قالت صحيفة The Times البريطانية، الجمعة 14 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إنه من المرجح أن تقرر ملكة بريطانيا كاميلا عدم ارتداء تاج مرصع بألماسة "كوه نور" المثيرة للجدل في حفل تتويج زوجها الملك تشارلز.
وبحسب ما ورد، فإن مسؤولي قصر باكنغهام يراجعون النظر في ارتداء عقيلة الملك التاج الذي ارتدته الملكة إليزابيث الثانية في حفل تتويجها، لا سيما بعد تحذير الحزب الحاكم في الهند من أن ارتداء الألماسة يستدعي إلى الذاكرة "ذكريات مؤلمة من ماضي بريطانيا الاستعماري".
الصحيفة البريطانية قالت إن القرار يكتنفه الحرج الشديد، فالقصر يحاول الموازنة بين التزام التقاليد ولوازم المراسم الملكية من ناحية، والسعي إلى تجنب الإساءة من ناحية أخرى. غير أن مصادر في القصر الملكي أكدت أنه لم يُتخذ أي قرار في الأمر بعد.
الملك لم يتخذ أي قرار حاسم
مع ذلك، قال مصدر مقرب من عقيلة الملك: "يغلب على ظني أنهم سيميلون إلى إرضاء الهند. فالأولوية اليوم هي للكومنولث والتنوع، إنهما أمران في غاية الأهمية في هذا السياق".
مصدر أضاف أن الملك على اطلاع بشؤون الملك وعقيلته، وأنه من المستبعد أن يكون قد اتُّخذ أي قرار حاسم بعد، والغالب أن يُنتظر حتى يحكم مسؤولو القصر فيما إذا كان الجدل الذي ثار بعد الإعلان عن موعد التتويج في 6 مايو/أيار من العام المقبل "سحابة عارضة أم ريحاً قادمة".
كما أضاف المصدر: "سيراقبون الأمر، ويقيسون شدة ردود الفعل"، وسيتحدث المسؤولون إلى السفارات والمفوضيات العليا في الهند وغيرها للحكم على الرأي العام في الخارج، "فهناك اعتناء متزايد بما تستلزمه الرغبة العامة في اجتياز الأسابيع والأشهر الأولى من الحكم دون مشكلات، وقد يقررون أنها ليست بمعركة جديرة بالانغماس فيها".
قيل إن الخطة الأصلية لحفل التتويج كانت تقتضي ارتداء عقيلة الملك كاميلا التاج نفسه الذي صنع للملكة إليزابيث الثانية في عام 1937، والذي كان مرصعاً بألماسة كوه نور، التي ارتدتها من قبل الملكة ألكسندرا، عقيلة الملك إدوارد السابع، والملكة ماري، عقيلة الملك جورج الخامس.
أسوأ الألماسات سمعة في العالم
من جانب آخر، قال متحدث باسم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند، لصحيفة The Daily Telegraph: "ارتداء عقيلة الملك كاميلا لألماسة كوه نور يستدعي الذكريات المؤلمة للماضي الاستعماري".
فيما قالت أنيتا أناند، المؤلفة المشاركة في كتاب "كوه نور؛ تاريخ أسوأ الألماسات سمعة في العالم" لمحطة راديو Times Radio: "يرى الهنود أنها ليست مجرد جوهرة، إنها مثل قنبلة في أثرها الضار بالعلاقات الدبلوماسية، فهي رمز لإذلال الاستعمار. هذه الألماسة تناقلتها إمبراطوريات مختلفة. وقد تداولتها أيدي المغول والفرس والأفغان، وعدة بلدان تطالب بها، لكن آخر ملاك لها قبل بريطانيا كان الهنود".
أما المتحدث الرسمي باسم حزب بهاراتيا جاناتا في ولاية أوتار براديش الهندية سامير كومار سينغ، فقال لصحيفة The Times، إنه يفضل لو تعيد بريطانيا الألماسة إلى الهند، "إن (كوه نور) ملكية هندية استولى عليها البريطانيون وجميع الناس يعرفون ذلك".
يأتي ذلك فيما يقود ناريندرا مودي، رئيس وزراء الهند وزعيم حزب بهاراتيا جاناتا، حملة لاستعادة ألماسة من البريطانيين، وقالت أناند: "لقد أصبحت ترمز إلى إذلال الهند على يد الحكم الاستعماري في أذهان الكثير من الهنود، ولا سيما لدى حزب بهاراتيا جاناتا. وحكومة مودي القومية تبذل جهدها لمحو آثار الاستعمار الباقية. والحزب وإن لم يكن يتوقع حقاً أن يستعيد الألماسة، فإن الثابت أنه لن يسعد برؤية الملكة ترتديها وتظهرها أمام أعين العالم. وهذا أمر مهم لدى بلد تجري بريطانيا مفاوضات تجارية معه".