أقذر أنهارها مقدس وفيها طوائف “نجسة” يُمنع لمسها.. معلومات لم تسمع بها عن الهند

عربي بوست
تم النشر: 2022/06/08 الساعة 11:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/06/11 الساعة 12:15 بتوقيت غرينتش
معلومات لم تسمع بها عن الهند \شترستوك

تمتد شبه القارة الهندية من الجبال الشاهقة على الحدود مع أفغانستان إلى غابات بورما، وتعد موطناً لأقدم حضارات العالم.

وتعد الهند سابع أكبر دولة في العالم من حيث المساحة، وثاني أكبر دولة في العالم من حيث تعداد السكان بعد الصين.

وتتميز الهند بالتنوع الثقافي والحضاري والديني، فبالإضافة إلى اللغتين الرسميتين في البلاد؛ الإنجليزية والهندية، يوجد ما يقرب من 41 لغة. 

بالإضافة إلى وجود عدد كبير من الديانات، مثل الديانة الهندوسية والإسلام والمسيحية والبوذية، وغيرها من الديانات غير المشهورة.

هذا التنوع بجميع أشكاله جعل من الهند بلداً تجتمع فيه الكثير من العادات الغريبة والطقوس التي لم نسمع بها في مكان آخر، بالإضافة إلى وجود عواقب قاسية للتضخم السكاني الموجود فيها.

تعرفوا معنا على بعض أغرب الأشياء التي لا تعرفونها عن الهند في هذا التقرير.

الهند
تاج محل في الهند \ شترستوك

دلهي، العاصمة الأكثر تلوثاً في العالم، ومومباي من أكثر المدن قذارة

تحتل المدن الأكثر اكتظاظاً بالسكان في الهند المراكز العشرة الأولى في قائمة المدن الأكثر تلوثاً على هذا الكوكب، كما تندرج العديد من المدن الهندية الأخرى في قائمة أكثر 100 مدينة ملوثة.

استمرت دلهي في كونها العاصمة الأكثر تلوثاً في العالم للعام الرابع على التوالي، في عام 2021، وفقاً لتقرير جديد حلّل بيانات جودة الهواء فيها.

كما ذكر التقرير أن 63 مدينة من بين 100 مدينة صُنفت بأنها ذات جودة هواء سيئة كانت في الهند.

أما من ناحية القذارة وكمية النفايات والمخلفات، فتحتل مدينة مومباي في الهند المرتبة الرابعة في قائمة أقذر المدن عالمياً، بعد نيويورك ومكسيكو وطوكيو.

الهند
صورة من شوارع دلهي \ شترستوك

نهر الغانج، نهر القذارة والشفاء والعبادة معاً!

يتدفق نهر الغانج لمسافة تزيد عن 2600 كيلومتر عبر شمال الهند، وهو لدى الهندوس أكثر من مجرد نهر، إنه الأم، الإلهة جانجا نفسها، ومحور التفاني الديني لعشرات الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم.

كما أنه مصدر حيوي للمياه والحياة لأكثر من 40% من سكان الهند، الذين يزيد عددهم عن مليار نسمة.

ورغم أهميته الدينية والحيوية كمصدر للماء، فإن نهر الغانج يعتبر أحد أكثر الأنهار تلوثاً على وجه الأرض، والأشخاص الذين يقومون بتقديسه هم أنفسهم المسؤولون عن تلوثه.

كل يوم يتم تفريغ حوالي ثلاثة ملايين لتر من مياه الصرف الصحي في نهر الغانج، وأكثر من نصف هذه الكمية لا يخضع لأي نوع من المعالجة.

ولكن هناك أكثر من مجرد مياه الصرف الصحي التي تدخل هذا النهر. إذ يتم التخلص من النفايات من المدابغ والمصانع الكيماوية ومصانع النسيج والمسالخ وحتى المستشفيات، دون معالجة في هذا النهر.

بالإضافة إلى ذلك، تمتص الزراعة كميات هائلة من المياه وتستخدمها لري عشرات الآلاف من الحقول.

حتى تغير المناخ أثر على نهر الغانج، إذ أصبحت أمطار الرياح الموسمية أقل قابلية للتنبؤ، ومدتها أقصر، بالإضافة إلى تزايُد موجات الجفاف.

ونظراً لأن نهر الغانج مكان مقدس، يأتي الناس إليه بالملايين للاستحمام، وبالتالي تطهير أنفسهم من الخطيئة.

بالإضافة إلى ذلك، يقدم الناس قرابين من الطعام والزهور، والتي غالباً ما يتم وضعها في الماء، في صناديق صغيرة من الورق المقوى، أو على قطع من البلاستيك وتُرمى في النهر.

