هل تخيلت يوماً أنه يمكن لامرأة واحدة أن تنجب أكثر من 40 طفلاً وسنها لم تتجاوز الأربعين سنة؟ الأمر فعلاً غريب، لكنه حقيقي.
إنها ماما أوغندا، المرأة التي قال عنها الأطباء إنها الأكثر خصوبة، بعد أن رُزقت بـ 44 طفلاً من زوجها الذي هرب خوفاً من إنجابها أطفالاً أكثر.
ماما أوغندا التي تعيش مع أطفالها وحيدة، تعاني الكثير من المشاكل المادية، لعدم قدرتها على إعالة كل هؤلاء الأطفال وحيدة، لكنها عبرت في الكثير من الأحيان عن امتنانها من الحياة التي تعيشها.
الإنجاب المستمر لسلامتها الصحية
في دولة أوغندا المتواجدة في شرق القارة الإفريقية، وبالضبط في قرية صغيرة بالقرب من العاصمة كمبالا، ولدت مريم تاباتانزي في عائلة بسيطة، وتم تزويجها وعمرها 12 سنة فقط، وبعد سنة واحدة من الزواج، أنجبت أول توأم لها.
كانت مريم، أو "ماما أوغندا" وهو الاسم الذي اشتهرت به عالمياً، تنجب بشكل مستمر، وفي كل مرة كانت تجد نفسها حاملاً بطفلين أو أكثر، مما جعلها تتوجه للأطباء من أجل معرفة السبب وراء هذا الأمر.
وحسب التشخيص الطبي، فإن "ماما أوغندا" تعاني من فرط التبويض، وأن درجة خصوبتها مرتفعة، مما جعل لديها قابلية للإنجاب بشكل مستمر.
كما أن الأطباء أشاروا إلى أن توقف مريم عن الإنجاب من الممكن أن يسبب لها عدة مشاكل صحية في الرحم.
وضعت 44 طفلاً خلال 15 مرة
أنجبت مريم إلى حدود سنة 2016، عندما كانت تبلغ من العمر 38 سنة، 15 مرة، ووصل عدد أطفالها، 44 طفلاً، من نفس الرجل.
وقد أنجبت في غالبية الأحيان توائم، إضافة إلى ثلاثة وأربعة توائم، فيما أنجبت مرة واحدة طفلاً واحداً، مات منهم ستة أطفال وعاش 38 طفلاً، 22 منهم ذكور، و16 منهم إناث.
وبعد ولادة طفلها الأخير، وعندما كانت تبلغ من العمر 38 سنة، قرر زوجها الهرب والتخلي عنها وعن أطفاله، خوفاً من إنجاب مريم المزيد من الأطفال، خصوصاً أن وضعهم المالي غير جيد، ويعيشون في منزل صغير لم يعُد يسع المزيد من الأطفال.
والآن أبناء مريم الأكبر سناً يقومون بالمساعدة في رعاية إخوتهم الأصغر سناً، فيما يتم تقسيم أشغال البيت بينهم عن طريق جدول خاص، لمعرفة المهام الموكلة لكل شخص منهم.
لقبت بالمرأة القوية في أوغندا
اشتهرت قصة مريم بشكل كبير، فعرفت بلقب المرأة القوية من طرف أبناء بلدها، الذين اختاروا لها اسم "ماما أوغندا"، وهو الاسم الذي عرفت به بين وسائل الإعلام العالمية، باعتبارها أكثر ثاني امرأة خصوبة وإنجابا في العالم، بعد الروسية فيودور فاسيلييف، التي كانت قد أنجبت 69 طفلاً، وتوفيت سنة 1782، والأولى في القارة الإفريقية.
وبسبب صعوبة إعالة جميع أطفالها، حصلت مريم على الكثير من الدعم من طرف فاعلي خير من دول مختلفة، منهم سيدة عربية اشترت لها مجموعة أسرّة لكي يجد الأطفال مكاناً للنوم.
باعتها عائلتها وتخلى عنها زوجها
وفي مقطع فيديو شاركه صانع المحتوى الأردني جو حطاب، الذي قام بزيارة مريم في منزلها سنة 2019، قالت إن أطفالها عبارة عن نعمة بالنسبة لها.
لكن بالنسبة لها، السبب وراء إنجابها هذا العدد الكبير من الأطفال كان زواجها المبكر بالإكراه، عندما كانت تبلغ من العمر 12 سنة، مشيرة إلى أن عائلتها قامت ببيعها للرجل الذي تزوجها، ويكبرها بـ 28 سنة، وأن ظاهرة بيع الفتيات القاصرات منتشرة بشكل كبير في أوغندا إلى يومنا هذا.
وفي تقرير لصحيفة "نيويورك بوست" فإن والدة ماما أوغندا قد تخلت عنها وإخوتها بعد ثلاثة أيام فقط من ولادتها، فيما تزوج والدها من امرأة أخرى، حاولت قتلها بعد أن قتلت أخوتها الأربعة الآخرين عن طريق تسميمهم بفتاة الزجاج.