حين تزوج الملياردير جيه هاورد مارشال من نجمة الإغراء آنا نيكول سميث، كان يبلغ من العمر 89 عاماً بينما كانت آنا نيكول سميث، عارضة الأزياء السابقة في مجلة "بلاي بوي" الإباحية،، تبلغ من العمر حينها 26 عاماً.
وعلى الرغم من سخرية الجميع من زواجهما، واتهام آنا نيكول سميث أنها كانت طامعة بأموال زوجها، أكد الطرفان أنهما مغرمان ببعضهما، لكن وفاة زوج آنا نيكول سميث بعد 14 شهراً فقط تسبّب في نشوب نزاع قضائي دام عقوداً بين آنا وعائلة مارشال على ثروته، في واحدة من أكبر النزاعات القانونية في التاريخ الأمريكي.
من هو زوج آنا نيكول سميث؟ وكيف جمع ثروته؟
وُلد هوارد مارشال في ولاية بنسلفانيا عام 1905. والتحق بكلية هارفارد ثم كلية الحقوق بجامعة ييل، حيث تخرج بامتياز في عام 1931، ثم أصبح لاحقاً مساعداً لعميد الجامعة لعدة سنوات.
لكن التغيير الحقيقي في حياته ودخوله عالم المال كان عام 1935، عندما أصبح مستشاراً خاصاً لرئيس شركة "Standard Oil of California" والتي تُعرف اليوم باسم "Chevron" وهناك تعلم كل شيء عن أعمال البترول.
وحقق بعد ذلك ثروة كبيرة من خلال عمله في القطاعات الفيدرالية والتجارية، واستثمر بكثافة في صناعة النفط، لتصل قيمة تلك الاستثمارات في نهاية المطاف إلى المليارات.
تزوّج مارشال مرتين خلال رحلة تنامي ثروته وأصبح لديه ولدان، "جيه هاورد مارشال الثالث" و"إي بيرس مارشال".
ورغم ثروته الكبيرة، كانت حياة الملياردير"هاورد مارشال" مليئة بالمآسي، انتهى زواجه الأول بالطلاق وتوفيت زوجته الثانية بمرض الزهايمر في عام 1991 بعد 30 عاماً من الزواج. ثم ماتت عشيقته في نفس العام بعد إجراء عملية شد الوجه.
لقاء نجمة الإغراء آنا نيكول سميث وزوجها بمحض الصدفة
ذكرت مجلة "New York" أنَّ خسارة هاورد مارشال لزوجته وعشيقته في نفس الوقت تقريباً، تركت قطب النفط في حالة ضياع نفسي. كان موظفوه قلقين من أنَّ الملياردير البالغ من العمر 86 عاماً ربما يقدم على الانتحار، لذا اقترح سائقه عليه الذهاب إلى ملهى تعري في هيوستن يُدعى "جيجي" للبحث عن سيدة شابة جديدة.
بعد ظهر أحد أيام أكتوبر/تشرين الأول من عام 1991، وصل هاورد مارشال على كرسي متحرك إلى ملهى "جيجي"، وكانت آنا نيكول سميث البالغة من العمر 26 عاماً حينها في نوبة النهار.
كُلّفت آنا بنوبة العمل النهارية، لأنَّها كانت راقصة متوسطة المستوى، وتحوَّلت نوبة العمل هذه إلى لحظة مصيرية بالنسبة لآنا، حيث قابلت جيه هاورد مارشال لينسجما معاً على نحوٍ مثير للدهشة.
طلب منها مارشال رقصة خاصة، وبعد أدائها كان الملياردير مفتوناً بجمالها، ودعاها لتناول الغداء في اليوم التالي.
حتى تلك اللحظة، كانت آنا تعيش حياة مختلفة تماماً عن حياة جيه هاورد مارشال. وُلدت آنا في تكساس لأم مراهقة وتركت المدرسة الثانوية وأمضت سنوات عديدة من عمرها تعمل في وظائف غريبة لإعالة نفسها وابنها.
في اليوم التالي التقت آنا نيكول سميث وهاورد مارشال في غرفة فندق فاخر، لكنها اشتكت من اضطرارها للعودة إلى العمل في مناوبتها المعتادة، فسلمها مارشال مظروفاً فيه مبلغ من المال، قائلاً، "لا تذهبي إلى العمل، يا سيدتي. لست مضطرة للعودة إلى العمل أبداً".
