الفصال العظمي، المعروف أيضًا باسم مرض المفاصل التنكسية (DJD)، هو أكثر أنواع التهاب المفاصل شيوعاً.
وعادة ما تزداد احتمالية الإصابة بالفصال العظمي مع تقدم العمر؛ إذ تحدُث التغيرات في هشاشة العظام ببطء على مدى سنوات طويلة من عمر الإنسان، وذلك على الرغم من وجود استثناءات عرضية.
ويؤدي التهاب المفصل وإصاباته المتكررة إلى تغيرات في العظام وتدهور الأوتار والأربطة وانهيار الغضروف؛ ما يؤدي في نهاية المطاف إلى ألم وتورم وتشوه في المفصل.
هناك نوعان رئيسيان من الفصال العظمي
- فصال العظم الأساسي: وهو النوع الأكثر شيوعاً، ويؤثر بشكل أساسي على الأصابع والإبهام والعمود الفقري والوركين والركبتين وأصابع القدم الكبيرة.
- الفصال العظمي الثانوي: يحدث مع شذوذ مفصلي وتشوه أو إصابة موجودة مسبقاً، بما في ذلك الحوادث أو الصدمات والكسور، مثل الإصابات المتكررة في ذات الموقع أو المرتبطة بالرياضة. علاوة على التهاب المفاصل، مثل الروماتيزم، والصدفية، أو النقرس، والتهابات المفاصل الوراثية.
أعراض الفصال العظمي
تتمثل الأعراض الرئيسية للفصال العظمي وهشاشة العظام في آلام المفاصل وتيبسها، ومشكلات في تحريك المفصل.
وعادة ما يعاني بعض الأشخاص أيضاً من أعراض إضافية مثل:
- التورُّم.
- الألم المتكرر.
- صوت الصرير أو الطقطقة عند تحريك المفاصل المصابة.
ويمكن أن تختلف شدة أعراض هشاشة العظام بشكل كبير من شخص لآخر، وبين المفاصل المصابة المختلفة.
لكن بالنسبة لبعض الأشخاص، بحسب موقع هيئة الصحة الوطنية في بريطانيا NHS، يمكن أن تكون الأعراض خفيفة وقد تأتي وتختفي.
في حين يمكن أن يعاني الأشخاص الآخرون من مشاكل مستمرة وشديدة تجعل من الصعب القيام بالأنشطة اليومية.
يمكن أن يتأثر أي مفصل تقريباً بحالات الفصال العظمي، ولكن الحالة غالباً ما تسبب مشاكل في الركبتين والوركين والمفاصل الصغيرة في اليدين.
في تلك الحالة يجب أن تتم مراجعة الطبيب المتخصص، حتى يتمكن من تأكيد التشخيص ووصف أي علاج ضروري للحالة قبل أن تتفاقم.
أسباب الإصابة بالمرض
يحدث الفصال العظمي عندما يتدهور الغضروف تدريجياً، وهو بدوره الأمر الذي يبطئ حركة أطراف العظام في المفاصل. والغضروف هو نسيج صلب زلق يسمح بحركة مفصلية غير احتكاكية تقريباً في تلك المناطق.
وفي النهاية، إذا تآكل الغضروف تماماً، فسوف تحتك العظام بالعظام وتتسبب في الألم والتورُّم وصعوبة الحركة.
وغالبًا ما يُشار إلى الفصال العظمي على أنه مرض البلى، أو اهتراء الجسم المرتبط بالتقدم في السن وسوء العناية.
ولكن إلى جانب انهيار الغضروف، فإن هشاشة العظام تؤثر على المفصل بأكمله عند الإصابة بالفصال العظمي. الأمر الذي يسبب تغيرات في العظام وتدهور الأنسجة الضامة التي تربط المفصل ببعضه وتربط العضلات بالعظام. كما أنه يسبب التهاب بطانة المفصل.