كل يوم يتم وضع عشرات الآلاف من الأزهار بعناية في النهر بهذه الطريقة، وتترك لتنجرف في اتجاه مجرى النهر.

يعتبر الهندوس أيضاً ضفاف نهر الغانج من أكثر الأماكن الميمونة للموت وحرق الجثث، بعد حرق الجثث توضع البقايا في النهر وتترك لتطفو في اتجاه مجرى النهر.

وبعض الجثث، مثل جثث الأطفال الصغار لا يتم حرقها أبداً، وبدلاً من ذلك يتم لفها بقطعة قماش بيضاء ورميها في النهر.

وفي فاراناسي، أقدس مدينة على طول ضفاف نهر الغانج، تشير التقديرات إلى أن 40 ألف جثة يتم حرقها كل عام، وفقاً لموقع Geographical

نهر الغانج \ شترستوك

طائفة "الداليت" نجسة ومضطهدة، ولا يجوز لمس من ينتمون إليها

يتكون النظام الاجتماعي في الهند، القائم على الكتب الهندوسية المقدسة، والمستمر منذ آلاف الأعوام من أربع طبقات رئيسية، هي البراهمة (رجال الدين)، وكشاتريا (العسكريون والقادة)، وفايشيا (التجار)، وشودرا (الخدم والعبيد) تراتبياً من الأعلى.

وهناك مئات الطبقات الفرعية الناتجة عن تزاوج بين أفراد الطبقات الأربع الرئيسية. أما طبقة "الداليت" فهي خارج هذا التصنيف، وتقع في أسفل السلم الاجتماعي، وتعتبر طبقة منبوذة رغم أن عدد المنتمين إليها يُقدَّر بحوالي 250 مليون نسمة.

لا يُسمح للأشخاص الذين ينتمون إلى طبقة الداليت بالتواصل مع الأشخاص المنتسبين إلى الطبقات الأعلى، كما يُحرمون من بعض الممارسات الاجتماعية، مثل مصافحة الآخرين، والخروج من منازلهم بعد وقت معين، ويُعتبرون من أكثر مواطني الهند تعرضاً للاضطهاد وحوادث الاغتصاب والقتل، وفقاً لموقع National Geographic News.

ورغم أن دستور البلاد ألغى الاعتراف بمصطلح "المنبوذين" رسمياً في 1950، فإن التمييز ضد أبناء "الداليت" ما زال قائماً على أساس المعيار الطبقي الاجتماعي.

تقليد "ساتي" الذي تُحرق فيه الأرامل مع أزواجهن

"ساتي" هو تقليد هندوسي قديم، ترمي فيه الأرملة بنفسها في محرقة زوجها بعد موته وتحترق حتى الموت.

كان هذا التقليد تطوعياً في البداية، ويعتبر عملاً شجاعاً وبطولياً من المرأة، لكنه أصبح فيما بعد ممارسة قسرية.

ورغم حظر ساتي الآن في جميع أنحاء الهند، فإن له تاريخاً مظلماً، ويُعتقد أنه ما زال يُمارس في بعض القرى النائية.

صورة لبصمات أيدي النساء الذين احرقوا أنفسهم مع أزواجهم \ شترستوك

تعني كلمة "ساتي" في الأصل المرأة التي قامت بقتل نفسها بعد وفاة زوجها. والكلمة مشتقة من الكلمة السنسكريتية "أستي"، التي تعني "نقية أو حقيقية"، وفقاً لموقع The Culture Trip.

ووفقاً للأساطير، كان ساتي هو اسم زوجة اللورد شيفا، لم يحترم والدها شيفا أبداً، وغالباً ما كان يحتقره. واحتجاجاً منها على الكراهية التي كان والدها يكنّها لزوجها أحرقت نفسها، وبينما كانت تحترق صلّت لكي تولد من جديد كزوجة شيفا مرة أخرى.

وتقول الأسطورة إن ذلك حدث بالفعل، وكان يُطلق على تجسدها الجديد اسم بارفاتي. واعتاد الناس تبرير الممارسة بناءً على هذه الحكاية.

ويشير موقع Guardian، إلى أنه كانت هناك عدة طرق لأداء الساتي. كان يُطلب من المرأة أولاً وضع يدها على حجر ساتي للتذكر، بعد ذلك كان لديها خيار شرب السم، أو قطع رقبتها بأداة حادة، أو السماح لنفسها بأن تتعرض للدغة أفعى.

بعد ذلك كان بإمكانها إما الاستلقاء بجوار الجثة، أو المشي في المحرقة، أو الجلوس على المحرقة بنفسها، وقد تقوم بعض المجتمعات ببناء كوخ للمرأة وزوجها المتوفى للمحرقة.

