تشتهر جزيرة سريلانكا بأنها دولة مليئة بالشواطئ الجميلة بسهولها الشاسعة وقممها الجبلية الرائعة ومزارع الشاي والأماكن القديمة المدرجة في التراث العالمي، الأمر الذي يجعل من السياحة في سريلانكا خياراً جيداً لمن يرغب في التعرف على الثقافات الأخرى.
السياحة في سريلانكا ليست كل شيء، فالدولة بحدّ ذاتها لها تاريخ قديم، بينما لشعبها عادات مميزة جعلت البعض يطلق على دولتهم اسم "أرض الشعب المبتسم".
لنتعرف في هذا التقرير على الحقائق التي لم نكن نعرفها عن دولة سريلانكا.
السياحة في سريلانكا
بداية دعونا نعرف أين تقع سريلانكا، هي جزيرة صغيرة جنوب الهند في المحيط الهندي، وتبدو على الخرائط كأنها دمعة، لذلك سماها البعض "دمعة الهند".
فيما تبعد عن الهند نحو 31 كيلومتراً، كما أن لها حدوداً بَحرية مع جزر المالديف في جنوبها الغربي.
ولسريلانكا لغتان رسميتان: السنهالية، التي يتحدث بها ثلاثة أرباع السكان، والتاملية ويتحدث بها 26%.
في حين كانت سريلانكا أو سري لانكا ما بين عامي 1948 و1972 تسمى "سيلان"، أما اسمها الرسمي الحالي فهو جمهورية سريلانكا الديمقراطية الاشتراكية، أما عاصمة سريلانكا فهي كولومبو.
أما أفضل الأماكن السياحة في جزيرة سريلانكا فهي:
1- مدينة كاندي: تحتوي المدينة على أحد أشهر المعابد في البلاد وهو معبد "السن" الشهير الذي يحتوي على بقايا أسنان بوذا، ويعتبره السيرلانكيون مصدر قوة لهم.
2- مدينة بولوناروا: يعود تاريخ هذه المدينة إلى القرن الـ13، وهي ثاني أقدم عاصمة لسريلانكا، وقد تم إدراجها كموقع للتراث العالمي من قبل اليونسكو؛ لاحتوائها على 3 تماثيل كبيرة منحوتة في الجدران.
3- كهوف دامبولا: تقع كهوف دامبولا على قمة صخرة يبلغ ارتفاعها 160 متراً، تحتوي على ما لا يقل على 80 كهفاً، تحتوي الخمسة الرئيسية منها على تماثيل ولوحات لبوذا القديمة منذ نحو 2000 سنة.
4- ترينكومالي: تشتهر بجمال شواطئها التي تتميز بكثافة الرمال البيضاء، إضافة إلى وجود أماكن للغطس والاستمتاع بالشعب المرجانية الملونة، ومشاهدة أسماك القرش الصغيرة والسلاحف.
5- مدينة سيجيريا القديمة: تقع بقلب المنطقة الثقافية في سريلانكا، وهي مُصنفة كموقع للتراث العالمي لليونسكو، وتحتوي على صخرة ضخمة تدعى الأسد، من فوقها ترى قصر الملك كاسيبا الذي يرجع تاريخه إلى القرن الـ5، عندما لجأ هذا الملك إلى هذه الصخرة بعد أن قُتل والده وطُرد أخوه من المملكة.
سيريلانكا عبر التاريخ: كانت جزءاً من طريق الحرير!
سريلانكا دولة ذات إرث حضاري عريق، يمتد إلى 3 آلاف سنة، وكانت في ملتقى الطرق البحرية الرئيسية الرابطة بين غرب آسيا وجنوب شرقي آسيا، بفضل موقعها الاستراتيجي، كما أنها كانت جزءاً من طريق الحرير حتى الحرب العالمية الثانية.
ويقول موقع e-Visa البريطاني، إن سريلانكا كانت مأهولة بالسكان منذ عصور ما قبل التاريخ، وقد تم العثور على أقدم بقايا بشرية هناك تعود إلى ما يقرب من 125000 عام.
وفي عصور ما قبل التاريخ، كانت الجزيرة مأهولة من قبل شعب "الفيدا".
ومن المحتمل أن أسلاف السنهاليين، وهي أكبر مجموعة عرقية في سريلانكا، قد جاءوا إلى البلاد من شمال الهند نحو القرن الـ5 أو الـ6 قبل الميلاد.
أما خلال العصور الوسطى الأوروبية، فشق شعب "التاميل" طريقهم تدريجياً من جنوب الهند إلى شمال سريلانكا، حيث أسسوا مملكة في القرن الـ11.
أما أول الأوروبيين الذين وصلوا إلى سريلانكا فكانوا البرتغاليين وذلك في العام 1505 وبقوا فيها حتى العام 1658.
وفي العام 1796 غزا البريطانيون سريلانكا، وفي عام 1802 أصبحت سريلانكا مستعمرة بريطانية تعرف باسم سيلان.
