قالت مؤسسة فكرية بريطانية إنّ قصر العمل على أربعة أيام في الأسبوع دون تقليص الأجور سيوفر على الآباء آلاف الدولارات سنوياً من تكاليف رعاية الأطفال والنقل.
فوفقاً لتقديرات مؤسسة Autonomy اليسارية، سيوفر شخص لديه طفل، عمره أقل من عامين، 1440 جنيهاً إسترلينياً (1638 دولاراً) من تكاليف رعاية الأطفال و340 جنيهاً إسترلينياً (387 دولاراً) من تكاليف النقل في المتوسط على مدار العام إذا توقف عن الذهاب إلى العمل يوماً واحداً في الأسبوع، وذلك وفق التقرير الذي نشرته صحيفة The Guardian البريطانية الإثنين 19 سبتمبر/أيلول 2022.
نظام العمل 4 أيام في الأسبوع
عادةً ما يركز النشطاء والاقتصاديون المؤيدون للعمل بنظام أربعة أيام في الأسبوع على الفوائد التي تعود على العاملين مثل: زيادة أوقات الراحة، وارتفاع الإنتاجية التي تمكن الشركات من تنفيذ القدر نفسه من العمل ولكن في وقت أقل.
من جانبها قالت المؤسسة إن هذه السياسة ستساعد العاملين الذين يعانون من ارتفاع تكاليف المعيشة، وسط التضخم المرتفع الذي تمر به المملكة المتحدة، خاصةً فواتير الطاقة.
هذا الحساب لتكلفة التنقل قائم على متوسط تكاليف سنوية بنحو 1700 جنيه إسترليني (1933 دولاراً)، مستمدة من دراسة استقصائية أجريت عام 2019 وشملت 2000 شخص يعملون بدوام كامل، وبدوام جزئي، ولحسابهم، من المملكة المتحدة. وبلغ متوسط تكلفة رعاية الأطفال السنوية 7200 جنيه إسترليني (8189 دولاراً تقريباً) لعائلة لديها طفل واحد، وفقاً لبيانات لاتحاد النقابات التجارية تعود للعام 2021، وإن كان الآباء العاملون في البلاد ينفقون أكثر من هذا بكثير في بعض أجزاء البلاد.
تجارب رائدة
يأتي هذا التحليل بعد أن تجاوزت تجربة بريطانية رائدة لنظام العمل أربعة أيام في الأسبوع منتصف مدتها. وشاركت 73 شركة توظف نحو 3300 عامل في التجربة التي مدتها ستة أشهر، والتي بدأت في يونيو/حزيران 2022 وستنتهي في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
تشرف على هذه التجربة "حملة أسبوع الأربعة أيام"، التي تدعمها منظمة Autonomy. ويُعتقد أن هذه التجربة هي الأكبر من نوعها في العالم. ومنذ بداية هذه التجربة، التزمت أول هيئة محلية في المملكة المتحدة بتجربة نظام العمل أربعة أيام في الأسبوع. إذ سيبدأ الموظفون العاملون من المكتب في مجلس مقاطعة ساوث كامبريدجشاير العمل بهذا النظام الجديد في يناير/كانون الثاني 2023، وقد تشمل التجربة جامعي القمامة في وقت لاحق.
من جانبه قال جو رايل، مدير حملة أسبوع الأربعة أيام، إن آراء من خاضوا هذه التجربة كانت إيجابية إلى حد كبير حتى الآن، وإن هذا التغيير سيساعد في تخفيف ارتفاع تكاليف المعيشة.
كما أضاف: "بعض الشركات واجهت صعوبات بكل تأكيد. لكن يبدو أن الغالبية العظمى ستتمسك بهذا النظام بشكل دائم".