حدث استثنائي بمؤتمر عالمي للموضة! شركة “شي إن” تتبرع بـ 15 مليون دولار لعمال النفايات ببلد إفريقي لهذا السبب

عربي بوست
تم النشر: 2022/06/09 الساعة 10:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/06/09 الساعة 10:54 بتوقيت غرينتش
مكب أغبوغبلوشي في أكرا/ GettyImages

لم يتوقع أحد أن تحظى شركة الأزياء الصينية العملاقة "شي إن" Shein بالإشادة في مؤتمر دولي حول استدامة الموضة وإعادة تدوير المنسوجات، ولكن هذا ما حدث في قمة الموضة العالمية هذا الأسبوع في كوبنهاغن، حسب ما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية، 8 يونيو/ حزيران 2022.

إذ شهد أكبر منتدى دولي لصناعة الأزياء إشادة كبيرة بالعلامة التجارية الصينية المتخصصة في تجارة التجزئة لأزياء الموضة السريعة، لتقديمها تبرعاً بقيمة 15 مليون دولار على مدار ثلاث سنوات لجمعيةٍ خيرية تعمل في سوق "كانتامانتو" في العاصمة الغانية أكرا، أكبر سوق للملابس المستعملة في العالم.

معاناة عمال نفايات المنسوجات

جاء الإعلان عن صندوق التبرعات في معرض الحديث عن معاناة عمال نفايات المنسوجات و"المشقة" التي يكابدونها في هذا المجال، وقد أشارت إليه ليز ريكيتس، مديرة مؤسسة Or غير الربحية التي تقع مقراتها في غانا والولايات المتحدة وتعمل مع عمال نفايات المنسوجات في أكرا.

وقالت ريكيتس عن العمال: "إنهم مهاجرون لدواعي الحاجة المادية من شمال غانا، وغالباً يكونون من النساء والأطفال، وبعضهم لا تتجاوز أعمارهم ست سنوات، ومع ذلك فهم يحملون على رؤوسهم بالات ملابس ضخمة تزن 55 كيلوغراماً، ويتقاضون رواتب لا تتجاوز دولاراً واحداً في الرحلة، ثم يعودون للنوم على أرضيات خرسانية. بعض هؤلاء النسوة يحملن أطفالهن على ظهورهن خلال العمل، وبعضهن يشتد عليهن ثقل البالات فيسقطن تحتها، ويقتلن أطفالهن".

كما أشارت ريكيتس إلى أن 15 مليون قطعة ملابس مستعملة تصل إلى غانا كل أسبوع، يتحول 40% منها إلى نفايات، "غانا لا يوجد فيها مدافن نفايات ولا محارق. بل تدخل قطع الملابس ونفاياتها البيئة، ويذهب بعضها إلى المحيطات، فهناك ملايين القطع في قاع المحيط، وكثيراً ما يدفعها التيار إلى الشواطئ".

ومع ذلك لم يقتنع الجميع بصدق بادرة الشركة الصينية. وذهب كثير من المشاركين في القمة إلى أن الحل الحقيقي لتخفيف معاناة العمال والحد من الإضرار بالبيئة هو تقليص وتيرة إنتاج الأزياء السريعة.

"كانت مجرد تحسين للسمعة"

من جانبه، قال أحد الحاضرين، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن بادرة الشركة الصينية "كانت مجرد تحسين للسمعة" بتضليل المستهلكين حول الممارسات البيئية للشركة، والزعم بأنها تتحلى بالمسؤولية الاجتماعية، فيما يُعرف بـظاهرة "الغسل الأخضر" Greenwashing.

وأضاف: "ما فعلته شركة (شي إن) أمرٌ يسير للغاية عليها، ومن السابق لأوانه مدحهم والزعم بأنهم قادة لهذا الاتجاه. لقد قُدرت قيمة الشركة بنحو 100 مليار دولار أمريكي، فلن يضرهم شيئاً إنفاق حفنة ملايين (لتحسين سمعتهم). في حين أن الأجدر بهم هو معالجة السبب الجذري للمشكلة".

فيما تقيم مؤسسة Or عيادة أسبوعية لعمال النفايات في غانا، لتقييم الضرر المادي الناجم عن حمل بالات الملابس الثقيلة هذه، إذ قالت ريكيتس: "نرى الضرر الذي يلحقه هذا العمل بأجسادهم، لكننا نظل عاجزين عن فعل أي شيء لمساعدتهم"، ومن ثم فإن "ما فعله صندوق (شي إن) ليس إعفاء من المسؤولية، بل هو جزء من تحمل الشركة للمسؤولية الممتدة عن منتجاتها".

تعهدت الشركة الصينية بتقديم 50 مليون دولار، وقالت إن الأموال مخصصة لمعالجة المشكلات البيئة والاجتماعية الناجمة عن تجارة الملابس العالمية.

وتقول مؤسسة Or إن الأموال ستستخدم في تمويل برنامج تدريبٍ مهني لنساء كانتامانتو، ومساعدة الشركات العاملة في المجتمع المحلي على إعادة تدوير نفايات المنسوجات وتحسين ظروف العمل في السوق.

وحثَّت ريكيتس شركات الملابس الأخرى إلى المشاركة بصدق في حل أزمة نفايات المنسوجات، وقالت: "لطالما طالبنا بأن تدفع الشركات الفاتورة المستحقة عليها للمجتمعات التي تتحمل عنها عبء التخلص من نفاياتها، وما حدث خطوة مهمة في سبيل محاسبة هذه الشركات وتحميلها مسؤولياتها".

تحميل المزيد