أظهرت نتائج استطلاع للرأي في اليابان، أن نسبة قياسية من الرجال والنساء قالوا إنهم لا ينوون الزواج، وذلك في اتجاهٍ يُحذّر الخبراء من أنه سيقوض جهود حل أزمة البلاد السكانية والمتعلقة بمعدل المواليد.
المعهد الوطني للسكان وبحوث الضمان الاجتماعي في طوكيو، قال إن نتائج استطلاع عام 2021، التي نُشِرَت الشهر الجاري، ستزيد المخاوف حيال انخفاض معدل المواليد، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، الأربعاء 14 سبتمبر/أيلول 2022.
الاستطلاع كشف أن 17.3% من الرجال و14.6% من النساء الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً، ليست لديهم أي نية للزواج، وتُعتبر هذه الأرقام هي الأعلى منذ إجراء الاستطلاع لأول مرة عام 1982.
كان أول استطلاع قد أُجرِيَ قبل ظهور الفقاعة الاقتصادية بمنتصف الثمانينيات، وسجّل وقتها تصريح 2.3% من الرجال و4.1% من النساء فقط بعدم رغبتهم في الزواج مطلقاً.
أثّر تراجع حالات الزواج على معدلات المواليد داخل اليابان، بالتزامن مع مواجهة البلاد لاحتمالية انخفاض أعداد السكان بدرجةٍ كبيرة وانكماش القوى العاملة والاقتصاد.
نسب الخبراء هذا الاتجاه إلى العديد من العوامل، التي تشمل زيادة رغبة الشابات العاملات في الاستمتاع بالحرية المرتبطة بالعزوبية وامتلاك حياة مهنية.
كذلك يقول العديد من الرجال إنهم يفضلون حياة العزوبية أيضاً، لكن بعضهم أعرب عن مخاوفه المرتبطة بالأمان الوظيفي وقدرته على إعالة أسرة، بينما دعا الخبراء الحكومة إلى تسهيل عودة النساء للعمل بعد إنجاب الأطفال، وحل مشكلة ساعات العمل الطويلة في اليابان.
بسؤالهم عن ماهية نمط الحياة "المثالي" بالنسبة للنساء، قال نحو 40% من الرجال العزاب و34% من النساء العازبات إن المثالية تكمن في القدرة على الموازنة بين الحياة المهنية وتربية الأطفال.
في دليلٍ أيضاً على تبدُّل المواقف المرتبطة بأدوار كل نوع، قال أقل من 7% من الرجال إنهم يريدون من زوجاتهم المستقبليات البقاء في المنزل لرعاية الأسرة.
من جانبه، قال شيغكي ماتسودا، أستاذ علم الاجتماع بجامعة تشوكيو، إن انخفاض حالات الزواج سيؤثر بالسلب على معدل المواليد، وأضاف في تصريح لصحيفة Mainichi Shimbun اليابانية: "تعمل الحكومة اليابانية على زيادة أعداد المواليد بمحاولة تقديم المساعدة للراغبين في الزواج أو إنجاب الأطفال حتى يحققوا رغباتهم".
أضاف ماتسودا مستدركاً: "لكن زيادة أعداد غير الراغبين في الزواج ستجبر الحكومة على مراجعة سياساتها، مما قد يؤدي لزيادة الانخفاض في معدلات الخصوبة".
كانت أعداد المواليد الجدد في اليابان قد تراجعت بـ29.231 مولوداً في عام 2021، أي بانخفاض بلغ 3.5% مقارنةً بالعام السابق، ليصل الإجمالي إلى أدنى مستوياته عند 811.604 مواليد فقط، وفقاً لتصريحات وزارة الصحة في يونيو/حزيران 2022.
بينما انخفض عدد الزيجات الجديدة بمقدار 24.391 حالة زواج، ليبلغ الإجمالي 501.116 حالة زواج، في رقمٍ هو الأدنى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
كما أظهرت البيانات الحكومية الصادرة في مايو/أيار 2022، أن عدد سكان اليابان تراجع بمقدارٍ قياسي بلغ 644.000 شخص في العام الماضي، لتسجل البلاد انخفاضاً في أعداد السكان للعام الـ11 على التوالي.
دفعت هذه البيانات إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا"، ليتدخل في الأمر، محذراً من أن اليابان "ستختفي من الوجود" إذا لم تخفف قواعد الهجرة، وتبذل جهداً أكبر لتعزيز التوازن الصحي بين الحياة والعمل.