كشف علماء في مختبر اندماج نووي في منطقة كولهام الكائنة بمقاطعة أوكسفوردشاير، في بريطانيا النقابَ عن ذراع آلية جديدة تسمى "ماسكوت" (Mascot). وهي واحدة من ذراعين تُستخدمان في تجربة الطاقة الأوروبية المشتركة (JET)، في مفاعل تجريبي يصبح في بعض الأحيان أحد أكثر الأماكن حرارة في الكون، وذلك بحسب صحيفة The Times البريطانية في تقريرها الذي نشرته 30 يوليو/تموز 2022.
لجأ العلماء إلى اختبار هذه الأذرع الآلية الجديدة، لأن إمداد الوقود في واحدة من التجارب النووية الأكثر تقدماً وتعقيداً في العالم، وهي تجربة الطاقة الأوروبية المشتركة، يتطلب أذرعاً شديدة الثبات لا تواجه أي اهتزازات.
استخدام لعبة جينجا
لكن المدهش وفق التقرير البريطاني، أن العلماء قاموا بدمج عمل هذه الأذرع الالية، مع تقنيات لعبة جينجا وأجروا تدريبهم وفقاً لذلك.
حيث يملك كل روبوت "ماسكوت" ذراعين آليتين لكل منهما قبضة يمكنها تشغيل أكثر من 900 أداة مخصصة. وتخضع الروبوتات الآن إلى اختبارات خاصة في بيئة "مهام الإنقاذ". تتمثل فكرة الاختبار في مراقبة تدخل الروبوت للمساعدة عند مواجهة روبوت آخر لأية مشكلة. ولتحسين مهاراتهم، تدرب مشغلو الأذرع الآلية على لعبة جينجا التي ينبغي فيها للاعبين تحريك مكعبات خشبية بحذر شديد دون أن تسقط.
تحطيم الرقم القياسي
في السياق ذاته وفي شهر فبراير/شباط 2022، حطمت تجربة الطاقة الأوروبية المشتركة (JET) الرقم القياسي المسجل لمقدار الطاقة الناتجة عن تفاعل اندماج نووي مستمر. ووصف العلماء ذلك الإنجاز بـ"العلامة البارزة" في سبيل الحصول على طاقة نظيفة وموثوقة.
يحدث الاندماج عند دمج نظيرين من نظائر الهيدروجين- وهما الديوتيريوم والتريتيوم- للحصول على الهيليوم، وينتج عن ذلك مقدار كبير من الطاقة.
وعلى عكس الانشطار، فإن النموذج المستخدم في محطات الطاقة النووية التجارية، يكون الوقود وفيراً، ولا تنطوي العملية على مستويات خطيرة من الإشعاع.
غير أن هذه العملية تتطلب الإمساك بكرة بلازما ساخنة، حرارتها أعلى 10 مرات من حرارة الشمس، والتحكم بها. حتى هذه اللحظة، يضطر العلماء إلى إدخال مقدار من الطاقة في هذه التجربة أعلى من الطاقة الناتجة عنها. وتعتبر نتيجة شهر فبراير/شباط 2022 إثباتاً مهماً وحيوياً لمفهوم المفاعل النووي الحراري التجريبي الدولي (Iter)، في جنوب فرنسا.
من جانبه، قال غاري هيرمون، من هيئة الطاقة الذرية البريطانية: "الأنظمة الآلية جزء لا يتجزأ من عملية الحصول على طاقة الاندماج، من أجل تصميم وصيانة محطات الطاقة الاندماجية المستقبلية".