يُنظر إلى المطبخ الفرنسي على نطاق واسع على أنه أحد المطابخ الفاخرة الغنية بالمأكولات والحلويات، التي يرغب كثيرون بتجربتها.. أنت أيضاً قد تصنّف المطبخ الفرنسي على أنه أحد أهم المطابخ في العالم، وقد تغير رأيك على الفور عندما تتعرف على طبق "أرجل الضفادع" الأساسي في هذا المطبخ.
نعم يأكل الفرنسيون أرجل الضفادع، وتقدم الكثير من المطاعم الفرنسية الفاخرة هذا الطبق المعروف بـ cuisses de grenouille في قائمة وجباتها الرئيسية، لكن الأمر لا يتعلق بذائقة الفرنسيين وحبهم للضفادع على وجه التحديد، فضلاً عن بقية الحيوانات بقدر ما يتعلق بحادثة تاريخية سنرويها لكم هنا..
لماذا يأكل الفرنسيون الضفادع؟
تقول الحكاية إن تناول الضفادع لم يصبح أمراً شائعاً في فرنسا حتى القرن الثاني عشر، وذلك عندما كان الرهبان يتناولون اللحوم بنهم لدرجة إصابتهم بالبدانة.
هنا تدخلت السلطات الكنسية، وأصدرت الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية بروتوكولاً دينياً ينص على منع الرهبان من تناول اللحوم، لكن الرهبان كانوا أذكياء في الواقع، واحتالوا على ذلك البروتوكول واعتبروا أن الضفادع التي تنتمي إلى أسرة البرمائيات ما هي إلا نوع من أنواع الأسماك.
وهكذا أصبح تناول الضفادع شائعاً بين الرهبان في بداية الأمر، وانتقل لاحقاً إلى السكان المحليين الذين كانوا فقراء ولا يستطيعون شراء اللحوم، وبنفس الوقت أرادوا اتباع البروتوكولات الدينية التي أصدرتها الكنيسة، فتوجهوا هم أيضاً لتناول الضفادع، وفقاً لما ورد في موقع matadornetwork.
وخلال حرب الـ100 عام مع إنجلترا لم يجد الفرنسيون في الواقع ما يأكلونه سوى الضفادع والقواقع وحساء البصل، لذلك لا نستطيع القول إن الفرنسيين توجهوا لأكل الضفادع بكامل الرغبة والإرادة، مع ذلك سرعان ما أصبح هذا الطبق شائعاً للغاية.
فوفقاً لما ورد في صحيفة الغارديان، فقد باتت أرجل الضفادع واحدة من أكثر الوجبات المحببة في البلاد مع حلول عام 1600، وأصبحت تقدم في المطاعم في جميع أنحاء باريس.
يُذكر أنه على الرغم من أن الفرنسيين كانوا يجدون أن أرجل الضفادع طبق معتبر للغاية، فإن البريطانيين كانوا يطلقون لقب "الضفادع" على الفرنسيين كنوع من الإهانة في القرن الـ14.
شهية الفرنسيين تهدد تكاثر الضفادع
تشير الإحصائيات إلى أن الفرنسيين يستهلكون ما يقدر بنحو 80 مليون ضفدع سنوياً (أي 160 مليون ساق ضفدع).
وعلى ما يبدو، فقد هدد طبق cuisses de grenouille وجود الضفادع الفرنسية لدرجة أنه في عام 1977، حظرت وزارة الزراعة الفرنسية صيد البرمائيات بشكل جائر. ويمكن للصيادين التقاط الضفادع فقط لمدة 15 يوماً في السنة. في تلك الفترة، كان الاتحاد السوفييتي أحد أكبر مصدري الضفادع.
ولمنع إبادة البرمائيات، حظرت الحكومة الفرنسية عام 1980، التقاط الضفادع. علاوة على ذلك، أنشأت الحكومة حركة طوعية خاصة لحماية الضفادع، خاصة أنه لا يستهلك على المائدة من وزن الضفدع الذي قد يبلغ 125غ سوى الأرجل، الأمر الذي يهاجمه المدافعون عن حقوق الحيوان بشدة.
مع ذلك لم يتخل الفرنسيون عن طبقهم المفضل، فراحوا يستوردون الضفادع من إندونيسيا واليونان وتايلاند وألبانيا، وفقاً لما ورد في موقع itsfoodtastic.
أما اليوم، فيفضل الطهاة الضفادع الأمريكية السمينة (يصل وزن الضفدع البالغ منها إلى 500 غ). كذلك تستورد فرنسا سلالات هجينة من الضفادع من عدد من البلدان الآسيوية.
قد لا تعجبك لكنها مغذية مع ذلك
على الرغم من أنه طبق قد يبدو "مقرفاً" للبعض، فإن لأرجل الضفادع بعض الفوائد الصحية مع ذلك.
في البداية يجب أن تعلم أنه طبق آمن؛ لأن الضفادع تعيش فقط في المياه النظيفة، وتعتبر لحومها صديقة للبيئة وخالية من السموم والمواد الضارة.
أرجل الضفادع منخفضة جداً في السعرات الحرارية، لذلك تعتبر ملائمة لأولئك الذين يحاولون فقدان الوزن، وطعمها مثل طعم لحم الدجاج.
كذلك تعتبر أرجل الضفادع طبقاً منخفض الكوليسترول. وتحتوي أرجل الضفادع على الفوسفور، وهو مهم للعظام، كما أنها تحتوي على السيلينيوم، الذي يساعد على تقليل الالتهاب في الجسم. كذلك فإن لحم الضفدع غني بالحديد والكالسيوم والفيتامينات C وE وD.