على مدار الأيام والشهور والسنوات التي تلت ذلك، كان الرجل العجوز يقابل "لطفها" بمشتريات بملايين الدولارات، بما في ذلك المجوهرات وسيارة رولز رويس.
وكانت آنا نيكول سميث تصطحبه لمطاعم الطبقة المتوسطة من أصحاب الأجور القليلة، خاصة في مطعم "Red Lobster" حيث كان مطعمها المفضل وفقاً لمجلة نيويورك، قالت آنا لبرنامج "20/20" في عام 2000: "لم تكن لديه رغبة في الحياة. ذهبت لرؤيته. كان شخص رائع حقاً ومرح للغاية. طلب مني أن أرقص له، وقد فعلت ذلك".
طلب هاورد من آنا الزواج عدة مرات لكن آنا رفضت وأخبرت الملياردير أنَّها تريد التركيز على حياتها المهنية.
في الواقع، أخذت مسيرة آنا المهنية منحى آخر. فقد كانت تقدّمت للعمل عارضة أزياء في مجلة "بلاي بوي" الإباحية في نفس الوقت تقريباً الذي قابلت فيه عملاق صناعة النفط.
أحب محررو المجلة في لوس أنجلوس ما رأوه من آنا ونقلوها إلى لوس أنجلوس ووضعوا صورتها على غلاف المجلة لعدد شهر مارس/آذار في عام 1992. حصلت آنا نيكول سميث على لقب أجمل فتاة عرضت جسمها على صفحات مجلة "بلاي بوي" لعام 1994.
واستمر جيه هاورد مارشال في طلب الزواج منها العديد من المرات، حتى وافقت أخيراً في ربيع عام 1994.
زواج ثم وفاة ودعوى قضائية درامية تلت ذلك
تزوج جيه هاورد مارشال وآنا نيكول سميث في صيف عام 1994، فسخرت وسائل الإعلام من العروسين وفرق السن بينما البالغ 60 عاماً، لكنهما لم يهتما كثيراً للسخرية وعاشا بسعادة.
لكن سعادتهما الزوجية لم تدم طويلاً، إذ مَرض جيه هاورد مارشال بعد 14 شهراً فقط من الزواج، وفي 4 أغسطس/آب عام 1995، توفَّي عن عمر يناهز 90 عاماً بعد معركة مع سرطان المعدة. فبدأ النزاع على الميراث بين آنا نيكول سميث ونجل مارشال الأصغر، إي بيرس مارشال، فور الوفاة تقريباً.
على الرغم من إخلاص وحب جيه هاورد مارشال لزوجته، لكنه لم يترك لها شيئاً في وصيته. ووفقاً لمجلة "New York"، حدث ذلك لأنَّ إي بيرس مارشال عمل جيداً لضمان عدم حصول آنا نيكول سميث على دولار واحد من ثروة العائلة، لدرجة أنَّ والده وقَّع على عدة وثائق يتنازل فيها عن ممتلكاته.
استمرت المشاحنات القانونية بينهما لفترة طويلة حتى بعد وفاتهما. توفي إي بيرس مارشال في عام 2006 إثر إصابته بعدوى شديدة. وتوفيت آنا نيكول سميث في العام التالي بسبب تناول جرعة دواء زائدة بالخطأ. في نهاية المطاف، لم تحصل آنا على سنت واحد من ثروة زوجها المُقدّرة بـ 1.6 مليار دولار.
وعلى الرغم من أنَّ آنا نيكول سميث تعرضت للسخرية بسبب زواجها من جيه هاورد مارشال، أصرت في تصريحات لهيئة الإذاعة الأمريكية (ABC) على أنَّ زواجهما كان بدافع الحب.
قالت: "لقد عرفني عندما كنت لا شيء، وهذا ما لا يفهمه الناس. لا أريد أن يُطلق عليّ "امرأة استغلالية باحثة عن المال"، لأنني لست كذلك. كنت أستطيع الزواج منه بعد أسبوع أو أسبوعين من لقائنا. لكنني لم أفعل. مضيت قدماً في حياتي، ونجحت أن أجعل من نفسي شيئاً".