في 1948، أصبحت سريلانكا دولة مستقلة تحت اسم دومينيون سيلان، وفي عام 1972 تم تغيير هذا الاسم إلى سريلانكا.
من عام 1983 حتى عام 2009، اندلعت حرب أهلية عنيفة في سريلانكا بين التاميل والسنغال، مما تسبب في مقتل عشرات الآلاف من المدنيين.
سريلانكا.. موطن الشاي والقرفة
لطالما ارتبط اسم سريلانكا لدى العرب بالشاي السيلاني، فقد تمّ إحضار أول مصنع شاي بالجزيرة من الصين في عام 1824، وتم عرضه في الحدائق النباتية الملكية خارج مدينة كاندي وتطور ليصبح نشاطاً تجارياً ضخماً.
لا تزال هذه الدولة الجزرية منتجة ومصدرة رائدة للشاي، حيث يعمل أكثر من مليون شخص من أصل 22 مليون شخص في صناعة الشاي.
لعشاق الشاي الذين يسافرون إلى سريلانكا، تأكد من زيارة متحف الشاي السيلاني الذي يقع على بعد 4 كم فقط جنوب كاندي.
إنه مكان مثالي للاستمتاع بفنجان لطيف والتعرف على تاريخ الشاي في سريلانكا.
وبصرف النظر عن كونها منتجاً كبيراً للشاي، تشتهر سريلانكا بالقرفة، وهي عنصر لا غنى عنه بسبب طعمها الرائع، وتعتبر مصدراً رئيسياً للقرفة في العالم.
يقال وفقاً لما ذكره موقع India Odyssey Tours، إن القرفة نشأت من سريلانكا ووصلت إلى مصر في العام 2000 قبل الميلاد.
فيها بلدة مبنية على الطراز البريطاني
بلدة نوارا إليا هي بلدة سريلانكية مبنية على الطراز البريطاني وتقع على تلة وسط البلاد، مشتهرة بمناخها المعتدل والبارد.
البلدة اعتادت أن تكون مقصداً صيفياً للسكان البريطانيين المقيمين في سريلانكا، والذين كانوا يأتون إليها ليشعروا بالبرد الذي يفتقدونه في بلادهم، ولذلك تمّ بناء القرية على الطراز البريطاني ليُشعروا زوارهم بأنهم في بلادهم.
جون جيمليت، وهو كاتب رحلات بريطاني، قال إنه يمكنك زيارة المنازل والفنادق ذات الطراز البريطاني الاستعماري لتشعر كما لو كنت بإنجلترا في القرن التاسع عشر.
جبل آدم المقدس!
في جنوب منطقة هيل كونتري توجد قمة مقدسة تسمى جبل آدم المقدس الذي بقي مقصداً للأشخاص من مختلف المعتقدات في البلاد لأكثر من 1000 عام.
أما لدى البوذيين وهم الأكثرية في سريلانكا، فتعرف هذه القمة لديهم باسم "Sri Pada"، والتي تعني البصمة المقدسة، ويعتقدون أن بوذا تركها عندما كان ذاهباً إلى الجنة.
أما بالنسبة للهندوس فهي بالنسبة لهم تحتوي على بصمة قدم إلههم اللورد شيفا.
علم سريلانكا هو الأقدم في العالم
يُعد علم سريلانكا، المعروف أيضاً باسم علم الأسد، من أقدم الأعلام في العالم، ويعود تاريخه إلى عام 162 قبل الميلاد.
يُعتقد أيضاً أنه العلم الوحيد في العالم الذي يتعرف على المعتقدات الدينية المختلفة، حيث تمثل أوراق البو البوذية، والبرتقالي يشير إلى الهندوسية، والأخضر للإسلام.
أول دولة تنصَّب رئيسة للوزراء!
في يوليو/تموز 1960، فازت سيريمافو باندارانايكا، زعيمة حزب الحرية السريلانكي، في الانتخابات العامة وأصبحت أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في العالم بشكل غير وراثي في التاريخ الحديث.
خدمت البلاد لثلاث فترات قبل أن تستقيل في أغسطس/آب 2000، بسبب تدهور الحالة الصحية.
وعن عمر يناهز 84 عاماً توفيت سيريمافو باندارانايكي بنوبة قلبية في العام نفسه بعد تصويتها بالانتخابات البرلمانية.
انهيار اقتصاد سريلانكا
يذكر أن سريلانكا كانت قد أعلنت مؤخراً انهيار اقتصاد البلاد بشكل كامل، وعدم قدرتها حتى على دفع مستحقات واردات البترول.
وتعاني سريلانكا منذ عدة أشهر، من نقص حاد في الغذاء والوقود والأدوية، وهي أسوأ أزمة اقتصادية منذ استقلال البلاد عام 1948، بعد أن أدت جائحة كورونا إلى انخفاض كبير في عائدات السياحة والتحويلات المالية من المغتربين.