تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حول العالم، مقاطع فيديو وصفوها بالمذهلة، بعد أن رصدت ظاهرة جوية فوق أجزاء من ولاية فرجينيا الأمريكية، تم تسميتها بـ"سحاب قوس قزح"، والتي تبدو كأنها سحابة سميكة ممزوجة بقوس قزح ناعم يلفّها، وكأنه قطعة من القماش.
في حين أن الكثيرين كانوا يطلقون عليها "سحاب قوس قزح"، إلا أنها بشكل أكثر دقة عبارة عن ظاهرة مناخية تحدث في الغلاف الجوي تسمى تقزُّح السحاب. ولكن ما هي هذه الظاهرة الغريبة؟ وكيف تحدث في المقام الأول؟
ما هو سحاب قوس قزح؟
تقول عالمة الأرصاد الجوية، جين كارافاجيو لصحيفة CBS News الأمريكية، موضحة الظاهرة التي رصدها سكان فرجينيا، خلال شهر أغسطس/آب الجاري: "يتشكل تقزُّح الغيوم عندما تنحرف قطرات الماء أو بلورات الجليد في السحابة عن الضوء حول الجزء الخارجي من القطرة، بدلاً من أن ينثني الضوء من خلالها.
وأضافت: "ألوان الطيف ليست مرتبة ومنظمة في التقزح الغيمي كما في قوس قزح المعروف".
وتُعد ظاهرة "سحاب قوس قزح" تلك حدثاً نادراً للغاية، وغالباً ما يتم رصدها بالقرب من المناطق القطبية أو في المناطق الجبلية في الشتاء. حيث يجب أن تكون الغيوم بالقرب من الشمس لكي تكتمل الظروف المواتية لتشكُّل هذا النوع من الألوان في السماء.
كما يجب أن تكون الغيوم رفيعة جداً وغنية ببلورات الجليد أو قطرات الماء ذات الحجم الموحد. لذلك يحدث تقزح السحاب عادة في السحب العدسية أو الركامية السحابية والسحب الرقيقة والدمعية المرتفعة.
ظهور آخر لسحابة قوس قزح في الصين
لم تحدث تلك الظاهرة فقط في ولاية فرجينيا، بل اندهش سكان مدينة هايكو في الصين، في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري أيضاً، عندما لاحظوا قوس قزح في السماء على شكل سحابة.
رغم تطابق شكل الظاهرة في الدولتين، لكنها في الصين كانت سحابة Pileus، أو ما يُشار إليها أيضاً باسم سحابة الغطاء وسحابة الوشاح.
وتتشكل هذه الظاهرة عندما يدفع الهواء المتصاعد بسرعة في الركام الصاعد (المعروف أيضاً باسم سحابة الركام) ضد الهواء البارد فوقها. فتتكثف الرطوبة نتيجة لذلك على طول الجزء العلوي من التيار الصاعد، ما يؤدي إلى ظهور سحابة الوشاح القوس قزحية.
ثم عندما تسطع الشمس بزاوية مثالية، ينعكس الضوء بين بلورات وقطرات الجليد في السحابة، ما يعطي السحابة ألوانها الشبيهة بقوس قزح.
لكن هذه الغيوم عادة ما تستمر لبضع ساعات فقط. هذا لأن السحابة التي فوقهم "تلتهمهم".
ظاهرة استثنائية لمحبي السماء والتصوير
وتُعد غيوم Pileus هي المفضلة لدى مراقبي السحابة. وعلى الرغم من أنها ليست شائعة جداً، ولكن إذا كنت تعرف المكان الذي تبحث فيه، فيمكنك اكتشافها في الأيام التي تتوقع فيها تحول السحب الركامية إلى عواصف رعدية.
وتشير السحب الركامية إلى أحد أنواع السحب الهائلة ذات القاع الغامق نسبياً. وهي عادة ما تتسبب في حدوث الأمطار والعواصف الرعدية، وتجلب المطر الثلجي والبَرَد.
إذا كنت محظوظاً بما يكفي لرؤية واحدة، يمكن أن تكون تكوينات سحاب قوس قزح جميلة بشكل لا يصدق، على الرغم من أنها نادراً ما تستمر لأكثر من بضع دقائق، بحسب صحيفة واشنطن بوست.
ومع ذلك لا ينبغي الخلط بينها وبين السحابة العدسية؛ إذ تقف الغيوم العدسية بمفردها في السماء، في حين أن سحب قوس قزح هي ملحق للسحب التراكمية المتجمعة في السماء.