كانوا يعلنون عن المواليد والوفيات والكوارث.. الهند تُسكن آخر “قارعي طبول” المدن وتستبدلهم بالتكنولوجيا

عربي بوست
تم النشر: 2022/08/09 الساعة 12:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/08/09 الساعة 12:43 بتوقيت غرينتش
منع قارعي الطبول من العمل في الهند/ getty images

وضعت الهند حداً لآخر منادي المدن المتبقين فيها، الذين عادةً ما يقرعون طبولهم أثناء إعلان الأخبار، لتستبدلهم بمكبرات الصوت والتكنولوجيا الحديثة، وحظرت عليهم العمل، كما هددت من يتحدون قرارها، وفق ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية الإثنين 8 أغسطس/آب 2022.

الصحيفة أشارت إلى أنه منذ ما قبل الإمبراطورية البريطانية، وُظِّف المنادون في المدن والقرى للإعلان عن المواليد والوفيات والزيجات وكذلك السرقات والكوارث الطبيعية والمهرجانات. وفي الآونة الأخيرة، كُلِّفوا أيضاً بنشر برامج الرعاية الاجتماعية والضرائب.

مع ذلك، يبدو أنَّ التقليد قد انتهى بمرسوم من حكومة الولاية في تاميل نادو في جنوب الهند.

منع المنادي من العمل في مدن الهند/ getty images
منع المنادي من العمل في مدن الهند/ getty images

فقد أمر سكرتير الولاية، في إيراي أنبو، المسؤولين بحظر قرع الطبول أو "ثندورا"، قائلاً إنه ينبغي بدلاً من ذلك نشر الرسائل عبر مكبرات الصوت المُثبَّتة في المركبات.

كما قال إيراي أنبو: "العلوم والتكنولوجيا تقدمت"؛ مشيراً إلى أنَّ الولاية ستتخذ إجراءات ضد من يتحدون الحظر.

إذ يشيع استخدام مكبرات الصوت المُثبَّتة على السيارات والشاحنات لإيصال الرسائل العامة والحملات السياسية في الهند، لكن البعض يجدها صاخبة ومزعجة ولا شخصية مقارنةً بالمنادين التقليديين.

دور تاريخي لقارعي الطبول في الهند

في ظل الحكم البريطاني، شكّل منادو المدينة وسيلة أساسية للحكام للتواصل مع رعاياهم. كما أسهموا بدور في الحركة من أجل استقلال الهند، معلنين متى وأين ستُعقد الاحتجاجات المناهضة للاستعمار.

في عام 2018، جنّدت الشرطة في سولابور، وهي مدينة في ولاية ماهاراشترا، منادياً ليكون الصوت الرسمي لتهدئة القلق العام بشأن شائعات لا أساس لها انتشرت على الإنترنت بأنَّ هناك عصابات تختطف الأطفال المحليين.

بدأ واحد من آخر منادي ولاية تاميل نادو، والمعروف فقط باسم شيخار، مسيرته المهنية في عام 1984 عندما كان يبلغ من العمر عشر سنوات؛ ونشر حينها أخبار اغتيال أنديرا غاندي. وبإعلان الأخبار في قرية بانايور، على مشارف تشيناي، سار على خطى والده وجده، اللذين كانا مناديَي القرية قبله.

كما قال شيخار (48 عاماً)، هذا الأسبوع، إنَّ الطلب على خدماته انخفض؛ لأنَّ الناس يتلقون الأخبار من الإذاعة والتلفزيون، والآن من الهواتف المحمولة.

على الرغم من أنه صار عاطلاً عن العمل رسمياً؛ بسبب إعلان الأسبوع الماضي، لكنه لم يتخلص من طبوله حتى الآن؛ مما يشير إلى أنه لا يزال من الممكن الاستعانة بخدماته للاحتفالات الدينية. وقال: "إعلانات المعبد تصدر حتى الآن مع قرع طبول الثندورا من باب إلى باب وسيستمر هذا".

علامات:
تحميل المزيد