اعتقلت السلطات الإيطالية، ماتيو كوستاكورتا، الأرستقراطي الإيطالي المعروف بممارسته رياضة "البولو"، ووجهت إليه تهمة العمل قاتلاً محترفاً لدى مافيا تعمل في مخدرات بالعاصمة روما.
صحيفة The Times البريطانية، قالت الثلاثاء 2 أغسطس/آب 2022، إن كوستاكورتا البالغ من العمر 38 عاماً اتُّهم بإطلاق النار على شخص من عالم الجريمة في روما وإصابته، بعد مزاعم بأن الأخير كان يبتز زميلاً لكوستاكورتا طلباً للمال.
يُعرف كوستاكورتا في بعض الأوساط الخفية عن الأنظار في روما بلقب "الأمير" و"القديس بطرس"، وذلك بسبب المبيت الذي يملكه بالقرب من الفاتيكان، وهو عضو في نادي روما للعبة "البولو" (يقوم خلالها اللاعبون بضرب الكرة باستخدام عصا وهم على ظهور الخيل).
يُعد هذا النادي هو الأقدم من نوعه في البلاد، وتأسس في ثلاثينيات القرن الماضي، حتى إن ملكة إنجلترا، إليزابيث الثانية، حضرت عروضاً فيه قبل اعتلائها العرش، علاوة على استضافة النادي دوق ساسكس، الأمير هاري، في بطولة أقيمت في مايو/أيار 2019.
اتُّهم كوستاكورتا بالتواصل مع منتمين سابقين إلى حركة "النوي الثورية المسلحة" الإيطالية، وهي جماعة إرهابية يمينية للفاشية الجديدة، وقد ألقي القبض عليه بعد أن اخترقت الشرطة نظام اتصالات مشفراً كانت تستخدمه عصابات روما وشبكاتها الإجرامية.
بحسب الصحيفة البريطانية، فإن كوستاكورتا اتُّهم بتلقي مبلغ 30 ألف يورو (30.5 ألف دولار أمريكي) لاستهداف أليسيو مارزاني، وهو رجل عصابة كان يطالب بالمال نظير إخفاء المخدرات بالنيابة عن مهرب آخر والتستر عليه بعد إرساله إلى السجن.
من جانبها، قالت الشرطة إن دانييل جالارايلو، الرجل الذي تعرض للابتزاز، لجأ إلى إلفيس ديمسي، وهو زعيم عصابة ألباني يسيطر على تجارة المخدرات في روما، ويُزعم أن ديمسي أوكل إلى كوستاكورتا مهمةَ التخلص من مارزاني في رسالة على تطبيق الدردشة المشفر، وأن كوستاكورتا وافق بحماس على المهمة.
أُصيب مارزاني برصاصة في صدره، في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2020، وتمكن مارزاني من الهروب إلى منزل مجاور، بعد أن فتح أحد السكان الباب له، وسمح له بالاختباء.
بدورها، نقلت صحيفة Corriere della Sera الإيطالية عن تقرير للشرطة، قولها إن الروابط بين كوستاكورتا والمتطرفين اليمينيين دلَّت على وجود "منظمة واسعة الانتشار يُزعم أن لها أهدافاً تخريبية".
ماركو فرانكو، وهو محامي كوستاكورتا، قال لصحيفة Corriere della Sera، إن موكله قد تغيرت أحواله عما كانت عليه في أيام شبابه، عندما كان يتورط في اشتباكات مع الشرطة ومع الحركات اليسارية.
أضاف المحامي أن كوستاكورتا "كان في إفريقيا منذ مدة قصيرة يعمل مع الراهبات في مشروعات تابعة لجمعية سانت إيديغو الكاثوليكية الخيرية"، وأضاف مستنكراً: "هل هذه تبدو لكم صورة قاتل؟"
في المقابل، قالت باولا جرمانو، المسؤولة عن تنسيق أنشطة جمعية سانت إيديغو في إفريقيا، إنها لم تسمع قط عن كوستاكورتا ولا تعرفه، مع أنها هي الشخص المسؤول عن التواصل مع الراغبين في التطوع لأعمال الجمعية في إفريقيا.