حب الشباب هو اضطراب جلدي التهابي، ويُعد ثامن أكثر أمراض الجلد شيوعاً في جميع أنحاء العالم، وفقاً لـAmerican Academy of Dermatology لطب الجلدية.
ورغم أنه يحدث غالباً أثناء فترة البلوغ والمراهقة في فترة الشباب المبكر، فإنه قد يصيب البالغين أيضاً في بعض الحالات، حتى وإن ظن الشخص أن تقدم سنه بشكل كبير يحميه من احتمالات الإصابة.
في الواقع، يرتفع عدد الأشخاص الذين يُصابون بحب الشباب بعد سن النضج والبلوغ خلال العقدين الماضيين، بحسب موقع Healthline للصحة والمعلومات الطبية. مع ارتفاع معدلات الإصابة عند النساء أكثر من الرجال.
قد يتكون حب الشباب الخفيف عند البالغين من الرؤوس السوداء أو الرؤوس البيضاء والبثور الصغيرة، كما قد يشمل حب الشباب المتوسط بثوراً تغطي ما بين ربع وثلاثة أرباع الوجه أو الجسم.
في حين غالباً ما ينطوي حب الشباب الشديد لدى البالغين على احمرار شديد أو تلوّن داكن وتورُّم وتهيُّج وتكيُّسات عميقة.
أسباب الإصابة بحب الشباب بعد التقدم في السن
بشكل أساسي ينتج حب الشباب عند البالغين عن نفس الأسباب التي تسبب حب الشباب في سن المراهقة: فائض زيت الجلد والبكتيريا على سطح البشرة.
علاوة على أن أي تغيرات في الهرمونات بالجسم، بما في ذلك تلك الناجمة عن الحمل والحيض وغيرها، يمكن أن تؤدي إلى زيادة الدهون ومن ثم تفشي البثور بالتبعية.
وبحسب موقع WebMD للطب والصحة، يميل حب الشباب إلى الانتشار في العائلات بشكل وراثي أيضاً، لذلك إذا كان أحد الوالدين يعاني من حب الشباب بعد تقدمه في العُمر، فأنت أكثر عرضة للإصابة به. وفي تلك الحالة يمكن أن يُصاب الناس بحب الشباب في الأربعينيات من العمر وما بعدها أيضاً بشكل مفاجئ أو تدريجي.
1- الأسباب الوراثية
إذا كان أحد أفراد عائلتك مصاباً بحب الشباب بعد التقدم في العُمر، فقد يكون ذلك سبباً في ظهور بثور مزعجة لديك.
وقد وجدت دراسة أن 67% من أولئك الذين يعانون من حب الشباب لدى البالغين لديهم تاريخ عائلي من حب الشباب.
2- الهرمونات
إذا كنتِ تمرّين بدورتك الشهرية فأنتِ على الأغلب تعلمين أن البثور غالباً ما تكون علامة على اقتراب موعد الحيض.
وذلك لأن حب الشباب عند البالغين يمكن أن تكون له علاقة كبيرة بالتقلبات الهرمونية أو الهرمونات الذكورية أو الأنثوية المفرطة.
وبحسب موقع Everyday Health للصحة العامة، يمكن أن تسبب التغيرات الهرمونية الالتهابات، والزيت الزائد في الجلد، واختلال توازن درجة الحموضة في الجلد. وبالتالي عادة ما يكون حب الشباب الهرموني شبيهاً بالتكيُّسات المؤلمة.
تتضمن بعض العوامل المسببة لحب الشباب الهرموني ما يلي:
- الحيض.
- الحمل.
- الرضاعة الطبيعية.
- فترة النفاس.
- متلازمة المبيض المتعدد الكيسات.
- سن اليأس.
3- الالتهابات باللمس
بعد أن أصبحتْ "لا تلمس وجهك"، و"اغسل يديك باستمرار" عبارتين عالميتين منذ 2020، بسبب تفشي فيروس كورونا، إلا أن عدم القيام بذلك قد يؤدي أيضاً إلى ظهور حب الشباب بعد التقدم في السن.
يمكن أن يحدث تهيج التلامس أيضاً من منتجات العناية بالبشرة القاسية، أو محاولة حلق الجلد الجاف بدون استخدام كريمات الحلاقة، أو بسبب مستحضرات تصفيف الشعر التي قد تلمس الوجه عند لمس الشعر للبشرة.
4- مشاكل انسداد المسام
عندما تقرر خلايا الجلد الميتة البقاء على وجهك بدلاً من الخروج الصحيح، فإن النتيجة هي انسداد المسام. يمكن أن ينتقل الزيت من يديك إلى بشرتك ويؤدي أيضاً إلى انسداد المسام.
5- البكتيريا
في حين أن عدم لمس وجهك ضروري لأسباب عدة، إلا أن البكتيريا يمكن أن تتراكم تحت الجلد، ولا يمكن الوصول إليها بواسطة منظفات البشرة المعتادة.
