نوافير ميلانو التاريخية دون ماء! قرار استثنائي للسلطات الإيطالية لمواجهة واحدة من أسوأ موجات الجفاف

عربي بوست
تم النشر: 2022/06/27 الساعة 10:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/06/27 الساعة 10:10 بتوقيت غرينتش
نافورة قلعة سفورزيسكو في ميلانو/ getty images

أغلقت سلطات مدينة ميلانو الإيطالية، النوافير العامة، ومنعت استخدام مرشّات الحدائق؛ بسبب الجفاف في إيطاليا، وأُعلنت حالة الطوارئ في إقليم لومبارديا، وفرضت تدابير مماثلة في إقليمي إميليا رومانيا وبيدمونت المجاورين. 

صحيفة The Times البريطانية قالت، الإثنين 27 يونيو/حزيران 2022، إن عمدة ميلانو أصدر تعليمات بإغلاق النوافير العامة، في الوقت الذي تصارع فيه السلطات واحدة من أسوأ حالات الجفاف في إيطاليا منذ عقود.

كما أصدر جوزيبى سالا تعليماته أيضاً بالامتناع عن استخدام مرشات الحدائق إلا للحفاظ على الأشجار حديثة النمو. ووسط حرارة الطقس وشح الأمطار، سجل نهر بو، أطول أنهار إيطاليا، الذي يعد مصدراً حيوياً لمياه الري، أدنى مستوياته منذ 70 عاماً. 

فيما أصدر سالا (64 عاماً) تعليمات للمتاجر في عاصمة التجارة والموضة الشمالية، بالامتناع عن ضبط مكيفات الهواء على درجة حرارة أقل من 26، وبإغلاق الأبواب لتقليل الضغط على شبكة الكهرباء، بعد الانقطاعات المتكررة في الكهرباء جرّاء الحرارة وزيادة الطلب على الكهرباء.

بينما دعت مئات المدن شمالي إيطاليا إلى الاستخدام المسؤول للمياه لتجنب الاضطرار إلى تقييد استهلاكها. وفي إقليم بيدمونت الجبلي، بدأ نقل المياه في صهاريج.

يقول باولو ساسون، وهو عالم جيولوجي محلي: "في بيدمونت، بلغت نسبة النقص في هطول الأمطار خلال الأشهر الستة الماضية 55%، مقارنة بالمتوسط في الماضي".

كما قال إن درجة الحرارة الشهر الماضي كانت ثاني أعلى درجة منذ عام 1965، بـ2.5 درجة فوق المتوسط. وقال إن الإقليم لم يشهد سوى يوم واحد فقط من تساقط الثلوج الغزيرة نسبياً خلال فصل الشتاء، في 8 ديسمبر/كانون الأول.

خطر الجفاف في إيطاليا على الزراعة

الأسبوع الماضي، حذرت مجموعة ضغط زراعية من أن مناطق شمال إيطاليا تواجه خطر فقدان حتى نصف إنتاجها الزراعي نتيجة الجفاف، في خضم درجات حرارة شديدة الارتفاع تجتاح أوروبا.

يشهد "بو"، أطول نهر في إيطاليا، أسوأ موجة جفاف يمر بها منذ 70 عاماً، تاركة أجزاءً كبيرةً من الممر المائي الشمالي جافة تماماً؛ ما يهدد بعدم القدرة على ري المحاصيل.

كذلك سجلت مياه الأنهر والبحيرات في وسط إيطاليا مستويات أقل من المستوى المعتاد بالنسبة إلى هذا الوقت من العام، وقد سلطت الأزمة الضوء على "العواقب المترتبة على تغير المناخ في شبه الجزيرة"، وفق رابطة "أنبي" ANBI، المسؤولة عن إدارة شبكات مياه الري في البلاد.

كما دعت "سي آي إي"، وهي مجموعة ضغط زراعية إيطالية، إلى تأمين ري طارئ بغية إنقاذ محاصيل عدة من بينها الطماطم والبطيخ، وإنشاء بنية تحتية جديدة، بما في ذلك أحواض لتخزين مياه الأمطار.

ذكرت المجموعة في تصريح لها أنه "من المتوقع أصلاً أن يتجاوز إجمالي الأضرار مليار يورو (ما يساوي 860 مليون جنيه إسترليني)"، مضيفة أن نقص المياه يلحق الضرر أيضاً بمستوى إنتاج الذرة وفول الصويا، الواقعة إمداداتهما فعلاً تحت التهديد بسبب الحرب في أوكرانيا.

قال حكام منطقتي بيدمونت ولومباردي الشمالية، حيث يعتمد جزء من الإنتاج الزراعي على نهر "بو"، إنهم سيطلبون من الحكومة إعلان حال طوارئ بسبب الجفاف في إيطاليا.

تحميل المزيد