مجموعة ميرلين تتواجد في متحف غامض وغريب في قلب لندن، يحوي بقايا هياكل عظمية لكائنات غريبة وأسطورية لم ترد في كتب الأحياء والتصنيفات البيولوجية، ترى فيه بقايا محنطة لكائن مجنَّح يشبه الجنيات في الأساطير الغربية، وواجهة أخرى بها جمجمة تمتد أنيابها بشكل مخيف، ويقال إنها تنتمي لمصاص دماء، بجانب هيكل عظمي لطفل يبرز من جمجمته قرنان تحت اسم "هيكل عظمي لشيطان".
كل هذه المحتويات الغريبة والغامضة، والتي أثارت تساؤلات كبيرة تعود قصة اكتشافها إلى عام 2006، عندما هُدم أحد المنازل القديمة الذي قبع في قبوه صناديق خشبية مغلقة، مليئة بهذه البقايا والعينات، وبالتزامن مع هذا الاكتشاف الغريب انتشرت قصة الرجل الغامض وراءها: "توماس ثيودور ميرلين". فما هي قصة صناديق أو مجموعة ميرلين المرعبة، وما حقيقتها؟ هذا ما سنعرفه في تقريرنا.
ظهور مجموعة ميرلين المخيفة
تبدأ القصة وراء انتشار مجموعة توماس ميرلين، بحسب أغلب الروايات عام 2006 كما ذُكر آنفاً، عندما كان أحد المنازل القديمة في لندن على وشك الهدم، هذا المنزل كان ملكاً لإحدى المؤسسات الخيرية القائمة على دار أيتام كبيرة، فأرادت المؤسسة هدمه لبناء مبنى جديد.
ولكن عمال الهدم فوجئوا بوجود مجموعة كبيرة من الصناديق التي احتوت على هذه البقايا المرعبة، ومن ثم انتشرت الأخبار آنذاك في بعض الصحف محدودة الانتشار في بريطانيا مثل مترو Metro وموقع الأخبار Ufunk، ثم جذبت اهتمام متابعي الظواهر الخارقة وما وراء الطبيعة، ثم ظهرت القصة التي جعلت الأمر أكثر غموضاً؛ ألا وهي قصة الشخص الذي كان يمتلك المنزل.
ظهر اسم توماس ثيودور ميرلين فجأة مقترناً بهذه المجموعة، والذي لم يتسنَّ للكثيرين التأكد من أصول شخصيته آنذاك، ولكن قيل إنه رجل غامض وُلد عام 1782، وكان دارساً لفرع من أشباه العلوم يُدعى الكريبتد Cryptid، وهو المصطلح الذي يشير إلى الكائنات المنقرضة، والتي تنتمي إلى الميثولوجيا الخيالية أكثر منها لمملكة الحيوان، والتي لم يعثر على إثبات وجودها.
الرجل الغامض قيل إنه قضى عمره بأكمله في البحث عن الكريبتيدات، وأنه أبقى اكتشافاته عن المجتمع سراً، وفي أقوال أخرى للأسطورة قيل إنه سافر إلى الولايات المتحدة لعرض هذه المجموعة، ولكنها لم تلقَ أي اهتمام، فعاد بها إلى بريطانيا حيث حفظها في قبوه.
الرجل الذي اختفى وظهر.. ثم اختفى
الأكثر غرابة هو أن تاريخ هذا الرجل غامض ومليء بالتناقضات غير العقلانية، فبينما ورد في سيرته أنه وُلد في 1782 ثم قضى طفولة شغوفة بالكائنات الخارقة والأسطورية وعاش مع والده الذي كان ضابطاً كبيراً في الجيش الملكي البريطاني،
وورد في سيرته أن رحلته إلى أمريكا لعرض تلك الكائنات كانت عام 1899؛ أي أنه سافر إلى أميركا وعمره 107 أعوام تقريباً!
من بين الغرائب أيضاً في سيرة توماس ميرلين أنه عاد للظهور بعد اختفائه مدة ما يقرب من 40 عاماً بصحة جيدة، وقيل إن جيرانه القدامى في لندن شاهدوه في منزله في أربعينيات القرن العشرين وهو بصحة جيدة، وكان يبدو كأنه في ريعان شبابه، ثم عكف في بيته مدة 20 عاماً حتى اختفى نهائياً في الستينيات.
المجموعة الغريبة التي أثارت الدهشة
بعد أن أثارت مجموعة توماس ميرلين الفضول والدهشة والتساؤلات، انتقلت إلى أحد المتاحف الخاصة، والذي دُعي إلى زيارته العديد من المتشككين، وكان من بينهم المصور Alex CF التي اختصه المتحف- على حسب قوله- بمجموعة كبيرة من الصور الحصرية للكائنات التي وردت في المجموعة الغريبة، وكان من أبرزها وأكثرها إثارة للخوف:
وغيرها من الخوارق والكائنات التي ملأت جنبات المتحف الصغير، والتي تنوعت في أطوالها ما بين الـ20 و90 سم، بجوار بعض الأسلحة الأسطورية التي قيل إنها أسلحة لقتل مصاصي الدماء والمستذئبين، تشبه كثيراً تلك التي تظهر في أفلام الرعب والخيال العلمي من الحقبة الفيكتورية.
أين الحقيقة في مجموعة ميرلين المُخيفة
جاء في بعض المدونات محدودة الانتشار والتي تروج الأساطير والقصص الخيالية أن مجموعة ميرلين هي لمحة من عالم غامض لا يتسنى للبشر جميعهم الاطلاع عليه، وأن كل ما جاء في هذه المجموعة من بقايا وحفريات حقيقية، ولكن الأمر ليس حقيقياً.
بحسب أكثر من مصدر كان أبرزهم موقع Snopes المتخصص في كشف الحقائق عن الأمور الشائعة، أورد في تقريره أن الشخص الذي وراء مجموعة الصور، والمتحف هو Alex Cf الفنان والمصور البريطاني، الذي قام بتأليف القصة بأكملها بما فيها القصة الأصلية للسير توماس ثيودور ميرلين- الذي لا توجد أي إشارة إليه في موسوعات التعريفات الشخصية أو دوائر المعارف العلمية- وحكايته الغريبة التي أسهمت في الترويج للقصة.
هذا بجوار رأي الكثير من الخبراء بالفحص البصري التقليدي؛ أن أغلب هذه البقايا المرعبة لا تتعدى كونها أعمالاً فنية منحوتة ومصنوعة ببراعة، وتتشابه مع تلك التي تصنعها استوديوهات هوليوود للأفلام والأعمال الفنية الخيالية، كما أن أحد أبرز الأسباب التي شككت في حقيقة المجموعة كان عدم إتاحة المتحف للدارسين الأكاديميين لفحص عينات من هذه البقايا بحجة عدم تعريضها للتلف، وهو ما يُسهم في تأكيد أنها غير حقيقية. واليوم المتحف الذي يحتوى على هذه العينات مفتوح للزيارة في لندن، وله موقع يعرض بعض هذه العينات للبيع؛ وهو أمر بالطبع لا يثبت صحة كونها دليلاً حياً على وجود كائنات خارقة، وإلا لو كانت كذلك لما بقيت موازين علوم الحيوان وتاريخ الميثولوجيا على حالها.