عرف كتاب نوستراداموس ارتفاعاً هائلاً في المبيعات ببريطانيا إثر تَنَبُّئِهِ "بشكل دقيق" بوفاة الملكة إليزابيث الثانية سنة 2022 عن عمر يناهز 96 عاماً، وفقاً لما ذكرته صحيفة التايمز البريطانية.
ويعود الكاتب إلى المنجم الفرنسي نوستراداموس الذي وُلد سنة 1503، ويشمل الكتاب العديد من التنبؤات التي حدثت بالفعل في عالمنا خلال القرن العشرين والقرن الواحد والعشرين.
نوستراداموس.. المنجّم الفرنسي وصاحب كتاب "التنبؤات"
وُلد نوستراداموس في 21 ديسمبر/كانون الأول سنة 1503، وهو صيدلاني ومنجم فرنسي نشر العديد من النبوءات سنة 1555 في كتابه " النبوءات"، والتي أصبحت مشهورة في كل أنحاء العالم منذ ذلك الحين.
يحتوي الكتاب على تنبؤات بالأحداث التي يعتقد أنها ستحدث ابتداء من زمن إصداره وصولاً إلى نهاية العالم الذي توقع حدوثها سنة 3797 ميلادية، كتب المنجم الكتاب على شكل رباعيات شعرية غير مفهومة.
يتكون كتاب "Les Prophéties" من 942 رباعية يزعم أنها تضم تنبؤات بالأحداث التي سيشهدها العالم في المستقبل.
أعيد نشر الكتاب سنة 2006 من قبل الكاتب والروائي البريطاني "ماريو ريدينغ" والذي يحتوي على "تفسير" كتابات نوستراداموس بعدما تمكن من فك العديد من الرباعيات "أبيات شعرية مشفرة" والتي تحتوي على تنبؤات للمستقبل تخص العديد من دول العالم.
ورغم كلّ هذه التنبؤات، فلم يقل نوستراداموس في كتابه تنبؤاته بشكلٍ مباشر، وإنما بشكلٍ مُلغز وغير مفهوم. وعلى مر العصور كان العديد من المهتمين بتنبؤاته يفسّرونها أو يعلنون أنّهم قد حلّوا بعض شفراتها.
اتهم نوستراداموس بالهرطقة "الزندقة" خلال سنة 1538، بسبب نقله الملحوظة دون قصد منه قبل بضع سنوات حين استهزأ بتمثال برونزي للعذراء كان في نظره يفتقر للجمال، ليعتزل بعدها قدر الإمكان سلطات الكنيسة، حسب الموسوعة البريطانية "Encyclopædia Britannica".
عانى نوستراداموس بعدها بداء النقرس وهو حالة مرضية تتصف عادةً بتكرار حدوث الإصابة بالتهاب المفاصل الحاد، ليتوفى في 2 يوليو/تموز 1566 كما توقع من قبل، حسب نفس الموسوعة.
دفن نوستراداموس واقفاً في أحد جدران كنيسة كورديلييه في بلدة صالون بفرنسا، ثم تعرضت جثته للنبش من قِبل الجنود إبان الثورة الفرنسية، ليعاد دفن الجثة في كنيسة سان لوران في بلدة صالون الفرنسية.
تنبَّأ بوفاة الملكة إليزابيث!
ذكرت صحيفة "The Times" البريطانية في مقالة نشرتها في 25 سبتمبر/أيلول 2022 أنه في الوقت الذي سبق وفاة الملكة إليزابيث بلغت مبيعات الكتاب خَمسَ نسخ فقط، في حين تجاوزت المبيعات بحلول 17 سبتمبر/أيلول حاجز 8 آلاف نسخة.
جمع كتاب نوستراداموس عدة نبوءات نشرت لأول مرة سنة 2006 بعد أن قام بتفسيرها المؤلف البريطاني ماريو ريدينغ، وكانت أبرز تلك التنبؤات التي تتعلق بوفاة الملكة إليزابيث الثانية في حدود سنة 2022 عن عمر 96 سنة.
عاد الجدل حول كتاب نوستراداموس عند اندلاع الحرب بأوكرانيا، حيث تنبأ الكتاب بالحرب، كما ذكر بأن فرنسا قد تواجه تهديداتٍ من الشرق، حيث كتب المنجم الفرنسي: "الرأس الأزرق سيوقع بالرأس الأبيض بدرجة كبيرة، كما أن خير فرنسا لكليهما سيذهب هباء".
