يعتبر الفواق من الأمور العادية التي يمكن أن تصيب الإنسان في حالات كثيرة، من بينها خلال شرب مشروبات غازية، أو عند ابتلاع الهواء، أو حتى في لحظة حماس، حسب التشخيصات الطبية.
والعادي أن تستمر حالة الفواق لعدة دقائق، ونادراً ما تستمر لمدة طويلة، لكن من الغريب وغير المنطقي أن تستمر هذه الحالة لعدة سنوات.
وهذا ما حصل بالفعل مع السيد تشارلز أوزبورن، الذي لازمه الفواق لسنوات طوال، وصلت إلى 68 سنة، ولم يتمكن الأطباء من حل لغز حالته التي تعتبر نادرة، ولم يسبقه لها أحد من قبل.
تعرض لنوبة فواق استمرت لسنوات
في أحد الأيام من سنة 1922، عندما كان المزارع تشارلز أوزبورن، البالغ من العمر 29، يستعد لذبح خنزير في قرية يونيون بولاية نبراسكا الأمريكية، حصل معه أمر غريب قلب حياته تماماً.
وقال أوزبورن في حوار سابق له، إنه كان يريد تعليق الخنزير الذي كان ثقيلاً جداً، لكن خلال محاولته هذه سقط أرضاً، وفي تلك اللحظة، تعرض لنوبة فواق، فكان يظن أنها ستستمر لبضع دقائق فقط، إلا أن الأمر كان مختلفاً، ولم تتوقف طيلة 68 سنة.
وقد حاول البحث عن حلول طبية لحالته الغريبة، إلا أن الأمر كان مستعصياً، ولم يتمكن الأطباء من تشخيص حالته، فكان خائفاً أن تلازمه هذه الحالة طيلة حياته، وهذا ما حصل بالفعل.
جرب علاج الصدمة بالصدمة وطرق أخرى..
لم يزُر تشالرز طبيباً واحداً فقط، بل إنه تنقَّل بين عدد كبير من الأطباء، طمعاً في الوصول إلى علاج، وتوقف حالة الفواق التي تلازمه.
وفي الثمانينيات، تمكن الطبيب تيرينس أنتوني من تشخيص حالة أوزبورن، وقال إن السبب في نوبة الفواق التي تلازمه هي تعرضه لضرر في الدماغ عند سقوطه، في الوقت الذي كان يريد فيه تعلق الخنزير، الشيء الذي أدى إلى تفجير وعاء دموي صغير في جذع دماغه.
وقد حاول أوزبورن تجربة عدة طرق مختلفة للعلاج، من بينها كان إطلاق صديقة النار من خلفه لمحاولة إخافته، من أجل علاج الصدمة بالصدمة، لكن الأمر لم يجد نفعاً، وقد قال عن هذه التجربة :"أرعبتني قليلاً، لكنها لم ترعب فواقي".
وفي نفس الوقت رفض العلاج عن طريق الجراحة خوفاً من الأضرار الجانبية التي من الممكن أن تنتج عنها، أبرزها مشاكل التنفس.
كما أنه سافر إلى ألاسكا باحثاً عن حلول طبيبة هناك، لكنه عاد بدون نتائج بسبب التكاليف الباهظة للعلاج، والنتائج المخيبة للآمال.
عاش حياة عادية بالرغم من الفواق
حالة الفواق الغريبة التي استمرت معه إلى غاية سنة واحدة قبل وفاته، لم تمنع تشارلز أوزبورن من ممارسة حياته بشكل طبيعي، بل على العكس، فقد جعلت منه واحداً من بين مشاهير أمريكا، وتمت استضافته في عدد من البرامج التلفزيونية الشهيرة، من بينها برنامج روبرت ريبلي الإذاعي "صدق أو لا تصدق".
ولأنه تمكن من التعايش مع الفواق، وتعلم طرقاً مختلفة من أجل عدم إصدار صوت مزعج، تزوج تشارلز مرتين، وأصبح أباً لثمانية أطفال، كما أنه اشتغل في عدة مهن مختلفة، من بينها بائع آلات زراعية، وبائع للماشية والخنازير.
وبالرغم من أن هذه الحالة سببت له مشاكل في الأكل، وابتلاع الطعام، فإنه تمكن من ابتكار عدة وصفات، من بينها الدجاج المخفوق، ومرق التوابل، والحساء، واللبن، مع بعض الجعة، وذلك لتفادي نقصان الوزن، أو التعرض لأمراض بسبب قلة الغذاء.
وبعد 68 سنة من الفواق، والتي أصيب فيها بـ430 مليون فواقة، توقفت حالته المرضية الغريبة بشكل مفاجئ، عندما كان يبلغ من العمر 96 سنة.
وبعد عام واحد، في سنة 1990 توفي تشارلز، وكانت شهور حياته الأخيرة خالية من الفواق، الذي حاول طيلة حياته التخلص منه دون جدوى.