أشارت دراسة إلى أن المواظبين على قيلولة الظهيرة عرضة لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكتات الدماغية، وراجع الباحثون بيانات 358 ألف شخص في المملكة المتحدة سُئلوا عن عدد مرات نومهم في أثناء النهار.
تبيَّن أن من يقيلون معظم الأيام يرتفع احتمال إصابتهم بارتفاع ضغط الدم بنسبة 12%، وأنهم أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية خلال فترة المتابعة التي استمرت 11 عاماً، من الأشخاص الذين لم يقيلوا مطلقاً، وذلك وفق تقرير نشرته صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 25 يوليو/تموز 2022.
أضرار تلحق بالأشخاص المداومين على القيلولة
أما من قالوا إنهم يقيلون من حين لآخر، فكانوا أكثر عرضة بنسبة 7% للإصابة بارتفاع ضغط الدم، وبنسبة 12% للإصابة بسكتة دماغية ممن لا يفعلون.
قال واحد من كل 20 بالغاً إنه يقيل معظم الأيام، وقال ستة من كل عشرة إنهم نادراً ما يقيلون أو لم يقيلوا يوماً.
أما الأشخاص الذين يقيلون باستمرار فغالباً ما يكونون رجالاً ومدخنين وشاربي خمور ويعانون الأرق ويصدرون غطيطاً في أثناء نومهم. وعادة أيضاً ما يعانون زيادة في الوزن، ومستوى تعليمهم ودخلهم أقل من الذين لا يقيلون.
كذلك فإن معظم المشاركين، الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عاماً، لم يغيّروا نظامهم في أخذ القيلولة خلال فترة الدراسة.
أما من يقيلون من البالغين الأصغر سناً فكانوا أكثر عرضة للمخاطر الصحية من كبار السن. فكان الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 60 عاماً ويقيلون معظم الأيام، معرضين لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 20%، بينما بلغت النسبة لمن هم أكبر من 60 عاماً 10%.
مؤشر على ضعف الصحة
على أن هذه الدراسة قائمة على الملاحظة ولم تستطع إثبات السبب والنتيجة، وقال الخبراء إن القيلولة قد لا تكون مضرة بحد ذاتها، ولكنها مؤشر على ضعف الصحة.
قال الدكتور مايكل غراندنر، من جمعية القلب الأمريكية، التي نشرت الدراسة في مجلتها Hypertension: "هذه الدراسة تؤكد نتائج أخرى تُظهر بُشكل عامٍ أن زيادة عدد مرات القيلولة تزيد خطر الإصابة بمشكلات في القلب ومشكلات أخرى".
كما أضاف: "وهذا ربما يكون راجعاً إلى أن عديداً من الأشخاص الذين يقيلون ربما يفعلون ذلك بسبب قلة النوم ليلاً. وقلة النوم ليلاً مرتبطة بضعف الحالة الصحية، والقيلولة ليست كافية لتعويضه".
في السياق ذاته خلصت الدراسة، التي أشرف عليها باحثون بمستشفى Xiangya Hospital Central South University في الصين، إلى أن "الآلية البيولوجية لتأثير القيلولة في أثناء النهار على تنظيم ضغط الدم أو السكتة الدماغية لم تُكتشف بعد. والآليات الأساسية غير مفهومة جيداً ولكنها قد تشمل زيادة الالتهاب أو التأثير طويل المدى لارتفاع ضغط الدم بعد قيلولة النهار".