بدأت القصة حينما قام ستيف ورثستين بشراء تذكرة ذهبية كانت مقدَّمة من الخطوط الجوية الأمريكية سنة 1987، تسمح هذه التذكرة لصاحبها بالتنقل إلى جميع أنحاء العالم مدى الحياة.
كان العرض المقدم من الشركة يقضي بشراء التذكرة الرئيسية بـ250 ألف دولار أمريكي وتذكرة لمرافق بـ150 ألف دولار، معتقدة بذلك أنها حققت صفقة رابحة للغاية، لم تتوقع أنها ستخسر الملايين بسبب إحدى التذاكر.
الطفولة وحب السفر
أحب ستيف منذ صغره الطيران والسفر، فحسب مقال نشر على "The Guardian" كان والده يشتغل في الملاحة الجوية الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية، ومن ثم فتح والده شركة لصناعة الزهور البلاستيكية والورق.
بدأ ستيف السفر بالطائرة في سن الـ9 سنوات، حين اصطحبه والده في رحلة دامت 3 أسابيع من نيويورك إلى سان فرانسيسكو وطوكيو وهونغ كونغ ولندن وغيرها من المدن حول العالم.
عندما التحق ستيف بالجامعة عمل في وكالة سفر تساعد الطلبة في حجز رحلات الطيران بأسعار منخفضة، واستغل خبرته في هذا المجال لحجز تذاكر سفر إلى أوروبا عدة مرات، ثم انتقل للعيش هناك بعد تخرجه سنة 1972.
بعد مرور سنة عاد ستيف إلى الولايات المتحدة الأمريكية للعمل في مصنع العائلة بمدينة نيويورك، لكن عمله لم يكن حاجزاً أمام سفره، إذ كان يسافر كل نهاية أسبوع عبر خطوط الطيران إلى ولايات أمريكية مختلفة، ويعود في نفس اليوم.
استمر الحال على هذا الوضع إلى سنة 1987 حين قامت الخطوط الجوية الأمريكية بوضع عرض لتذكرة ذهبية بسعر 250 ألف دولار، وتذكرة لمرافق بـ150 ألف دولار تسمح لمالكها بالسفر حول العالم مدى الحياة.
وجهات مختلفة والأسباب غريبة
حسب الجريدة الأمريكية "Los Angeles Times" قام ستيف بحجز رحلات تتعدى تكلفتها ملايين الدولارات بتذكرته الذهبية، وكانت أغلب سفرياته من أجل الذهاب لمطعم معين وتناول وجبات الغداء أو الإفطار فيه، أو السفر بهدف مشاهدة مباراة معينة وهكذا، باختصار كانت سفرياته لأجل التنزه أكثر منها للعمل الجاد.
ليس الأغرب أنه كان يسافر لأسباب يعتبرها الكثير أنها تافهة أو لا فائدة منها، بل أيضاً كان في كثير من الأحيان يأخذ بعضاً من المشردين ليكونوا مرافقين له في السفر، وهناك بعض المشردين كان الهدف من جعلهم مرافقيه في السفر هو إيصالهم إلى بلدهم، وغالبية الأحيان كان يحجز مقعداً في الرحلة ولا يسافر.
كان ستيف يسافر أيضاً بغرض شراء وجبة طعام لزوجته من بلد معين، ويعود حاملاً هذه الوجبة في نفس اليوم، كل ما فعله ستيف بالفعل يبدو غريباً ، فهو رجل يمتلك المال ويسافر في أي وقت وفي كل البلدان، ولمَ لا وهو مالك تذكرة ذهبية تتيح له السفر مدى الحياة؟
أكد ستيف لصحيفة "New York Post"أن السفر غير مرهق، بل المرهق في الأمر هو تجهيز الحقائب فقط، سافر ستيف من 1987 الى 2007 بالتذكرة الذهبية إلى 18 دولة حول العالم، إذ زار كلاً من كندا وإنجلترا أكثر من 500 مرة، فيما تجاوزت رحلاته إلى أستراليا 70 رحلة، و120 رحلة إلى الصين، يبلغ إجمالي تكلفة الرحلات التي قام بها 21 مليون دولار أمريكي.
مُنِعَ ثم عُوض بـ3 ملايين دولار
بعد الخسائر التي تكبدتها خطوط الطيران بأمريكا والتي كانت حصيلتها 21 مليون دولار، قررت إنهاء تذكرة ستيف الذهبية، حيث فوجئ ستيف في يوم 13 ديسمبر/كانون الأول في عام 2008 وهو متجه للسفر مع أحد أصدقائه أن شرطة المطار تقوم بإيقافه ومنعه من الصعود للطائرة، وأخبروه بأن التذكرة الذهبية لم تعد سارية.
هذا الخبر جعله يشعر بحالة من الصدمة التي أوصلته إلى رفعه قضية على خطوط أمريكا الجوية، مدعياً تدميرها لحياته، وبعد سير القضية فترة تم الحكم في النهاية بتعويض ستيف بمبلغ 3 ملايين دولار، وإعادة سريان التذكرة الذهبية له بالمجان.