ساهم جراح في مستشفى غريت أورموند ستريت البريطانية في فصل توأم ملتصق بنجاح باستخدام تقنية الواقع الافتراضي.
حيث أجرى نور العواس جيلاني، جراح أعصاب الأطفال الكشميري البريطاني، الجراحة على برناردو وآرثر ليما، وهما توأم يبلغان من العمر ثلاث سنوات، وُلدا بدماغين ملتصقين، وذلك وفق تقرير نشرته صحيفة The Times البريطانية في تقرير لها، الإثنين 1 أغسطس/آب 2022.
عملية فصل طفلين في بريطانيا
قال الأطباء لعائلة الطفلين البرازيلية، في البداية إنه لا يمكن إجراء هذه الجراحة. على أن برناردو وآرثر سيصبحان أكبر طفلين يخضعان لهذه الجراحة بعد أن كانا يتشاركان أوردة حيوية في الدماغ.
ففي واحدة من أكثر العمليات تعقيداً من نوعها، خضع الطفلان لسبعة تدخلات جراحية، واستغرقت العملية الأخيرة 27 ساعة وشارك فيها ما يقرب من 100 عضو في الطاقم الطبي.
أمضى الجراحون في لندن وريو دي جانيرو شهوراً في تجربة تقنيات باستخدام تصويرات الواقع الافتراضي للتوأم، استناداً إلى فحوصات التصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي. وارتدى الجراحون نظارات الواقع الافتراضي وعملوا في "الغرفة الافتراضية" نفسها معاً، وهذا مكّنهم من التغلب على أي مخاوف من العملية الفعلية.
قال جيلاني: "كان رائعاً أن ترى التشريح وأن تنفذ الجراحة قبل أن تعرّض الطفلين لأي خطر فعلي، ولك أن تتخيل مدى الاطمئنان الذي شعر به الجراحون بعد هذه التجربة".
عشرات العمليات الجراحية
وأضاف جيلاني، الذي يجري حوالي 300 عملية جراحية في الأعصاب والوجه كل عام، إنه "شعر بإرهاق بالغ" بعد العملية الأخيرة، التي لم يأخذ خلالها سوى أربع استراحات لمدة 15 دقيقة لتناول الطعام والماء. وواجه الفريق صعوبة أثناء العملية لوجود نسيج ندبي نتج عن المحاولات الفاشلة السابقة لفصل التوأم.
قيل إن حالة برناردو وآرثر تحسنت بعد أن وصل ضغط الدم ومعدل ضربات القلب "للسماء" بعد فصلهما. وقال جيلاني إن هذا يحدث في حالات الفصل المماثلة، لكن الإشارت الحيوية للتوأم تحسنت حين اجتمعا بعد أربعة أيام وتلامست أيديهما للمرة الأولى.
كما قال إن عائلتهما كانت "غاية في السعادة" بالنتيجة. وقال: "غرقنا في الدموع والعناق. ويسعدني أنني تمكنت من مساعدتهما في هذه الرحلة".