بينما يميل غالبية البشر إلى اعتقاد أن حياة المشاهير مليئة بمناسبات فاخرة والسير على السجادة الحمراء في أبهى الأزياء، إلا أن هذا الجانب الحافل من حياتهم العامة مجرد جانب واحد من العيش مع هذا النوع من الشهرة.
المشاهير يتورطون في كل أنواع المتاعب
يمكن أن تصبح أنماط حياة الأثرياء والمشاهير معقدة في بعض الأحيان، ويمكن أن تكون تكلفة المعيشة في نمط الحياة رفيع المستوى باهظة الثمن، خاصةً عندما يؤدي ذلك إلى الخلافات والوقوع في المشاكل.
وبخلاف قضية الممثل الأمريكي الشهير جوني ديب مع زوجته السابقة آمبر هيرد، شاهدنا على مدى سنوات وسنوات، كثيراً من المشاهير في قاعات المحاكم؛ إما لتورطهم في مشكلة وإما محاولة منهم للمطالبة بحقوقهم من آخرين.
وبداية من العائلة المالكة في ساسكس بالمملكة المتحدة البريطانية، وصولاً إلى معارك قانونية بين فنانة البوب المعروفة بريتني سبيرز ووالدها، تسمّر المشاهدون عبر العالم حول الشاشات وأعينهم على صفحات أغلفة الصحف والمجلات؛ لمشاهدة تداعيات وتطورات تلك القضايا الشهيرة.
فعلى الرغم من أنهم مجهزون مالياً بشكل جيد لتسليح أنفسهم للمعركة القانونية أكثر من الشخص العادي، فإنهم كثيراً ما يضطرون إلى القتال في المحاكم على حماية خصوصياتهم بشكل قانوني، أو الحق في المعاملة اللائقة ودرء الشبهات والإشاعات القاسية، أو حتى حماية مصالحهم من شخص يحاول أن يسلب أرباحهم بطريقة أو بأخرى.
فيما يلي، أشهر المعارك القضائية للمشاهير، وبعض أكثر المحاكم القانونية التي لاقت رواجاً وتغطيات واسعة لحظة بلحظة عبر وسائل الإعلام العالمية المختلفة.
قضية بريتني سبيرز
كانت المعارك القانونية بين أيقونة البوب الأمريكية بريتني سبيرز ووالدها جيمي سبيرز أكثر القضايا إثارة للجدل على مدى أكثر من عقد من الزمان.
وكان جيمي هو العضو المهيمن في الفريق الذي يدير فترة الوصاية على ابنته وإدارة كافة أعمالها لمدة استمرت 13 عاماً، والتي انتهت أخيراً في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2021 الماضي.
القضية رفعتها الفنانة على والدها لنيل الحق في استقلاليتها وحق التعامل مع مدخراتها المالية، وبطبيعة الحال مازالت تتصدر عناوين الأخبار الفنية حتى خلال شهادة مفجعة وسط كل جلسات الاستماع، زعمت فيها بريتني أن والدها أساء التعامل مع شؤونها المالية، واستفاد مادياً من عملها واستغلها لتحقيق ثروة.
وفي سبتمبر/أيلول عام 2021، قضت محكمة لوس أنجلوس بإيقاف سريان الحق القانوني لجيمي سبيرز الذي منحه فرصة السيطرة على حياة ابنته، وفقاً لمجلة ET Online لأخبار الفنانين.
ميغان ماركل تقاضي الصحف المسيئة
في أكتوبر/تشرين الأول من العام 2019، رفعت ميغان ماركل دعوى قضائية ضد Associated Newspapers، الناشر الرسمي لوسائل الإعلام البريطانية الأشهر مثل صحيفة The Sun؛ لنشرها رسالة مكتوبة بخط اليد بينها وبين والدها في عام 2018.
وفي القضية التي رفعتها الدوقة في ذلك الوقت، قالت إن هذه المنشورات انتهكت قانون حماية البيانات، وأساءت استخدام الخصوصية والمعلومات وانتهكت حقوق النشر، بحسب مجلة People.
لكن في المقابل، حاولت الشركة الإعلامية للنشر الزعم أن رسالة ميغان كانت في الواقع قطعة رسمية من الاتصالات الملكية مخصصة للعلاقات العامة كحق الشعب في المعلومات عن العائلة المالكة في بريطانيا، وليست خطاباً خاصاً.
وفي الرسالة، كانت ميغان تطالب والدها، توماس ماركل، بالتوقف عن التحدث إلى وسائل الإعلام والتوقف عن ترك المصورين يلتقطون له الصور ليتصدر أغلفة الصحف والمجلات.
