كشف خبراء بريطانيون أنهم تعرفوا على السبب الخفي وراء انتشار التهاب الكبد الحاد بين الأطفال حول العالم خلال الفترة الماضية، وفق ما ذكره موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، الإثنين 25 يوليو/تموز 2022.
حيث تشير الأبحاث إلى أن السبب يكمن في عودة فيروسين معروفين للظهور، بعد انتشار وباء فيروس كورونا، ما تسبّب في ظهور التهاب نادر، ولكن خطير، في الكبد، لدى الأطفال.
كانت منظمة الصحة العالمية، قد أعلنت خلال شهر مايو/أيار الماضي أنها تُواصل تَلَقي عشرات البلاغات عن إصابات أطفال بالتهاب الكبد الحاد لم يُحدد سببها بعد، مقدّرة عددها بنحو 230 في مختلف أنحاء العالم.
بينما سجلت الإحصائيات إصابة ألف طفل بالالتهاب، الكثير منهم دون سن الخامسة، بالمرض، في 35 دولة. وقد تطلبت بعض الحالات، اللجوء إلى زرع الكبد، لإنقاذ حياة الطفل المصاب.
يقول الباحثون من لندن وغلاسكو إن الأطفال تعرضوا للفيروس في وقت متأخر بسبب قيود وباء كوفيد، وضاعت عليهم بعض المناعة ضد الفيروسات الغدانية التي تسبب عادة الزكام وآلاماً في البطن.
كما ضعفت المناعة ضد الفيروسات المرتبطة بالتغدية التي لا تسبب أي مرض عادة، ولكنها تتطلب وجود فيروس "مساعد" مثل الفيروس الغداني، وذلك ما يفسر ظهور التهابات مقلقة في الكبد عند البعض.
أسباب أخرى لمرض التهاب الكبد
فقد حذر خبراء الصحة في بريطانيا في وقت سابق من أن المعيشة مع "كلب أليف"، أو تناول عقار "الباراسيتامول"، قد يؤدي إلى حالات غامضة من التهاب الكبد لدى الأطفال.
من ضمن 92 حالة في جميع أنحاء بريطانيا، كانت 64 حالة في الأطفال الذين كانوا من عائلات تملك كلاباً أو تعرضوا للكلاب، وفقاً لبيانات من وكالة الأمن الصحي في بريطانيا.
يستكشف خبراء الصحة الآن هذا الرابط، ما يعني أن انتشار التهاب الكبد بين الأطفال قد يكون بسبب المستويات العالية من ملكية الكلاب في البلاد.
كما وجد أن ثلاثة أرباع المصابين، ذكروا استخدام عقار "الباراسيتامول"، بينما لم يتم الإبلاغ عن استخدام "الأسبرين". وقال الخبراء إن انتشار استخدام الباراسيتامول يعتبر متسقاً مع الإرشادات الخاصة بإدارة المرض الحاد عند الأطفال.
يصيب التهاب الكبد هذا بشكل رئيسي الأطفال دون العاشرة، ومن أعراضه اليرقان والإسهال والتقيؤ وآلام البطن. واستلزم عدد من الحالات إجراء زراعة للكبد. وتوفي على الأقل واحد من الأطفال الذين أصيبوا به.