قالت وكالة أسوشيتد برس وتقارير صحفية بريطانية، إن رد الفعل العنيف يتزايد ضد عمال المناجم غير القانونيين في جنوب إفريقيا؛ حيث شكل السكان المحليون حشوداً لضربهم وتدمير معسكراتهم؛ انتقاماً لاغتصاب جماعي لثماني شابات يصورن مقطع فيديو موسيقياً.
حيث أضرمت النيران في معسكرات عمال المناجم وأصبحت الطرق المحيطة ببلدتي مونسيفيل وبيكرسدال خارج بلدة كروجرسدورب غربي جوهانسبرغ محصنة بالحجارة والإطارات المحترقة، حيث احتج السكان على وجود عمال مناجم غير قانونيين، حسبما نشر موقع صحيفة ديلي ميل البريطانية السبت 6 أغسطس/آب 2022.
اقرأ أيضاً
القبض على العشرات من عمال المناجم في جنوب إفريقيا
العديد من عمال المناجم مهاجرون من دول إفريقية أخرى، وأثار رد الفعل مخاوف بشأن كراهية الأجانب، حيث أدان رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا يوم الجمعة أعمال العنف.
في حين قُبض على حوالي 80 رجلاً، معظمهم من عمال المناجم غير القانونيين، بعد تعرض ثماني نساء للاغتصاب، بما يصل إلى عشر مرات لكل منهن في 28 يوليو/تموز 2022 أثناء تصوير مقطع فيديو موسيقي في مقلب منجم في بلدة ويست فيليدج، تعرض لهجوم من قبل رجال مدججين بالسلاح. وقالت الشرطة إنها تحقق في 32 تهمة اغتصاب وسطو.
غضب السكان المحليون من الحادث وقاموا أضرموا النيران في معسكرات عمال المناجم غير القانونية في بلدة كاجيسو المجاورة، وهاجموا عمال المناجم الذين جردوهم من ملابسهم وضربوهم قبل تسليمهم للشرطة.
قال رامافوزا: "نحتاج إلى التمييز بين الاحتجاج المشروع والإجرام، ومعالجة مخاوف وتظلمات المجتمعات أثناء العمل على منع الخسائر في الأرواح وتدمير الممتلكات".
أضاف: "يمكننا جميعاً أن نتفهم الغضب العام في كاجيسو الذي أثاره الاغتصاب الجماعي لثماني شابات الأسبوع الماضي، ونحن جميعاً نشارك بعمق وإخلاص في آلام الضحايا وعائلاتهم والمجتمعات المجاورة".
من جانبها، حذرت مجموعة حقوقية مناصرة ضد كره الأجانب في جنوب إفريقيا، من أن الأحداث الأخيرة في كروغرسدورب تغذي بشكل خطير المشاعر المعادية للمهاجرين.
اقرأ أيضاً
تحذيرات من العنصرية
قال ديل ماكينلي، المتحدث باسم منظمة كوبانانغ أفريكا: "لسوء الحظ، لأن بعض عمال المناجم غير الشرعيين سيكونون مهاجرين غير شرعيين، فقد خلق هذا عنصراً من السياسة المعادية للأجانب؛ حيث يقول الناس إن جميع المهاجرين غير الشرعيين يجب أن يذهبوا ويجب على جميع الأجانب مغادرة البلاد".
كما قال إن بعض الناس يستغلون المخاوف المشروعة للمجتمع لتعزيز أجنداتهم الخاصة. وأضاف: "عندما بدأت الاحتجاجات، بدأنا نرى تشكيلات سياسية لديها سياسات واضحة معادية للأجانب تستفيد وتصدر تصريحات غير مسؤولة وغير ناضجة لأغراضها الخاصة".
في حين قالت الباحثة والمحللة زياندا ستورمان لوكالة أسوشيتد برس إن إحباط المجتمعات من تدهور الشرطة وظروفهم المعيشية ساهم في غضبهم.
ارتفاع مستوى الفقر
من ناحية أخرى، تعاني جنوب إفريقيا من ارتفاع مستويات الفقر، والبطالة بنسبة 35%، وأزمة الكهرباء، وركود النمو الاقتصادي، وثالث أعلى معدل للجريمة في العالم.
حيث قال ستورمان: "يعيش الناس في ظروف اقتصادية صعبة للغاية ويشعرون بعدم الأمان على الإطلاق، وتثير قضية كهذه تلك المشاعر التي كانت موجودة منذ فترة طويلة جداً".
من المتوقع أن يعقد مفوض الشرطة الوطنية في جنوب إفريقيا وغيره من كبار المسؤولين الحكوميين اجتماعات مجتمعية كبيرة في كاجيسو وكروغيرسدورب خلال عطلة نهاية الأسبوع لمناقشة التعدين غير القانوني والجريمة في المنطقة.
الزاما زاماس، كما يُعرف عمال المناجم غير القانونيين، يغامرون بشكل غير قانوني بالدخول إلى مناجم قديمة ومغلقة، حيث يحفرون في الصخور لمحاولة استخراج خام الذهب والمعادن النفيسة الأخرى.
حيث يموت الكثير عندما تنهار أنفاق مهجورة منذ فترة طويلة، وغالباً ما يُقتل الآخرون الذين يصطادون الذهب على يد خصوم غيورين.
تفاصيل مرعبة للاغتصاب
قال أحد سكان كروغرسدورب، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن أنباء العنف الجنسي لم تكن مفاجأة. فيما وصفت إحدى المراهقات، التي كانت من بين العارضات الثماني اللائي تعرضن للاغتصاب الجماعي من قبل عصابة مسلحة من عمال المناجم غير القانونيين، الهجوم المروع، وأخبرتهم كيف أنها وأختها قد "فقدتا" عذريتهما من قبل الرجال.
حكت المراهقة، التي كانت تخشى على حياتها من أيدي العصابة المدججة بالسلاح، كيف اغتصب الرجال النساء السود والهنديات، لكنهم تركوا النساء الثلاث البيض اللائي كن من بين 22 من طاقم الإنتاج وحدهن.
أضافت أنه تم اغتصاب العارضات والطاقم، أصغرهن كان عمرها 19 عاماً وأكبرهن 37 عاماً، ما يصل إلى عشر مرات لكل منهن، على مدار عدة ساعات من قبل المجرمين.