أقر زعماء قبيلة هندية مبادرة عامة تقوم على "التخلص من السموم الرقمية"، لمدة 90 دقيقة كل مساء، لإبعاد سكان قراهم عن شاشات الهواتف والأجهزة الإلكترونية.
صحيفة The Times البريطانية قالت، الإثنين 26 سبتمبر/أيلول 2022، إنه في السابعة مساءً من كل يوم، ترن صافرات الإنذار من المعبد في منطقة "موهيتانتشي فادجاون"، الواقعة في جنوب غرب الهند، إعلاماً لسكان القرية البالغ عددهم 3 آلاف قروي بأن عليهم إطفاء هواتفهم وتلفزيوناتهم.
ثم ترن الصافرات مرة أخرى عند الساعة الثامنة والنصف مساء، لتشير إلى انتهاء المدة، وحققت المبادرة نجاحاً كبيراً، حتى إن 5 قرى أخرى في المنطقة اتخذت خطوات مماثلة.
جاء بهذه الفكرة فيجاي موهيتي، رئيس المجلس القروي، وبعد أن جمع لها الموافقة من القرويين، عرضها على جِتندر دودي، المسؤول عن تطوير المنطقة.
دودي تحدث عن أسباب المبادرة، وقال: "لم يكن الأطفال يؤدون واجباتهم المدرسية، كانوا يقضون نصف وقتهم في مشاهدة مقاطع الفيديو، ولا يحسنون التركيز في دراستهم".
أضاف دودي أن المعلمين اشتكوا بأن الأطفال خلال الوباء وإغلاق المدارس، لم يتخلفوا عن ركب الدراسة فحسب، بل اعتادوا قضاء المزيد من الوقت على هواتفهم.
أشار دودي إلى أن الهدوء الذي ساد الأجواء بعدما رنت صافرة الإنذار كان يبعث على البهجة والارتياح، "فقد توقفت كل تلك الضوضاء المحيطة الصادرة عن مقاطع فيديو أفلام بوليوود، وكأن الجميع يتنفس ويركز في إتمام شأنه فحسب".
من جانبه، قال موهيتي إن الناس انصرفوا عن اللقاءات العادية والاجتماع مع بعضهم الآن، و"بات الناس يدخلون منازلهم، ويغلقون أبوابهم عليهم، وينفقون الوقت في التحديق في الهاتف أو التلفزيون. وقد رأينا أن هذا مضر بالتماسك الاجتماعي".
كانت جائحة كورونا التي انتشرت في العالم قد زادت من نسبة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ولعبت دوراً في زيادة انعزال الناس عن بعضهم.
تُشير دراسات إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"تويتر" و"بنتريست" تتسبب في أن مزيداً من الأشخاص أصبحوا يشعرون بالوحدة، وفقاً لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".