متى تكون عرضة للإصابة بالمرض؟
تتضمن العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام ما يلي، وفقاً لموقع Mayo Clinic للصحة والمعلومات الطبية:
- التقدم في السن: يزداد خطر الإصابة بالفصال العظمي مع تقدم العمر.
- الجنس: النساء أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام عن الرجال، وذلك على الرغم من عدم وضوح السبب، مع ترجيح أن تلعب الهرمونات وانقطاع سن الطمث عاملاً في خسارة قوة العظام.
- البدانة وزيادة الوزن: يساهم الوزن الزائد في الإصابة بالفصال العظمي بعدة طرق، وكلما زاد وزنك، زاد خطر إصابتك.
إذ تضيف زيادة الوزن ضغطاً على المفاصل الحاملة للجسم، مثل الوركين والركبتين. كما تنتج الأنسجة الدهنية أيضاً بروتينات يمكن أن تسبب التهاباً ضاراً في مفاصلك وحولها.
- إصابات المفاصل: يمكن أن تزيد الإصابات، مثل تلك التي تحدث عند ممارسة الرياضة أو من حادث معين، من خطر الإصابة بهشاشة العظام. حتى الإصابات التي حدثت منذ سنوات عديدة ويبدو أنها تلتئم يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام والفصال العظمي.
- الضغط المتكرر على المفصل: إذا كانت وظيفتك أو الرياضة التي تمارسها تسبب ضغطاً متكرراً على المفصل، فقد يصاب هذا المفصل في النهاية بالفصال العظمي لفرط استهلاكه.
- أسباب وراثية: يرث بعض الأشخاص الميل للإصابة بالفصال العظمي من آبائهم وأفراد العائلة الممتدة.
- تشوهات العظام: يولد بعض الناس بمفاصل مشوهة أو غضروف معيب وضعيف، ما يؤدي للإصابة بالحالة دون مقدمات.
- أمراض معينة: يشمل ذلك مرض السكري والحالة التي يكون فيها جسمك يحتوي على الكثير من الحديد (داء ترسب الأصبغة الدموية).
وبشكل عام، يعاني ما يقرب من 80% من كبار السن، الذين تتراوح أعمارهم بين 55 عاماً فما فوق، من قابلية الإصابة بالتهاب المفاصل العظمي، بحسب موقع Cleveland Clinic للصحة والطب.
كما تشير التقديرات إلى أن 240 مليون بالغ في جميع أنحاء العالم يعانون من هشاشة العظام المصحوبة بأعراض الفصال العظمي.
متى ينبغي استشارة الطبيب؟
هشاشة العظام ومرض الفصال العظمي هو مرض تنكسي يزداد سوءاً بمرور الوقت، وغالباً ما يؤدي إلى ألم مزمن. كذلك يمكن أن يصبح ألم المفاصل وتيبسها شديدين بما يكفي لجعل المهام اليومية صعبة.
هذه التداعيات الصحية الخطيرة قد ينتج عنها إصابة الشخص بالاكتئاب واضطرابات النوم؛ نتيجة الألم والعجز الناتج عن أداء المهام اليومية المعتادة.
ويلفت موقع WebMD للطب إلى أنه عند المعاناة من الأعراض السالف ذكرها، قم بزيارة الطبيب المتخصص لإجراء الفحوصات اللازمة للتشخيص وتلقي العلاج المناسب لتخفيف الأعراض والعمل على السيطرة على الحالة.
وتعتبر الأشعة السينية للمفاصل المصابة هي الطريقة الرئيسية للتعرف على الإصابة بالفصال العظمي وهشاشة العظام.
يمكن أن يكون اختبار الأشعة السينية البسيط مفيداً جداً لاستبعاد الأسباب الأخرى للألم في مفصل معين، وكذلك المساعدة في اتخاذ القرار فيما يتعلق بالوقت الذي ينبغي فيه التفكير في التدخل الجراحي.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.