ورغم حظر ممارسة "الساتي" في عام 1829، فإنه تم تسجيل مئات من الحالات رسمياً كل عام بعد ذلك.

قرية منازلها من دون أبواب لأن الإله يحميها

تخيل قرية لا يوجد فيها أبواب أمامية للمنازل، وتُترك المتاجر فيها مفتوحة دائماً، ورغم ذلك لا يشعر سكانها أبداً بعدم الأمان.

هذه قصة قرية شاني شينغنبور، في ولاية ماهاراشترا الهندية، التي لا يحتاج القرويون فيها إلى الأمن بسبب إيمانهم الراسخ بالإله شاني، إله زحل، الذي يعتبرونه وصي القرية وحاميها، كما يشير موقع BBC.

تقول الأسطورة إنه منذ حوالي 300 عام، بعد نوبة من الأمطار والفيضانات، عُثر على لوح صخري أسود كثيف على ضفاف نهر باناسنالا، الذي كان يتدفق عبر القرية، وعندما لمس السكان المحليون الصخرة التي يبلغ ارتفاعها 1.5 متر بعصا، بدأ الدم ينزف منها.

في وقت لاحق من تلك الليلة ظهر الإله شاني في حلم رئيس القرية، كاشفاً أن اللوح كان مثله الأعلى، وأمر بضرورة الاحتفاظ به في القرية، حيث سيقيم من هنا فصاعداً.

لكن شاني كان لديه شرط واحد: الصخرة وقواها الهائلة يجب ألا تكون محمية؛ لأنه بحاجة إلى أن يكون قادراً على الإشراف على القرية دون عوائق، ووعد بحماية القرية من الخطر.

بعد أن قام القرويون بتركيب اللوح الضخم على منصة بدون سقف في قلب المدينة، قرروا التخلص من جميع الأبواب والأقفال؛ لإيمانهم بأنهم لم يعودوا بحاجة إليها؛ لأن الرب يحرسهم.

يستخدم السكان المحليون أحياناً ألواحاً من الخشب لمنع الكلاب الضالة من دخول المنزل، لكنهم لا يقومون بتركيب أي أبواب ثابتة إطلاقاً.

"فاراناسي" من أقدم المدن في التاريخ

تعتبر مدينة فاراناسي، المعروفة أيضاً باسم "بيناريس"، الواقعة في جنوب شرق ولاية أوتار براديش، شمالي الهند، هي "عاصمة" العالم الروحي للهندوس، وواحدة من أقدم المدن في التاريخ.

تأسست المدينة في القرن الحادي عشر، وهي واحدة من المراكز التجارية والثقافية والتعليمية الرئيسية في الهند القديمة، وتشتهر المدينة بأسواقها ومراكزها التجارية القديمة.

وقد كتب مارك توين، المؤلف والأديب الإنجليزي، الذي أذهلته المدينة وقدسيتها: "بيناريس أقدم من التاريخ، أقدم من التقاليد، أقدم حتى من الأسطورة، وتبدو أقدم بمرتين منها كلها مجتمعة".

تقع فاراناسي بالقرب من نهر الغانج المقدس، ويوجد فيها العديد من المعابد والمواقع الشهيرة. 

كما تعتبر المدينة مركزاً للتعلم والحضارة لأكثر من 3000 سنة. ويوجد فيها موقع سارناث، وهو المكان الذي ألقى فيه بوذا خطبته الأولى بعد التنوير، وبذلك تعتبر فاراناسي رمزاً للنهضة الهندوسية، وتُعد أيضاً مكاناً للحج عند الهندوس.

مدينة فاراناسي \ شترستوك

مكتب البريد العائم الوحيد في العالم

لقد سمعنا جميعاً عن الحدائق العائمة والجزر والمراكب، لكن بحيرة دال الشهيرة في كشمير يوجد فيها مكتب بريد عائم، يعتبر الوحيد في العالم بأسره.

بدأ عمل مكتب البريد العائم هذا، الذي يعود تاريخه إلى قرنين من الزمان، في العصر البريطاني، ولا يزال يواصل توصيل الرسائل والسعاة إلى الأشخاص الذين يعيشون حول البحيرة، وتسميته الرسمية هي "مكتب البريد العائم".

كما يعتبر المكتب نقطة جذب سياحي، حيث يأتي الآلاف من الأشخاص لالتقاط الصور وشراء أغلفة خاصة وبطاقات بريدية وطوابع من هناك.

مكتب البريد العائم \ شترستوك
علامات:
تحميل المزيد