يوجد في عالمنا جزر عديدة تعتبر مزاراً للناس من مختلف أنحاء العالم، وذلك قصد الترفيه أو قضاء عطلة مميزة في أجواء الجزيرة الطبيعية والهادئة.
لكن هنالك جزيرة على كوكبنا لا يستطيع أحد دخولها، والسبب: عدوانية القبيلة التي تقطنها، ما جعل الوصول إليها واكتشافها مستحيلاً إلى يومنا الحالي.
حراس جزيرة سينتينل الهندية
تبدو جزيرة سينتينل على الخريطة مثل بقعة شاعرية داخل المحيط الهندي، حيث تكسوها الأشجار قُبَالَةََ الساحل والمياه الزرقاء الكريستالية "النقية"، تقع الجزيرة ضمن أرخبيل جزر "أندامان" شرق خليج البنغال، وتتبع إدارياً للهند، إلا أن زيارة الجزيرة أمر شبه مستحيل، فقد يكون القتل هو مصير زائرها.
تعني كلمة سينتينال "الحارس" باللغة البنغالية، وهو بالفعل ما يقوم به سكان الجزيرة لمنع أي شخص من الاقتراب لهم، لتعتبر بعد ذلك من بين الجزر الخطيرة، وموطن أكثر القبائل غرابة وعزلة في العالم.
تعد جزيرة سينتينل موطن قبيلة مستقلة، إذ لم تتصل بالعالم الخارجي منذ أكثر من 60 ألف عام حسب تقرير "لناشيونال جيوغرافيك"، سواء كان بنية صديق أو عدو، حيث يملك القاطنون أسلحة بدائية كالسهام والرماح التي يقومون برميها على القادمين إلى الجزيرة حتى يبتعد، أو يلقى مصيره.
الغريب في الأمر أن الحكومة الهندية تعتبرهم شعباً ذا سيادة، وله الحق في مهاجمة أو حتى قتل المعتدين، كما تخلت الحكومة الهندية عن محاولات الاتصال بهم بعد محاولات عديدة باءت بالفشل منذ سبعينيات القرن الماضي.
التاريخ المظلم لجزيرة سينتينل
منذ اكتشاف الجزيرة، أواخر القرن التاسع عشر، إلى يومنا الحالي هاجم شعب نورث سينتينل الغرباء الذين ضلوا الطريق إلى أراضيهم، ففي سنة 1896 قاموا بطعن أحد المطلوبين للقانون الهاربين، لينتهي به المطاف جثة هامدة ملقاة على أحد الشواطئ الهندية.
وحسب فيديو نشرته "ناشيونال جيوغرافيك" لم يجرؤ أحد على زيارة الجزيرة إلى حدود سنة 1974، حيث قام طاقم لصناعة الأفلام الوثائقية بمحاولةٍ لتصوير الجزيرة وسكانها، إلا أنهم تعرضوا لهجوم شرس انتهى بإصابة المخرج بفخده.
أما عام 2004 استهدف أحد رجال القبيلة طائرة هليكوبتر تابعة لخفر السواحل الهندية أُرسلت للتحقق من وجود علامات على نجاة أحد في الجزيرة بعد موجة تسونامي ضربت المنطقة.
بعد ذلك تمكن سكان جزيرة سينتينل من قتل صيادين جرفتهم المياه إلى سواحلها، كما لم تتمكن الشرطة من استعادة جثثهم؛ بسبب العدوان الشرس الذي تعرضوا له من قبلهم.
الجزيرة وزيارة سنة 1967
استناداً إلى تقرير نشرته "BBC"، فسكان المنطقة يعيشون داخل أكواخ بدائية ذات أسقف مائلة، وذلك حسب الزيارة الوحيدة للجزيرة سنة 1967، من قبل بريطانيين حاولوا التحدث مع سكان المنطقة، حيث قاموا بأخذ رجلين كبيرين وطفلين آخرين قصد إقناعهم بضم الجزيرة إلى المملكة البريطانية.
إلا أن الرجلين توفيا؛ لتثبت الدراسات المجراة على جثتيهما أن سكان المنطقة يعانون من نقص في المناعة، ما قد يعرّضهم للوفاة فور لقائهم بأحد الغرباء، أو تعرضهم لأقل الأمراض كالإنفلونزا العادية.
ويرجع نقص مناعتهم، حسب الدراسات، إلى أن شعب "نورث سينتينل" يعيش على صيد الأسماك، بالإضافة إلى النباتات البرية وجوز الهند المتواجد في الجزيرة، حيث لا توجد أي دلائل اخرى على الزراعة أو الصيد البري، كما قد تكون مناعتهم الضعيفة ترجع إلى عدم طهي الأسماك لعدم معرفتهم بطرق إشعال النار.
حسب نفس التقرير قدر العلماء سنة 2011 عدد سكان الجزيرة ما بين 80 إلى 150 شخصاً كما قد يزيد إلى أن يصل إلى 500 فرد أو أقل إلى حدود الـ 15، كما تعد لغة سكان الجزيرة مجهولة، وماذا يطلقون على أنفسهم أو عاداتهم أو حتى وجهة نظرهم حول العالم.
وإلى الآن يمنع سلوك ساكني الجزيرة العنيف إمكانية الملاحظة الدقيقة أو جمع المعلومات عنهم، وعلى هذا النحو، لا يُعرف عنهم سوى القليل جداً.