منذ عهد روما القديمة، تم استخدام خيوط العنكبوت لعلاج كل شيء، من الآفات الجلدية إلى الثآليل، حتى إن الأطباء في ذلك الوقت قاموا بتغطية الجروح المفتوحة بأنسجة العنكبوت.
ومع أنه لا يوجد دليل على كون خيوط العنكبوت، يمكن أن تعمل كمضاد حيوي ضد الالتهابات، لكن في العصر الحديث أعاد الباحثون النظر في استخدام خيوط العنكبوت الطبية، مثل خياطة الجروح، والجراحة الدقيقة على مستوى الأعصاب، وتبين أهمية وفاعلية خيوط العنكبوت في الطب.
كيف يمكن أن تصبح خيوط العنكبوت "معجزة طبية"؟
يقول الدكتور مات فاريا: "إن المواد الطبية المصنوعة من خيوط العنكبوت تتم دراستها من قبل العلماء في جميع أنحاء العالم، لأنها قابلة للتحلل البيولوجي وغير سامة ولا تؤدي إلى استجابة مناعية لدى البشر".
بالتالي يمكن استخدامها بعدة طرق، لأنها تمتلك الكثير من الخصائص المثيرة للاهتمام، ويمكن أن تكون قوية جداً جداً وقابلة للتكيف جداً، ويمكن أن تكون لها خصائص مختلفة اعتماداً على كيفية إنتاجها.
وبحسب دراسة نشرها "المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية"، تعتبر ألياف خيوط العنكبوت مثيرة للاهتمام بشكل خاص في التطبيقات الطبية، فتم استخدامها لخياطة تمزق الأوتار، بدلاً من الخيوط الطبية الموجودة.
ونظراً لأن معدل نجاح تعافي إصابات الأوتار منخفض، غالباً ما تستخدم الغرز لإصلاحها وعلاجها. ومع ذلك، فإن إحدى مشاكل تلك العمليات هي الخيوط الجراحية نفسها، والتي غالباً ما تسبب العدوى وردود فعل من الجهاز المناعي في الجسم.
أو تكون خواص الخيوط الجراحية التقليدية غير متوافقة مع مرونة وتيبس أنسجة أوتار الإنسان، وبمرور الوقت يحدث انخفاض في استقرارها؛ ما يسبب المشاكل، بينما بالنظر إلى الخصائص غير الاعتيادية التي تتمتع بها خيوط العنكبوت، ومعدل التحلل البطيء لها، كان استقرار الأوتار التي عولجت باستخدام خيوط العنكبوت مختلفاً جداً.
في تلك الحالات تم استخدام خيوط العنكبوت الطبيعية من نوع معين من العناكب، واستخدام تقنيات التضفير المختلفة، وقد وُجد أن خيوط العنكبوت أظهرت قوة شد ممتازة مماثلة لتلك الموجودة في الخيوط التقليدية، ولكن بميزة إضافية وهي عدم حدوث أي تغيير بعد مرور الوقت.
التئام الجروح باستخدام خيوط العنكبوت
أظهرت خيوط العنكبوت أيضاً إمكانات فريدة في مجموعة واسعة من تطبيقات التئام الجروح، فعند تطبيقها على نماذج الجلد في المختبر، وُجد أن ألياف خيوط العنكبوت تُحسّن بشكل كبير من تعافي طبقات البشرة فوق تلك الألياف.
وعند تطبيقه على الحروق في الجسم الحي، أظهرت خيوط العنكبوت خصائص رائعة في التئام تلك الحروق.
بالإضافة إلى عدم حدوث أي ردود فعل سلبية من الجهاز المناعي أو حدوث التهاب، وكان التحلل الطبيعي لضمادات جروح مصنوعة من خيوط العنكبوت، يجنب المرضى أي تغييرات مؤلمة أو إزالة الضمادات التي من شأنها أن تسبب الضيق.
أدت تلك الإمكانيات الخاصة التي تتمتع بها خيوط العنكبوت لاستخدامها لإغلاق أو ربط الأنسجة الرخوة المختلفة أثناء جراحات العين والأعصاب والقلب والأوعية الدموية.
لكن على الرغم من كل تلك الخصائص الإيجابية الموجودة في خيوط العنكبوت، فإنها محدودة بخصائصها المضادة للميكروبات، ونتيجة لذلك يجب معالجة خيوط العنكبوت بعوامل مضادة للميكروبات، لا تؤثر على تماسك ألياف الخيوط أو قوتها أو احتكاكها بالسطح أو الخصائص الحيوية المتوافقة معها.