وأخبرته ميركل في رسالتها، بأنه "يكسر قلبها من خلال الاستمرار في استغلالها بهذه الطريقة".
وحتى اليوم لا تزال ميغان ووالدها منفصلَين، حيث كان نشر الرسالة بمثابة القشة الأخيرة في محاولاتها للتصالح معه قبل حفل زفافها الملكي على الأمير هاري.
بحلول ديسمبر/كانون الأول من العام 2021، انحازت المحكمة إلى ماركل، التي أصدرت بياناً بعد فوزها القانوني على الشركة الإعلامية.
وقالت في بيان نشرته مجلة People الأمريكية: "في حين أن هذا الفوز يمثل سابقة بالنسبة لحقوق المعلومات الشخصية، فإن الأهم هو أننا الآن بشكل جماعي شجعان بما يكفي لإعادة تشكيل صناعة شعبية تجعل الناس قساة، وتستفيد من الأكاذيب والألم"، في إشارة إلى الصحافة الصفراء.
فنانات شابات ضد هارفي واينستاين
من أبرز القضايا القانونية لمشاهير والتي تناولتها الصحف ووسائل الإعلام العالمية، ما نشرته لأول مرة، صحيفة New York Times في أوائل أكتوبر/تشرين الأول من العام 2017، من اتهامات بالتحرش الجنسي والاعتداء من قبل هارفي واينستاين، أحد أكثر الرجال نفوذاً في هوليوود، مقابل تيسير الفرص لهن للعمل في صنع الأفلام.
وشملت تلك الدعاوى ادعاءات من قبل الممثلة آشلي جود وروز ماكجوان، وكلتاهما قالتا إنه قد تم استهدافهما من قبل واينستين عام 1997.
وأوضحت جود في القضية، أن قطب هوليوود للإنتاج وصنع الأفلام طلب منها "لقاء" في غرفته بالفندق ثم حاول جعلها تقوم بتدليكه ومشاهدته وهو يستحم.
وفي مقال آخر بصحيفة نيويورك تايمز، قالت: "كيف أخرج من الغرفة بأسرع ما يمكن دون تنفير هارفي وينستاين شخصياً؟".
في العام نفسه، قام واينستاين بتسوية دعوى تحرش جنسي من روز مكجوان. لم يتم الكشف عن التسوية في ذلك الوقت، ولكن صحيفة التايمز ذكرت أنه دفع لها 100.000 دولار؛ "لتجنب التقاضي والفضيحة".
بعد تلك الواقعتين، ظهر عدد لا يحصى من النساء في وسائل إعلام مختلفة، يتهمن واينستاين بالتحرش والاعتداء، في حملة "أنا أيضاً – Me Too" الشهيرة.
وفي أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2017، تم إعلان فض شركته العملاقة للإنتاج بعد تنحي أكثر من ثلث أعضاء مجلس إدارتها بالكامل من الذكور، وبدأ العديد من محامي واينستاين والمستشارين المقربين منه، وضمنهم المدافعة عنه أمام القضاء، في إبعاد أنفسهم عنه.
وفي مارس/آذار 2020، أدين واينستاين بالاغتصاب والاعتداء الجنسي، وحكم عليه بالسجن لمدة 23 عاماً، بحسب موقع BBC.
جينيفر لورانس وآخرون ضد جوجل
عندما سرّب شخص ما صوراً عارية لما يقرب من 100 من مشاهير هوليوود، كانت بطلة سلسلة أفلام Hunger Games، جينيفر لورانس، مجرد واحدة من النساء اللائي رفعن تهماً ضد الجاني عام 2014، والذي أقر في النهاية بالذنب ودخل إلى السجن.
الجزء الصادم كان المعاركَ القانونية التي اضطر الضحايا إلى خوضها ضد المواقع التي رفضت إزالة الصور عبر محرك البحث جوجل.
وزعم أحد المواقع الإباحية أن لورانس لم تكن تمتلك حقوق الطبع والنشر للصور، لأنها لم تكن صوراً ذاتية صورتها بنفسها، على الرغم من حقيقة أنها سُرقت من حسابها الشخصي على iCloud.
ومن خلال محامٍ مشترك، دخلت أكثر من 12 امرأةً قضية ضد محرك البحث الأشهر جوجل، وهددن بدعوى بقيمة 100 مليون دولار إذا لم تتصرف الشركة بشكل أسرع لسحب الصور من جميع المواقع التي تملكها وتستضيفها عبر منصتها، إلى أن استجابت جوجل في نهاية المطاف، بحسب مجلة Deadline.