لجأ رجال الإنقاذ لاستعمال طائرة من دون طيار لإنقاذ حياة فتى يبلغ من العمر 14 عاماً، عندما واجه مشكلة في البحر في إسبانيا، في سابقة من نوعها، وفق ما ذكره تقرير صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 25 يوليو/تموز 2022.
كان الفتى قد دخل المياه على شاطئ في ساغونتو، بالقرب من مقاطعة بلنسية على البحر المتوسط، على الرغم من العلم الأصفر الذي يشير إلى ارتفاع الأمواج أو التيارات الخطرة أو التيارات السفلية. ويُظهِر مقطع فيديو، التقطته طائرة من دون طيار، أنه كافح من أجل البقاء طافياً على سطح الماء.
أسقطت طائرة من دون طيار سترة نجاة في الماء، فاستخدمها الفتى حتى وصل إليه اثنان من رجال الإنقاذ على دراجة مائية وأخذوه إلى الشاطئ. وزوده طاقم سيارة إسعاف بالأكسجين ونقله إلى المستشفى، ثم غادرها بعد 24 ساعة.
قال ميغيل أنجيل بيدريرو، طيار طائرة مُسيَّرة لدى شركة General Drones، التي تدير خدمة المنقذين: "بسبب الأمواج العاتية، كانت مناورة معقدة، لكننا تمكنا أخيراً من إعطائه السترة ليتمكن من الطفو حتى يصل إليه رجال الإنقاذ. هذه الثواني الإضافية حيوية في بعض الحالات، وتسمح أيضاً لفرق الإنقاذ بالاقتراب من الشخص بهدوء وحذر أكبر".
بدأت شركة General Drones، ومقرها بلنسية، في دعم طاقم المنقذين الإسبان في عام 2017 في ساغونتو. والآن، لديها أكثر من 30 طياراً، وتعمل طائراتها المُسيَّرة مع رجال الإنقاذ في 22 شاطئاً عبر إسبانيا؛ ما يوفر دعماً سريعاً للرد في اللحظات الحرجة للغرق المحتمل قبل أن يتمكن رجال الإنقاذ من الوصول فعلياً إلى مكان الحادث.
في العام الماضي، ساعدت طائرة من دون طيار في إنقاذ 4 أشخاص في ساغونتو من الغرق، بعدما سُحِب زوجان من الشاطئ بواسطة التيارات القوية، وسبح اثنان من رجال الشرطة خارج الخدمة لمحاولة المساعدة، لكنهما علقا أيضاً في التيار المعاكس.
وتمكنت الشركة المُشَغِّلَة للطائرات المُسيَّرة، General Drones، من تحديد موقعهم في غضون 15 ثانية وإرسال الصور إلى رجال الإنقاذ. واستخدموا مكبر الصوت في طائرة من دون طيار ليخبروا الناس أن يظلوا هادئين بينما ينتظرون وصول المساعدة. ثم سحبهم رجال الإنقاذ من الماء، واحداً تلو الآخر، باستخدام دراجة مائية (جت سكي).
اعتُمِدَت هذه التقنية أيضاً في أستراليا؛ حيث استخدم رجال الإنقاذ طائرات من دون طيار لإسقاط مركبة قابلة للنفخ أو معدات طبية مثل أجهزة تنظيم ضربات القلب المصغرة. وتتمتع الطائرات من دون طيار بفائدة إضافية تتمثل في أنَّ كاميراتها ترصد أسماك القرش في المنطقة، ويمكنها تنبيه راكبي الأمواج.
وفقاً للاتحاد الملكي الإسباني لإنقاذ الأرواح والإنقاذ، لقي 140 شخصاً حتفهم بسبب حوادث غرق في إسبانيا في الأشهر الستة الأولى من هذا العام، بزيادة 55% عن الفترة نفسها من العام الماضي. ويقول الاتحاد إنَّ 55 من هذه الحالات كانت على الشاطئ.