لعل من ضمن التنبؤات المثيرة للجدل في الوقت الحالي هي تلك التي تتعلق بالملك البريطاني تشارلز الثالث، حيث توقع المنجم الفرنسي -حسب نفس تقرير التايمز سابق الذكر- أنّ الملك "لن يفلت من ماضيه وسيتنازل عن العرش قبل وفاته".
وتنبؤات أخرى لم تتحقّق بعد
يضم الكتاب العديد من التنبؤات التي أصبحت محط أنظار المؤمنين بمضمون الكتاب وتنبؤاته المُشفّرة، ومن بين أبرز هذه التنبؤات:
ضربة كويكب للأرض
لعل أكثر التنبؤات التي يتساءل عنها أغلبية المهتمين بهذا الكتاب هي تلك التي تتعلق باصطدام كويكب بالأرض فحسب الروائي البريطاني "ماريو ريدينغ" تنبأ نوستراداموس باصطدامٍ بين الكرة الأرضية وأحد الكويكبات القادمة من الفضاء.
وهذا ما أكَّده العلم -وفق المؤمنين بتنبؤات نوسترداموس- حيث شهدت الأرض اقتراب لكويكب يدعى "2021GW4" سنة 2021 ويبلغ قطره قرابة 16 قدماً.
وفقا لوكالة "ناسا" سيكون الاقتراب الخطير للكويكب وشيكاً، حيث يعتقد أنه سيضرب الكرة الأرضية مع حلول سنة 2029 ما قد يعني أن توقع نوستراداموس قد يحدث بعد سنوات قليلة.
التضخم والمجاعة
كما توقع نوستراداموس حدوث مجاعة عالمية سنة 2021 فوفق تقرير صحيفة "التايمز" البريطانية، فهناك ربط بين المجاعة التي تنبّأ بها، وبين توقُّف تصدير والاستيراد بسبب جائحة فيروس كورونا.
أما بخصوص سنة 2022 فقد توقع حدوث تضخم ناتج عن "المجاعة" التي حدثت في 2021، إذ حذَّر من ارتفاع الأسعار في ظل اقتصادٍ فاشل قائلاً: "لا يوجد رؤساء دير، ولا رهبان، ولا مبتدئون ليتعلموا، العسل يكلف أكثر بكثير من الشمع، سعر القمح مرتفع للغاية، ذلك الرجل ثائر، إنه أشبه بتناول الطعام في اليأس"، وهذا ما تمّ تأكيده في يومنا الحالي، حسب صحيفة تايمز البريطانية.
روبوتات الذكاء الاصطناعي تستولي على السلطة
تستمر التكنولوجيا في التطور عاماً بعد آخر، حيث يشكل الذكاء الصناعي جزءاً رئيسياً في التقدم التكنولوجي، لكن هل يمكن أن تتولى الروبوتات زمام الأمور خلال سنة 2022؟
حيث ذكر نوستراداموس في إحدى رباعياته:
"القمر في سطوع الليل فوق الجبل المرتفع، الحكيم الجديد ذو العقل المنفرد يرى ذلك، من قبل تلاميذه المدعوين ليكونوا خالدين، عيون إلى الجنوب. أيدي في الحضن، وأجساد في النار" فحسب الروائي البريطاني "ماريو ريدينغ" يشير القول إلى سيطرة الروبوتات على الإنسان وتوليها زمام الأمور خلال سنة 2022.
ومع الخوف من استحواذ الذكاء الاصطناعي، أصدر العديد من الخبراء تحذيرات حول الآثار المترتبة على الاعتماد المفرط على التكنولوجيا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالروبوتات.
الاحتباس الحراري
ربما لم تكن مفاجأة بالنظر إلى حالة المناخ في السنوات الأخيرة، ولكن ارتفاع درجات حرارة البحر كان شيئاً تنبأ به نوستراداموس طوال القرن السادس عشر، مشيراً إلى أن "الأسماك الحية في البحر الأسود ستختفي تماماً"، حسب التقرير المنشور في صحيفة "التايمز" البريطانية
وعلى الرغم من أنه من غير المحتمل أن تختفي الأسماك في البحر الأسود، فإننا نشهد بالفعل انقراض بعض أنواع من الأسماك نتيجة الاحتباس الحراري.