اضطرابات في الدماغ تجعل المصابين بها عباقرة.. متلازمة الموهوب النادرة

عربي بوست
تم النشر: 2022/10/07 الساعة 14:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/10/07 الساعة 14:23 بتوقيت غرينتش
متلازمة الموهوب|shutterstock

متلازمة الموهوب، أو متلازمة سافانت، هي حالة نادرة تصيب الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في الدماغ، وتجعل منهم عباقرة وأذكياء في مجالات مختلفة.

بسبب الخلل الذي يصيب جزءاً معيناً من الدماغ، أو في الجهاز العصبي المركزي، يصبح الشخص المصاب يعاني من اضطراب عقلي، يجعل قدراته تتجاوز المعدل الطبيعي بكثير.

إذ تتم ملاحظة انخفاض مستوى الذكاء بشكل عام، لذا الشخص المصاب بمتلازمة الموهوب، فيما يتركز ذكاؤه في مجال واحد، من الممكن أن يكون في مجال الفن، أو الحساب، أو العلوم، أو الموسيقى.

التوحد وخلل في الدماغ.. حالات الإصابة بمتلازمة الموهوب

تصيب متلازمة الموهوب أشخاصاً معينين، من بينهم الأطفال المصابون بمرض التوحد، ويشكلون النسبة الأكبر من الأشخاص الذين يتعرضون لهذه المتلازمة النادرة.

حيث أشارت عدة دراسات إلى أن شخصاً واحداً فقط من بين 10 أشخاص يعانون من التوحد، مصابون بمتلازمة الموهوب، وتتزايد الإصابات عند الذكور أكثر من الإناث. 

 وكذلك تصيب هذه المتلازمة الأشخاص الذين يعانون من خلل عقلي عند الولادة، أو بعدها، والأشخاص الذين قد تعرضوا لضربة في الرأس، تسببت لهم في تشوه وخلل في الدماغ.

لعبة الشطرنج تشير إلى إرتفاع معدل الذكاء|shutterstock
لعبة الشطرنج تشير إلى إرتفاع معدل الذكاء|shutterstock

من تسمية العلماء الحمقى إلى متلازمة الموهوب

وقد تم إطلاق اسم متلازمة الموهوب لأول مرة سنة 1887 في ألمانيا، من طرف الطبيب جون لانجدون هيدن داون، وهو الطبيب الذي أطلق عليه اسم متلازمة داون.

إذ حدد عدة أسماء لهذه المتلازمة من قبل، من بينها "العلماء الحمقى"، أو "المختلون"، أو "المصابون بالتوحد"، لكن تبين بعد ذلك أن هذه التسميات ليست حقيقية، لأن المصابين بهذه المتلازمة ليسوا مختلين عقلياً أو مجانين، وليس جميعم من المصابين بالتوحد، كما أن هذا النوع من التسميات فيه نوع من الإهانة لهذه الفئة من الأشخاص.

لذلك تم تحديد اسم المتلازمة بـ"سافنت"، وتكتب "savant"، وهي كلمة فرنسية الأصل، معناها الشخص العارف، أو صاحب المعرفة.

ارتفاع معدل الذكاء العام للمصابين بمتلازمة الموهوب 

يشار إلى أن السبب في الإصابة بمتلازمة الموهوب هو تضرر الجزء الأيسر من الدماغ، فيتم تعويض هذا الضرر الحاصل في الجزء الأيمن من الدماغ، ما يسبب الذكاء المفرط، مثل القدرة على الحفظ بشكل سريع، أو الحصول على موهبة ما والإبداع فيها، من بينها العزف على البيانو أو الرسم.

ويمكن أن تظهر أعراض المتلازمة في فترة الطفولة، كما يمكن أن يتأخر ظهورها حتى يصل الشخص إلى سن الشباب.

كما أن إصابة الرأس بصدمات قوية، وتأثر الجزء الأيسر من الدماغ، يجعلان احتمالية الإصابة بهذه المتلازمة مرتفعاً.

رتفاع معدل الذكاء عند المصابين بمتلازمة الموهوب|<br>shutterstock
رتفاع معدل الذكاء عند المصابين بمتلازمة الموهوب|
shutterstock

ومن بين الأعراض التي توضح الإصابة بمتلازمة الموهوب هي قدرة الشخص على التعامل بذكاء فائق مع أشياء دون أخرى، والقدرة على القيام بأشياء بمعدل يفوق معدل الذكاء العام.

ومن الممكن أن تختفي آثار هذه المتلازمة مع الوقت، لكن لا يتم علاجها، لأنها لا تشكل أي خطر على حياة الشخص المصاب بها. 

أشخاص تحولوا إلى عباقرة بسبب متلازمة الموهوب

هناك العديد من الأشخاص حول العالم الذين كانوا مصابين بمتلازمة الموهوب، وتمكنوا من تحقيق شهرة كبيرة في المجال الذي كانوا بارعين فيه.

من بين هؤلاء الأشخاص نجد الرسام والمصمم المعماري ستيفن ويلتشير، البريطاني الذي كان يعاني من مرض التوحد، وكان معروفاً بقدرته الكبيرة على حفظ المشاهد بعد رؤيتها مرة واحدة فقط، ورسمها بشكل دقيق بعد ذلك، وبسبب موهبته هذه حصل على وسام الإمبراطورية البريطانية لخدمات الفن سنة 2006.

ستيفن ويلتشر|wikipedia
ستيفن ويلتشر|wikipedia

ومن بين الأشخاص الذين تحولوا إلى عباقرة بسبب ضربة في الرأس، يوجد جايسون بادجيت، الذي كان يشتغل في مجال بيع الأثاث في واشنطن، وتعرض لهجوم والضرب على رأسه من طرف لصوص سنة 2002، وبعد أسابيع من العلاج في المستشفى، تبين أنه أصبح قادراً على رسم أشكال هندسية تحليلية، لا يمكن تنفيذها إلا من طرف أشخاص دارسين للرياضيات واللوغاريتمات.

فيما اكتشف الشاب الأمريكي ليزلي ليمك، الذي كان يعاني من فقدان البصر، اكتشف موهبته في عزف البيانو، عندما كان يبلغ من العمر 14 سنة.

إذ قام بعزف مقطوعة موسيقية بشكل احترافي بعد سماعها مرة واحدة، على الرغم من عدم دراسته المسبقة لآلة البيانو، وقد وصل لدرجة أنه يقوم بتأليف معزوفات موسيقية أمام الجمهور على خشبة المسرح دون أي تحضير مسبق، بعد أن احترف العزف في سنة 1980.

تحميل المزيد