وبالتالي قد تكون بكتيريا Propionibacterium المزعجة هي المسؤولة عن تفشي التهاب حب الشباب في بشرتك، بالرغم من تقدمك في العُمر.
6- الإجهاد البدني
يمكن أن يكون لجسمك استجابة جسدية للضغوط النفسية والعقلية، وفي النهاية تظهر في شكل حب الشباب عند البالغين.
7- الإجهاد العاطفي
قد يتسبب الشعور بالقلق أو الخوف أو الاكتئاب في حدوث خلل في توازن البشرة. فأنت عندما تشعر بالتوتر الشديد والمزمن، تفرز الغدد الكظرية الكثير من هرمون الكورتيزول، وهو هرمون التوتر.
هذا يمكن أن يخلق المزيد من الزيوت على سطح الجلد، ما يؤدي إلى انتشار الحبوب والبثور المؤلمة.
8- أسباب أخرى
يمكن أن تشمل أسباب ظهور حب الشباب الأخرى عند البالغين والمتقدمين في العُمر ما يلي، وفقاً لموقع Greatist:
- الطقس القاسي.
- تلوث الهواء.
- قلة النوم.
- المرض.
- الجفاف الشديد.
تشير بعض الدراسات أيضاً إلى أن الحساسية والتدخين من الأسباب المحتملة لحب الشباب عند البالغين.
9- نوعيات معينة من الأطعمة
يعتقد الكثير من الناس أن الإفراط في تناول منتجات الدقيق الأبيض والحلويات والشوكولاتة ومنتجات الألبان والوجبات السريعة قد يُسهم في ظهور حب الشباب لدى البالغين.
ومع ذلك لم يتوصل الخبراء إلى أي استنتاجات حول ما إذا كانت أطعمة معينة يمكن أن تسبب انتشار هذا المرض الجلدي.
كما أن دور السكر في حب الشباب أكثر تعقيداً بكثير من مجرد التخلص من السكر، أو أي طعام معين آخر من النظام الغذائي، لتقليل انتشار الحبوب.
ومع ذلك، يمكن بالتأكيد ملاحظة نمط من التفشي لحبوب الشباب بعد تناول أطعمة معينة، لذلك قد يوصي طبيب الأمراض الجلدية بالاحتفاظ بمذكرات غذائية لتحديد المحفزات المحتملة.
10- الآثار الجانبية للأدوية
تم ربط بعض الأدوية بظهور حب الشباب لدى البالغين، بما في ذلك بعض الكورتيكوستيرويدات ومضادات الاكتئاب وأدوية الصرع.
رغم أن العديد من الأشخاص يستخدمون حبوب منع الحمل الهرمونية للمساعدة في علاج حب الشباب عند البالغين، إلا أن بعض التركيبات قد تسبب ذلك أيضاً.
طرق التعامل مع حب الشباب المتأخر
تُعتبر استشارة طبيب أمراض جلدية فكرة جيدة عندما يصبح حب الشباب غير قابل للتحكم ويسبب لك التوتر، أو عندما لا تساعد المنتجات التي لا تستلزم وصفة طبية في علاجه.
يمكن لطبيب الأمراض الجلدية الجيد تقييم نوع بشرتك ونوع حب الشباب الذي تعاني منه، ويحدد لك نظاماً للعناية بالبشرة مصمماً وفقاً لاحتياجاتك الخاصة.
تشمل العلاجات المحتملة لحب الشباب عند البالغين العلاجات المنزلية والمنتجات التي لا تستلزم وصفة طبية، والوصفات الطبية بترشيح من الطبيب.
علاوة على ذلك، يمكن أن تختلف نتائج العلاج من شخص لآخر، ولن تعمل جميع أنواع علاج حب الشباب مع الجميع.
استشارة الطبيب
في بعض الأحيان قد تعمل العلاجات التي لا تتطلب وصفة طبية بسرعة – ولكن إذا لم تقدم النتائج التي تريدها بعد أسبوع أو أسبوعين، فمن الأفضل عموماً الحصول على دعم متخصص، بحسب موقع Harvard Health للصحة والأبحاث الطبية.
في تلك الحالة، يمكن لطبيب الأمراض الجلدية أو غيره من متخصصي الرعاية الصحية مساعدتك في تحديد ما إذا كانت الوصفة الطبية والأدوية المتخصصة قد تعمل بشكل أفضل.
العلاجات المنزلية
تشمل العلاجات المنزلية لحب الشباب عند البالغين المكملات عن طريق الفم والعلاجات الموضعية التي تطبقها مباشرة على بشرتك.
تتضمن بعض الخيارات استخدام الألوفيرا، ومستخلصات الشاي الأخضر، وزيت شجرة الشاي، والزنك، وفيتامين أ.
وبشكل عام، يُنصح بملاحظة أسباب ظهور البثور وتوقيتها لمساعدتك على تحديد النمط؛ لأن التعرف على الأسباب الكامنة وراء حب الشباب عند البالغين هي الخطوة الأولى للسيطرة على المشكلة.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.