منذ قرون في العصور الوسطى، كان الأطباء يستخدمون نبات العرعر على نطاق واسع في العلاج، لفوائده الصحية المتعددة. وحديثاً، تم إثبات خصائصه المدرة للبول والمسهلة والملطِّفة للمعدة، والمنشطة التي سبق أن اختبرها علماء الصيدلة في القرنين الـ18 والـ19.
وبشكل خاص يُعتبر توت ونبات العرعر، بلا شك، أحد أقوى العوامل المدرة للبول المعروفة حتى الآن. إذ يتم استخدام مستخلصاته في حالة انتشار الوذمة وعلاج الحصوات الصفراوية والكلوية، وكذلك التهاب المثانة.
ومع ذلك، من الضروري توخي الحذر عند استخدام هذا النبات لخصائصه الصحية، فالتأثير المدر للبول لنبات العرعر قوي جداً ويمكن أن يسبب تهيج الكلى، لذلك يجب تجنب الاستخدام طويل المدى للنبات.
ما هو نبات العرعر؟ وما خصائصه الصحية؟
نبات العرعر يُسمى بشكل علمي Juniperus communis، وهي شجيرة دائمة الخضرة تنمو في أجزاء كثيرة من العالم، بما في ذلك أمريكا الشمالية ودول أوروبا وآسيا.
ينتج النبات ثمار معروفة باسم توت العرعر. وعلى الرغم من اختلاف ألوان التوت للنبتة، إلا أن معظمها عادة ما يكون أزرق داكن. وغالباً ما توصف رائحة تلك الثمار بأنها خشبية أو حارة.
تتمتع ثمار العرعر بنكهة لاذعة تشبه نكهة الصنوبر، وهي عادة ما تُستخدم بكميات صغيرة لدى الشعوب التقليدية القديمة كعامل توابل أو معزز للنكهة.
إذ تم استخدام هذه الثمار الصغيرة لأغراض الطهي والأغراض الطبية منذ العصور القديمة، وتشير الأبحاث الحالية إلى أنها قد تقدم فوائد صحية مختلفة.
فوائد نبات العرعر الصحية
على الرغم من أن المعلومات الغذائية عن أعشاب وتوت نبات العرعر محدودة إلى حد كبير حتى الآن، فإنه من المعروف أن النبتة توفر فيتامينات معينة ومجموعة من المركبات النباتية.
1- قيمة غذائية كبيرة
مثل معظم أنواع التوت الأخرى، فإن توت العرعر يُعد مصدراً جيداً لفيتامين سي، حيث توفر الثمار 10% من القيمة اليومية الموصى بها من هذه المغذيات القابلة للذوبان بتناول 28 غراماً فقط منها.
كذلك فإن فيتامين ج ضروري لصحة المناعة وتعزيز إنتاج الكولاجين في الجلد وتحسين وظيفة الأوعية الدموية. كما أنه يعمل كمضاد قوي للأكسدة، حيث يحمي الخلايا من التلف الذي تسببه جزيئات غير مستقرة تسمى الجذور الحرة.
كذلك تحتوي الزيوت الطيارة الموجودة في نبات العرعر على مواد تعرف باسم monoterpenes، التي ثبت أنها توفر خصائص مضادة للالتهابات، ومضادة للسرطان، ومضادة للأكسدة، ومضادة للبكتيريا.
2- خصائص مضادة للالتهابات والأكسدة
تعتبر الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مهمة للصحة، لأنها تساعد في حماية الخلايا من التلف المزمن الذي قد يؤدي إلى المرض.
وهنا تأتي خصائص نبات العرعر الغني بالزيوت الأساسية والفلافونويد التي تعمل كمضادات أكسدة قوية وقد تساعد في تقليل الالتهاب.
اكتشفت إحدى الدراسات العلمية أن الزيت العطري لنبات العرعر يقلل من الضرر الخلوي عن طريق زيادة نشاط إنزيمات محددة في الجسم تعمل على حماية الإنسان من أضرار الجذور الحرة التي بدورها تسبب الأمراض.
كما أظهرت الدراسة أن زيت توت العرعر الأساسي يقلل بشكل كبير من الالتهاب في خلايا الجلد البشرية، بسبب مركباته التي تعمل كمضادات أكسدة قوية ومضادة للالتهابات.
3- خصائص نبات العرعر لعلاج مرض السكر
تم استخدام توت نبات العرعر في الطب التقليدي لعلاج مرض السكري منذ قرون، وتؤكد الدراسات الحديثة أنه قد يكون له خصائص مضادة لمرض السكر.
على سبيل المثال، لاحظت دراسة علمية أُجريت على الفئران المصابة بداء السكري أن تناول مكملات توت العرعر قلل بشكل كبير من نسبة السكر في الدم وزيادة الكوليسترول الحميد (الجيد) الواقي للقلب.
ويعتقد الباحثون أن هذه التأثيرات التي تعالج مرض السكري ترجع إلى التركيز العالي لمضادات الأكسدة في التوت.
4- تعزيز صحة القلب
قد يعزز توت نبات العرعر صحة القلب عن طريق تحسين مستويات الكوليسترول الحميد، وتقليل مستويات الدهون الثلاثية المرتفعة، وكذلك يكافح الكوليسترول الضار الكلي في الجسم.
أظهرت دراسة علمية أُجريت على الفئران المصابة بداء السكري أن العلاج بمستخلص توت العرعر قلل من مستويات الكوليسترول الكلي والدهون الثلاثية بنسبة 57% و37% على التوالي.
وعلى الرغم من عدم وجود دراسات على البشر بعد، تظهر الأبحاث أن تناول التوت هو وسيلة ممتازة لتقليل عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب.
آثار جانبية لنبات العرعر
يعتبر مستخلص العرعر الزيتي وحبوب المكملات الغذائية وتوت العرعر المجفف هي مكونات آمنة عند تناولها بكميات معتدلة.
وبشكل عام، يُعتبر العرعر آمناً للاستخدام بالنسبة لمعظم البالغين عند تناوله عن طريق الفم على المدى القصير، أو عند استنشاقه بشكل مناسب كزيت عطري، أو عند وضعه على الجلد في مناطق صغيرة، بحسب موقع RXList للأعشاب الطبيعية.
ومع ذلك يمكن أن يسبب استخدام العرعر على الجلد بعض الآثار الجانبية بما في ذلك التهيج والحرقان والاحمرار والتورم. لذلك يجب تجنب استخدامه على الجروح الجلدية والحبوب.
كما لا يُنصح بتناول مستخلصات نبات العرعر عن طريق الفم لفترة طويلة أو بجرعة عالية؛ لأنه يمكن أن يسبب مشاكل في الكلى ونوبات صرع وآثار جانبية أخرى.