أعلن محامو والدَي الشابة الأمريكية ونجمة إنستغرام غابي بيتيتو، التي قُتلت على يد خطيبها العام الماضي في قضية أثارت اهتماماً واسعاً، أنهم سيرفعون دعوى قضائية ضد الشرطة في ولاية يوتا؛ للمطالبة بتعويض بقيمة 50 مليون دولار، حسب ما ذكرته قناة فوكس نيوز الأمريكية، الإثنين 8 أغسطس/آب 2022.
وتتهم الأسرة إدارة شرطة مدينة مواب بالولاية نفسها حيث وقعت حادثة القتل، بأنها أخفقت في حماية بيتيتو (22 عاماً)، من قاتلها بريان لوندري، من خلال عدم تدريب الضباط على التعامل بشكل مناسب مع حوادث العنف المنزلي.
تقصير الشرطة
تشمل الدعوى اثنين من الضباط الذين تعاملوا معها قبل أيام فقط من وفاتها واثنين من القادة السابقين.
تزعم العائلة أن ضابطي مواب، إريك برات ودانييل روبينز، أخفقا في التعامل بشكل صحيح مع مكالمة 911 التي ادعى فيها أحد الشهود أنه رأى بريان لوندري يضرب بيتيتو ويحاول سرقة هاتفها والقيادة بدونها في وسط مدينة مواب.
وقال أحد محامي العائلة في بيان، الإثنين، إن الضباط المعنيين لو أنهم تلقوا مسبقاً تدريباً على التعامل مع هذه الحوادث، "لكان من الواضح لهم أن غابي كانت ضحية لعنف الشريك الحميم وتحتاج إلى حماية فورية".
كما أضاف أن صورة لم يُكشف عنها التُقطت خلال الحادث، تُظهر "صورة عن قرب لوجه غابي وهو ملطخ بالدماء عند خدها وعينها اليسرى، مما يكشف عن الطبيعة العنيفة لهجوم بريان".
بينما تبين الصورة أنه "قد تم الإمساك بوجهها عبر أنفها وفمها، مما قد يعيق مجرى الهواء لديها".
الشابة قضت خنقاً
يشار إلى أنه عُثر على جثة بيتيتو في سبتمبر/أيلول العام الماضي، بالقرب من متنزه غراند تيتون الوطني في ولاية وايومينغ (شمال غرب) بعدما أثار اختفاؤها ضجة واسعة تجاوزت الولايات المتحدة، وأظهر تشريح الجثة أن الشابة قضت خنقاً، حسب موقع الحرة الأمريكي.
القصة بدأت عندما قررت غابرييل بيتيتو غابي، البالغة من العمر 22 عاماً، وخطيبها، بريان لوندري (23 عاماً)، القيام برحلة برية عبر عدة ولايات أمريكية، باستعمال مركبة من نوع "فان".
في بداية الرحلة في يوليو/تموز 2021، والتي استمرت لأشهر، شارك الثنائي، اللذان يتابعهما مئات الآلاف على إنستغرام، صوراً لرحلتهما وفيديوهات ونالت الصور إعجاب العديد من متابعيهما، إلا أن حالة من القلق والخوف سادت مع اختفاء غابي في ظروف غامضة.
في أغسطس/آب 2021 نشرت الشابة غابي صوراً لها وهي في حديقة الأقواس الوطنية بولاية يوتا، إلا أن حادثة غريبة وقعت بنفس المكان والتاريخ، عندما شهدت الشرطة صدفةً "مشادة جسدية مزعومة" بين لوندري وبيتيتو.
وفي فيديو نشرته الشرطة، لاحقاً- أي بعد اختفاء غابي- يمكن رؤية بيتيتو وهي تبكي، وتبين في الفيديو، الذي تبلغ مدته نحو ساعة، أن لوندري وخطيبته تشاجرا عدة مرات، وعندما تدخلت الشركة قالت غابي إن مشكلة بسيطة وقعت بينها وبين خطيبها، وأضافت أنها تعاني من مشاكل نفسية، وفقاً للفيديو الذي نشرته الشرطة.
هذه الحادثة كانت العلامة الفارقة في قصة غابي؛ حيث واصلت الشابة الأمريكية في نشر صور توثق رحلتها مع خطيبها، لكن الغريب أنها توقفت عن وضع المكان الذي توجد فيه على غير عادتها.
اختفاء غابي وخطيبها
بعدها بأيام تواصلت والدة غابي معها، لكن المقلق في الأمر أن الأخيرة رفضت أي اتصال أو مكالمة فيديو، بل أصرت فقط على المحادثات الكتابية، التي قالت والدتها إن طريقتها لا تشبه طريقة كلام غابي، وفقاً لما نشرته وسائل إعلام أمريكية.
وما زاد قلق عائلة غابي هو عودة بريان إلى منزله دون خطيبته، وقبل أن ينتهي الموعد المحدد لانتهاء الرحلة المخطط لها، وهنا انقطع التواصل تماماً بين غابي وعائتلها؛ ما دفعهم إلى الإبلاغ عن غيابها الغامض لدى الشرطة التي اعتبرت خطيب غابي شخصاً "مهماً" في قضية اختفائها، لكنه ليس متهماً، لكن بريان اختفى هو الآخر بعد أيام، ما أثار شكوكاً حوله.
فيما أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي خبراً مفجعاً عن غابي؛ حيث عثر على بقايا بشرية مطابقة لأوصاف الـ"يوتيوبر" الأمريكية في الغابة الوطنية الواقعة بمقاطعة تيتون في ولاية وايومنغ الأمريكية؛ لتصبح قضية غابي جريمة قتل بعد أن كانت اختفاء غامضاً.
وبعد العثور على جثة بيتيتو بأيام، عثرت الشرطة، في أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، على الرفات البشري لخطيبها وقاتلها في محمية طبيعية بفلوريدا، وتبين أنه مات منتحراً، وفي يناير/كانون الثاني الماضي، كشفت السلطات عن رسالة كتبها، يقول فيها إنه هو من قتلها.