قال علماء إنَّه جرى اصطياد أكبر سمكة مياه عذبة مُسجَّلة في العالم، يوم 13 يونيو/حزيران 2022، وهي سمكة "راي لسَّاع" عملاقة، من نهر ميكونغ في كمبوديا، حسب صحيفة The Guardian البريطانية.
وفقاً لبيان صدر، الإثنين 20 يونيو/حزيران، عن مشروع بحثي كمبودي أمريكي مشترك باسم "عجائب الميكونغ"، قال العلماء إن طول سمكة الراي اللسَّاع يبلغ 4 أمتار تقريباً من الأنف حتى الذيل، وتزن أقل بقليل من 300 كغم.
بينما كانت أكبر سمكة مياه عذبة مسجلة سابقاً هي سمكة سلور عملاقة تزن 293 كغم من نهر ميكونغ، اكتُشِفَت في تايلاند عام 2005، حسب البيان.
صياد محلي أخبر الفريق العلمي
واصطيدت سمكة الراي اللسَّاع على يد صياد محلي جنوب مدينة ستونغ ترينغ الواقعة شمال شرقي كمبوديا، ونبَّه الصياد فريقاً من العلماء من مشروع "عجائب الميكونغ".
يُشار إلى أن الفريق المذكور كان يُروِّج لعمله في حفظ البيئة والحياة البرية بالمناطق الواقعة على طول النهر.
ووصل العلماء في غضون ساعات من تلقّي مكالمة هاتفية بعد منتصف الليل تحمل هذه الأنباء، وذُهِلوا مما رأوه.
وقال قائد مشروع عجائب الميكونغ، زيب هوغان: "نعم، حين ترى سمكة بهذا الحجم الكبير، لاسيما في المياه العذبة، يصعب أن تدرك الأمر، لذا أعتقد أنَّ كل فريقنا صُعِق".
وأضاف: "إنَّ حقيقة أنَّ السمكة ما يزال بمقدورها أن تكون بهذا الحجم الكبير علامة تبعث على الأمل بالنسبة لنهر ميكونغ"، مشيراً إلى أنَّ الممر المائي يواجه العديد من التحديات البيئية.
يمر نهر ميكونغ عبر الصين وميانمار ولاوس وتايلاند وكمبوديا وفيتنام، ويُعَد موطناً للعديد من أصناف أسماك المياه العذبة العملاقة، لكنَّ الضغوط البيئية في ازدياد.
ويخشى العلماء من إمكانية أن يؤدي مخطط كبير لبناء سد في السنوات الأخيرة إلى حدوث اختلالات جدية بمناطق التكاثر.
سمك الراي اللسَّاع
ووُضِعَ جهاز تعقُّب قرب ذيل السمكة، لإرسال معلومات تتبُّع طوال السنة المقبلة، مما سيوفر بيانات غير مسبوقة عن سلوك سمك الراي اللسَّاع العملاق في كمبوديا.
بدوره قال هوغان: "سمك الراي اللسَّاع مجهول إلى حدٍّ كبير. وقد تغيَّر اسمه، حتى اسمه العلمي، مرات عدة خلال السنوات العشرين الأخيرة. وهو موجود في أنحاء جنوب شرقي آسيا، لكنَّنا لا نملك أي معلومات تقريباً عنه. فلا نعرف شيئاً عن تاريخ حياته. ولا نعلم شيئاً عن بيئته أو عن أنماط هجرته".
يقول الباحثون إنَّ هذه رابع سمكة راي لسَّاع عملاقة يُبلَّغ عنها في المنطقة نفسها خلال الشهرين الماضيين، وكلها إناث، بينما يعتقدون أنَّ هذه ربما تكون بؤرة تكاثر لهذا النوع.
يُطلِق السكان المحليون على سمكة الراي اللسَّاع اسم "بورامي"، أي "القمر الكامل"، بسبب شكلها المستدير ولأنَّ القمر كان في الأفق حين أُطلِق سراح السمكة في 14 يونيو/حزيران.
تعويض بقيمة 600 دولار
وإلى جانب تمتُّعه بشرف اصطياد السمكة التي كسرت الرقم القياسي، جرى أيضاً تعويض الصياد المحظوظ بسعر السوق، ما يعني أنَّه حصل على مبلغ يقارب 600 دولار.
من جانب آخر، قال هوغان: "الأسماك الضخمة في خطر عالمياً. إنَّها أصناف عالية القيمة. وتستغرق وقتاً طويلاً حتى تنضج. بالتالي، إذا جرى اصطيادها قبل نضوجها، فلن تحظى بفرصة للتكاثر".
وأضاف: "كثير من هذه الأسماك الضخمة مهاجرة، وبالتالي فإنَّها بحاجة إلى مناطق كبيرة للبقاء. وهي تتأثر بأمور مثل (تفتيت بيئة الموطن الطبيعي) الناتج عن السد وتأثرت بوضوح بالصيد الجائر".
كما لفت إلى أن "70% من أسماك المياه العذبة الضخمة عالمياً تواجه خطر الانقراض، وكذلك كل الأصناف الموجودة بنهر ميكونغ".