من المحتمل أن يكون بوني وكلايد هما أشهر المجرمين وأكثرهم رومانسية في التاريخ الأمريكي، فقد كانا شابين من تكساس استطاعت جرائمهما التي اقترفاها في أوائل الثلاثينيات، أن تؤثر إلى الأبد على الوعي القومي.
فقد أصبح اسميهما مرادفين لصورة الأناقة والرومانسية المشوبة بحب المغامرة والخروج عن القانون للحصول على مستوى من الرفاهية في حقبة الكساد.
فقد انتميا إلى الحقبة التي كانت فيها النساء الأمريكيات يقضمن السيجار ويحملن البنادق الآلية، بينما يسرق الرجال البنوك ويهربون بعيداً في سيارات أنيقة، ألهمت بتلك الصورة الجذابة الممنوعة أعمال السينما وصنعت حولها الكثير من الأفلام والمسلسلات.
أسطورة بوني وكلايد بين الحقيقة والخيال
بطبيعة الحال، نادراً ما تكون الأسطورة المعروفة مطابقة للواقع.
إذ تروِّج الأسطورة لفكرة وجود زوجين رومانسيين يرتديان ملابس أنيقة يكسران التقاليد والقوانين ويشكلان تهديداً لمن يعترض طريقهما، فهما لا يخافان من الشرطة ويعيشان حياة رفاهية ساحرة.
لكن الواقع كان مختلفاً نوعاً ما. ففي بعض الأحيان، كانت عصابة العشيقان بوني باركر وكلايد بارو الإجرامية ليست بتلك الدرجة من الاحترافية والبراعة، بل غالباً ما شابت عملياتهما الكثير من الإخفاق والإهمال، وتخللتها عمليات الهروب الدائمة، والسرقات الفاشلة، وصولاً إلى الإصابة والقتل المأساوي في نهاية المطاف.
إذ سرعان ما تعكرت هذه السمعة الواسعة من الشهرة والخطورة، لتنتهي حياتهما في كمين دموي للشرطة. ومع ذلك، لطالما كانت نهايتهما الدرامية والمفاجئة عاملاً لإضافة البريق إلى أسطورتهما.
فمن هما بوني وكلايد، العشيقان الخارجان على القانون، اللذان استطاعا أن يجتمعا على الحب والشغف بالمال والجريمة والخطر المحدق؟
من هما العاشقان المجرمان؟
كلايد وبوني، وتحديداً الفتاة بوني باركر والشاب كلايد بارو، ولدا في ولاية لويزيانا الأمريكية في عامي 1909 و1910 على التوالي، هما فريق السرقة الذي اشتهر في الولايات المتحدة من خلال مواجهاته الملتهبة مع الشرطة وإثارة الكثير من الشهرة عبر الصحف في تلك الفترة.
وبحسب موسوعة بريتانيكا البريطانية للتاريخ، كان كلايد بارو مجرماً لفترة طويلة قبل أن يقابل بوني باركر في يناير/كانون الثاني عام 1930.
وبعد قضائه مدة 20 شهراً في السجن بين الفترة 1930 و1932، تعاون الشاب مع بوني باركر بعد أن وقعا في حب بعضهما، وبدأ الاثنان في اقتراف موجة الجريمة ذائعة الصيت التي استمرت 21 شهراً.
في ذلك الوقت، كانت بوني تبلغ من العمر 19 عاماً وكانت متزوجة من قاتل مسجون. بينما كان كلايد يبلغ من العمر 20 عاماً آنذاك، وكان غير متزوج.
وغالباً ما عملا مع بعض الحلفاء والمعاونين، مثل شاب يُدعى باك وهو شقيق كلايد، وزوجته بلانش، وكذلك مع راي هاميلتون ودبليو جونز.
وقد سرقا بنوك عدة بلدات، ومحطات بنزين، وبعض المطاعم، فحصلا على نحو 1500 من عملياتهم التي امتدت بشكل رئيسي من تكساس وأوكلاهوما، حتى نيو مكسيكو وميسوري.
ما توصلت إليه تحقيقات الشرطة
في ديسمبر/كانون الأول عام 1932، علم مكتب التحقيقات الفيدرالي عن سيارة مهجورة في ميشيغان سُرقت في أوكلاهوما.
وبحسب موقع FBI للشرطة الفيدرالية، تم ربط بحث في أوكلاهوما عن سيارة مسروقة ثانية كلتا السيارتين ببوني وكلايد، بعد أن تم التوصل لزجاجة وصفة طبية كانت مملوءة بدواء لخالة كلايد.
وقد أدى المزيد من البحث إلى قيام مكتب التحقيقات الفيدرالي بإصدار مذكرة قضائية ضد العشيقين لنقلهما في السيارة المسروقة بين الولايات في 20 مايو/أيار 1933.
ضبط المجرمين بطريقة مأساوية
خلال ذلك العام، انخرط بوني وكلايد في العديد من عمليات إطلاق النار مع قوات الشرطة. وفي نوفمبر/تشرين الثاني عام 1933، حاولت الشرطة في دالاس بولاية تكساس، القبض عليهما، لكنهما هربا.
في يناير/كانون الثاني من العام التالي، في والدو بتكساس، ساعدا في هندسة هروب خمسة سجناء، قُتل خلالها حارسان من قوات الشرطة.
ثم في 1 أبريل/نيسان عام 1934، قتل بوني وكلايد ضابطي شرطة ضمن إحدى عملياتهما، وبعد 5 أيام قتلا شرطياً في ميامي، أوكلاهوما، واختطفا قائد شرطة آخر.
في النهاية تعرضا للخيانة من قبل صديق لهما، فنصب ضباط شرطة من تكساس ولويزيانا كميناً للعاشقين المجرمين على طول الطريق السريع بين بلدتين في ولاية لويزيانا، في 23 مايو/أيار عام 1934. وهناك فتحت الشرطة النار عليهما وقتلتهما بعشرات الطلقات التي اخترقت السيارة وجسديهما.
بأكثر من 130 طلقة من الرصاص المغطى بالطبقة الفولاذية التي أُطلقت على سيارتيهما الفورد V-8 المسروقة خارج سايلز، لويزيانا، وبعد العشرات من عمليات السطو و13 جريمة قتل باسميهما، انتهت أخيراً موجة الجريمة التي ارتكبها بوني وكلايد.
وقد كانت تلك القصة المثيرة سبباً في صناعة الكثير من الأفلام السينمائية حول العالم..