منذ قرون طويلة وحتى اليوم، لا تزال الأحلام مصدر حيرة وفضول لا ينتهي بالنسبة للناس والعلماء والفلاسفة والشعراء على حد سواء.
فرغم أنها ليست جزءاً من الواقع الحقيقي الذي نعيشه، إلا أنها يمكن أن تثير المشاعر العميقة مثل الدهشة أو الفرح أو الارتباك، وفي بعض الأحيان يمكن أن تحفز الإلهام والإبداع حتى.
ورغم أن هناك الكثير من الأمور التي لا يزال يحاول الباحثون إيجاد أجوبة شافية لها فيما يتعلق بخصوص الأحلام، إلا أنهم استطاعوا تحديد إجابة تقريبية لأحد أكثر الأسئلة المحيرة، ما هي مدة الأحلام التي نراها أثناء النوم؟ وهل بعضها طويل حقاً كما يهيَّأ لنا بعد أن نستيقظ؟
أولاً في أي مراحل النوم تحدث الأحلام؟
يمر البشر بأربع مراحل مختلفة أثناء النوم: نوم حركة العين السريعة أو الريم (REM)، وثلاث مراحل نوم بحركة العين غير السريعة (NREM).
من المفاهيم الخاطئة الشائعة أن الأحلام تحدث فقط أثناء نوم حركة العين السريعة. ربط الباحثون في الأصل مرحلة النوم هذه بالحلم بسبب حركات العين المميزة التي تحدث خلال هذه المرحلة. ومع ذلك، فقد وجدت دراسات أمريكية عام 2016، أن المشاركين الذين استيقظوا من نوم حركة العين غير السريعة أبلغوا أنهم قد رأوا أحلاماً بنسبة تزيد عن 50%.
ومع ذلك، يبدو أن الأحلام الواضحة تحدث على الأرجح أثناء نوم حركة العين السريعة.
يتنقل الناس بشكل متكرر خلال مراحل النوم الأربع. وتستغرق الدورة الكاملة حوالي 90 دقيقة، لذلك في ليلة نموذجية، يمر معظم الناس بأربع إلى ست فترات من نوم حركة العين السريعة.
كما يقضي الناس عموماً وقتاً أطول في النوم العميق في بداية الليل ووقتاً أطول في حركة العين السريعة قرب النهاية.
كم من الوقت نحلم كل ليلة؟
تدوم فترات نوم حركة العين السريعة في وقت مبكر من الليل بشكل عام حوالي 10 دقائق وتزداد تدريجياً في طولها طوال الليل إلى حوالي ساعة واحدة كحد أقصى.
وفقاً لمؤسسة النوم الوطنية، يحلم الشخص العادي من أربع إلى ست مرات في الليلة. وقد يقضي ما يصل إلى ساعتين في فترة الأحلام على مدار فترة النوم ليلاً، وفقاً لتقارير المعاهد الوطنية للصحة.
ومع ذلك، من الصعب تحديد ما إذا كانت هذه الأوقات تتوافق مع الطول الفعلي للأحلام، خاصة أن الأحلام لا تحدث أثناء نوم حركة العين السريعة فقط.
كما أن أغلب الناس لا يتذكرون أحلامهم بعد الاستيقاظ. فجوة الذاكرة هذه تجعل من الصعب على الباحثين تقدير مدة كل حلم بدقة، أو استنتاج ما إذا كان الطول المدرك للحلم يتطابق مع المدة التي استمر الحلم بها بالفعل.
ولكن ماذا عن مدة الكوابيس؟
ليس هناك إجابة محددة حول المدة التي يستمر فيها الكابوس عادة. لكن الخبراء يشيرون إلى أن الكوابيس تميل إلى الحدوث في دورات لاحقة من نوم الريم، غالباً في الثلث الأخير من الليل.
كما أن احتمالية إبلاغ النساء عن تعرضهن للكوابيس هي أكبر مقارنة بالرجال. وهناك العديد من الأسباب المحتملة لهذا، بما في ذلك التوتر والقلق أو بعض الأدوية، وفقاً لموقع Healthline.
لماذا تبدو الأحلام وكأنها تدوم طويلاً أحياناً؟
يشير موقع Sleep Foundation، إلى أن هناك عدة نظريات لشرح لماذا تبدو الأحلام غالباً أطول مما هي عليه في الواقع.
تقول إحدى النظريات إن نشاط الدماغ قد يكون أبطأ في نوم حركة العين السريعة مقارنة بحياة اليقظة؛ لأن درجة حرارة الدماغ منخفضة. وهكذا، فإن مشهد الأحلام سوف يتقدم بوتيرة أبطأ بالنسبة للشخص.
الاحتمال الآخر أنه على الرغم من أن معظم العضلات تكون في حالة راحة أثناء نوم حركة العين السريعة، فإن الدماغ يعرف أن بعض الإجراءات تتطلب مجهوداً أكثر من غيرها.
ولكن نظراً لعدم وجود ردود فعل من العضلات، فإن الدماغ يحاكي الجهد البدني من خلال تخصيص المزيد من الوقت للأعمال التي يعتبرها متعبة.
ما الذي يحدد طول الحلم؟
تشير الأبحاث إلى أن أحلام حركة العين السريعة أطول من أحلام حركة العين غير السريعة. كما أنه من المرجح أن تكون عاطفية وشبيهة بالقصة.
وقد تكون الأحلام التي تحصل في مرحلة نوم حركة العين غير السريعة أقل تفصيلاً وتشبه الأفكار المفككة؛ لذلك فهي أقصر عادة، كما يشير موقع Very Well Mind.