قالت صحيفة The Times البريطانية، الخميس 30 يونيو/حزيران 2022، إن المحاكم في الصين باتت تقبل استخدام الرموز التعبيرية (الإيموجي) كدليل قانوني يشير إلى الذنب أو المسؤولية، على الرغم من أن معناها قد لا يكون دائماً واضحاً بشكل مباشر.
في أحد الأمثلة على نزاع إيجار، لم يوافق المستأجر التجاري صراحةً على زيادة الإيجار ولم يشر كذلك إلى خطط لإخلاء المصنع، لكنه أرسل إلى المالك رمزاً تعبيرياً للشمس المبتسمة.
ورفع المالك القضية إلى محكمة في مقاطعة غوانغدونغ بجنوب الصين، وجادل بأن الرموز التعبيرية دليل على أن المستأجر وافق على زيادة الإيجار، وبالفعل حكمت المحكمة لصالحه.
رموز "القنابل" تعني التهديد
في قضية أخرى، نجح المدعي في رفع دعوى مدنية بعد أن تلقى عدة رموز تعبيرية من "القنابل" من أحد معارفه، وأخبر المحكمة بأنه شعر بتهديد شخصي من جانبهم.
وأسفرت القضية عن تسوية خارج المحكمة، وفقاً للمحكمة العليا لمقاطعة جيانغسو الشرقية، التي أجرت مسحاً لاستخدام الرموز التعبيرية في التقاضي.
وقد وُجِدَت أكثر من 150 حالة منذ عام 2018، حيث استُخدِمَت الرموز التعبيرية كدليل قانوني في جميع أنحاء الصين.
وقالت المحكمة: "نود أن نذكرك بأنه عند كتابة تعليقات عبر الإنترنت، استخدم الرموز التعبيرية ذات النوايا الحسنة. إذا استخدمت الرموز التعبيرية لإهانة الآخرين أو الافتراء عليهم أو تهديدهم، فستتحمل المسؤولية القانونية الواجبة".
لا يوجد معيار شامل لتفسير الرموز
واعترفت محكمة جيانغسو أيضاً بالطعن في فك تشفير معنى الرموز التعبيرية، لأنه يمكن قراءتها بشكل شخصي، ولاحظت عدم وجود معيار شامل لتفسيرها.
وأضافت المحكمة الإقليمية أن المحاكم تواجه تحدياً يتمثل في أن المجرمين يستخدمون الرموز التعبيرية لإخفاء أنشطتهم غير القانونية.
وقالت المحكمة إن تجار المخدرات استخدموا رموزاً تعبيرية من "الحلوى" و"كأس النبيذ" كعناصر للإيحاء بأمور أخرى، واستخدمت عاملة في الجنس الوجوه المبتسمة للإبلاغ عن عدد زبائنها، حيث الدعارة غير قانونية في الصين.
وأدى غموض الصور إلى تناقض الأحكام، فمثلاً قضت محكمة في مدينة غوانغزو الجنوبية بأن الرمز التعبيري الذي يقول "حسناً" -وهو يد تتلامس فيها إصبعا السبابة والإبهام- لا يرقى إلى مستوى الالتزام القانوني.
ومع ذلك، قبلت محكمة في مدينة شيامن جنوب شرقي البلاد علامة "موافق" نفسها كدليل على القبول في نزاع على قرض.
الابتعاد عن استخدام الرموز
في قضية أخرى تتعلق بالديون غير المسددة، رفضت المحكمة الابتدائية الالتماس المقدم من البائع عندما قضت بأن الرمز التعبيري "لا تتحدث" الذي أرسله المشتري لا يحمل مسؤولية الدفع.
لكن محكمة الاستئناف ألغت الحكم، قائلة: "يجب اعتبار الرموز التعبيرية ذات إشارة (Shhh) كشكل من أشكال الإذعان".
ونصحت محكمة جيانغسو الناس باستخدام الكلمات للتعبير بوضوح عن نواياهم في المحادثات الرقمية؛ لتجنب "سوء التفاهم والخلافات غير الضرورية".
يذكر أن الرموز التعبيرية بدأت في غرف الدردشة على الإنترنت والرسائل النصية كتعبيراتٍ بسيطة باستخدام علامات الترقيم تشبه الوجوه المبتسمة، وتطورت إلى مجموعاتٍ كبيرة من الصور التوضيحية المختلفة لعصر وسائل التواصل الاجتماعي.