جيفري دامر قد استمرت لفترةٍ طويلة. لحسن الحظ حوكِمَ جيفري في نهاية المطاف عام 1992. وفي النهاية أقر بالذنب في 15 من التهم الموجهة إليه، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة بالإضافة إلى 70 عاماً. 

كان سيقضي بضع سنوات في السجن في مؤسسة كولومبيا الإصلاحية في ويسكنسن، حيث سلَّطت وسائل الإعلام الضوء عليه، وانتهزت كل فرصة ممكنة لإجراء مقابلاتٍ معه، لكن في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 1994، ضرب كريستوفر سكارفر جيفري دامر بالهراوات حتى الموت، ليُنهي حياةً كانت مليئة بالبؤس والصراع. 

ورغم مرور أكثر من 20 عاماً على جرائمه المروعة لا تزال أفعال جيفري دامر موصومةً بالعار، وتعاني بسببها عائلات ضحاياه. ربما لهذا السبب يستمر شقيقه الأصغر، ديفيد، في العيش متخفياً تحت اسم جديد وهوية جديدة.

شهادة تريسي إدواردز خلال محاكمة جيفري دامر

ماذا حلّ بعائلة جيفري دامر؟

من الواضح أن ديفيد دامر، مثل بقية أفراد عائلة دامر، عانى كثيراً بسبب جرائم جيفري المشينة. فقد أظهر تقريرٌ خاص لمجلة People الأمريكية، نُشر عام 1994، مدى عمق هذه المعاناة. 

تعرّضت جدة جيفري، كاثرين، لمضايقاتٍ شرسة حتى وفاتها في العام 1992. قالت إنها كانت تجد نفسها في كثير من الأحيان جالسةً "مثل حيوان خائف"، عندما كان الصحفيون يخيّمون خارج منزلها. 

وبينما كان ليونيل دامر وزوجته الجديدة يزوران جيفري في السجن بانتظام حتى مقتله، انتقلت والدته جويس دامر إلى منطقة فريسنو في كاليفورنيا، قبل وقت قصير من اكتشاف جرائم ابنها جيفري. 

عملت مع مرضى فيروس نقص المناعة البشرية، في وقت كان يُنظر إليهم فيه على أنهم "لا يمكن المساس بهم"، واستمرت في العمل حتى بعد مقتل ابنها في السجن. 

عندما توفيت في النهاية عام 2000 بسبب سرطان الثدي، عن عمر يناهز 64 عاماً، أخبر أصدقاؤها وزملاؤها صحيفة Los Angeles Times الأمريكية، بأنهم فضَّلوا أن يتذكّروا عملها مع المرضى.

قال جوليو ماسترو، المدير التنفيذي لمركز فيروس نقص المناعة البشرية، الذي عملت معه: "لقد كانت متحمسة ورحيمة، وحوّلت مأساتها إلى قدر كبير من التعاطف مع الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية". 

لكن ديفيد دامر اتخذ مساراً مختلفاً تماماً، بعد تخرّجه من جامعة سينسيناتي قبل وقتٍ قصير من مقتل جيفري غيّر اسمه، واتخذ هويةً جديدة، ولم يُشهَد أو يُسمَع عنه شيء مرةً أخرى حتى اليوم. 

لا يريد ديفيد أن يكون جزءاً من عائلة دامر أبداً، ويهرب حتى اللحظة من وصمة العار التي ألحقها بهم شقيقه جيفري، وليس من الصعب أن نفهم سبب ذلك.

والد جيفري دامر خارج مؤسسة كولومبيا الإصلاحية بعد زيارته لابنه/ Getty Images
والد جيفري دامر خارج مؤسسة كولومبيا الإصلاحية بعد زيارته لابنه/ Getty Images
تحميل المزيد