تستخدم شركات مختلفة حول العالم مكعبات ليغو الملونة بطرق متعددة وأهداف متنوعة، لكن الزخم الأكبر تحول إلى برنامج أنشأته شركة "ليغو أ/س" الدنماركية المتخصصة في صناعة هذا النوع من المكعبات، حسب ما ذكرته صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، الأحد 28 أغسطس/آب 2022.
كانت الشركة الدنماركية التي تصنع مكعبات ليغو الملونة، على حافة الإفلاس مطلع الألفينات، قبل أن تغير مسار الأمور بإجرائها عدداً من التغييرات، وفقاً لمحللين ومتحدثة باسم الشركة.
برنامج ليغو يتحول لأداة تدريب
وكان من ضمن هذه التغييرات التي زادت من نموها مؤخراً، برنامج يسمى Lego Serious Play، وهو عبارة عن أداة تدريب يُطلب فيها من الموظفين التفاعل مع مخاوف الشركة أو تطلعاتها عن طريق بناء نموذج ليغو صغير من مجموعة من المكعبات، ثم وصف ما قاموا ببنائه ولماذا.
والهدف من هذا البرنامج تحسين التواصل وتعزيز أداء الشركة، وفقاً لروبرت راسموسن، مستشار الشركة بالدنمارك الذي ساهم في تطوير البرنامج منذ أكثر من عقدين.
يُستخدم البرنامج في قسم الحرب البحرية الأمريكية، وكلية هارفارد للأعمال، كما انتشر في شركات الطاقة والنقل والتمويل، وتستخدمه شركات مثل غوغل وإرنست ويونغ ومايكروسوفت وفيزا وغيرها.
وتتكلف الورش التدريبية الخاصة بالبرنامج ما بين 500 دولار و5000 دولار، وتتراوح بين ساعتين ويومين، وقد تشمل عدداً قليلاً من الموظفين أو عشرات منهم.
طرق مختلفة لاستخدام مكعبات ليغو
تستخدم شركة إريكسون لتكنولوجيا الاتصالات هذه المكعبات لتعليم مفاهيم البرمجة لأطفال المدارس، بينما تستخدم روبوتات ليغو لتوضح كيف تغير الآلات الطريقة التي نعيش بها.
أما شركة غوغل في نيويورك فتضم غرفة ليغو، بإمكان الموظفين فيها الخروج بأفكار إبداعية وجديدة عن طريق بناء نماذج ليغو، وفقاً للموظف السابق آدم سينغر وممثل من الشركة.
كما يستخدم المهندسون بمختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا في باسادينا، بولاية كاليفورنيا، المكعبات البلاستيكية للتخطيط وتوضيح مفاهيم معينة من خلال بناء نماذج مكعبات.
ويحيط تري باركر، مبتكر مسلسل "South Park"، نفسه بمكعبات ليغو في أستوديو الإنتاج التابع لشركته، مثلما أوضح الفيلم الوثائقي لعام 2014 "A Lego Brickumentary".
وقال باركر وآخرون في الفيلم، إن تعليمات بناء مجموعات ليغو محددة تخفف القلق وتحفز الإبداع والتواصل، وفقاً للمخرج الذي شارك في إخراج الفيلم دانيال جونغ.
التعامل مع المشاكل عبر مكعبات ليغو
وبدأت جيسيكا ميلميستر، مديرة جودة المؤسسات بشركة V2X Inc. للخدمات الحكومية في ماكلين بولاية فرجينيا، في استخدام مكعبات ليغو بعد عرض توضيحي لبرنامج ليغو.
وتقول جيسيكا إن الأفراد عادةً ما يأتون إلى مكتبها في كولورادو سبرينغز بولاية كولورادو؛ لمناقشة مشكلة من خلال شرحها شفهياً أولاً، ثم تطلب منهم بعد ذلك بناء نموذج ليغو يعرض المشكلة نفسها مع شرح ما يمثله كل مكعب أو يعنيه.
وأضافت: "غالباً ما أجدهم يبنون النموذج بافتراضات لم تُشرح من قبل، وهذا يمكّننا من التوصل للسبب الجذري الحقيقي للمشكلة".
يُذكر أن استخدام مكعبات ليغو في مقر العمل كان موضوعاً لدراسات متعددة توضح كيف يساعد التواصل من خلال المكعبات الشركات على تطوير مهارات حل المشكلات وتحسين التواصل والتغلب على صعوبات الإبداع. وتوجد أبحاث أخرى عن كيف أنها تساعد في تخفيف التوتر والقلق المرتبطين بالعمل.