يُعد الشعور بالغثيان بعد الرياضة أمراً شائعاً حتى بالنسبة للمتمرسين في ممارسة التمارين، والأكثر تفانياً في زيارة صالات الجيم كل يوم.
ويمكن للشعور بالغثيان بعد الرياضة أن يشعرك بالضيق ويحرق عليك شعور الإنجاز بما بذلته في صالة الجيم، وبالرغم من أنه شعور مزعج للغاية، ولكن لا داعي للقلق عادةً؛ إذ يمكن ببعض الخطوات أن تتجنب هذا الأثر الجانبي المؤلم.
إذا كنت تشعر بالغثيان بعد الرياضة، فقد يكون ذلك بسبب أنك تمارس الرياضة بجهد كبير، أو لا تقوم بالإحماء بشكل صحيح، أو أنك تأكل الأطعمة الخاطئة في وقت غير مناسب قبل التمرين.
إليك ما يحدث وكيفية منع الغثيان بعد جلسة التمارين الرياضية المقبلة.
لماذا تشعر بالغثيان بعد الرياضة؟
هناك عدة أسباب تجعل التمرينات الرياضية سبباً في شعورك بالغثيان، وفيما يلي أبرز تلك الأسباب وفقاً لموقع Greatist للمنوعات:
1- الأكل قبل التمرين بوقت قصير
أثناء التمرينات، قد تشعر بالغثيان لأن الدم الذي يتدفق عادة إلى أمعائك لإتمام عملية الهضم يتحول فجأة إلى عضلاتك.
وبالتالي يتباطأ الهضم؛ مما قد يجعلك تشعر بعدم الارتياح واضطراب المعدة؛ لذا فإن تناول الطعام قبل التمرين مباشرة يمكن أن يجعلك تشعر بالمرض والغثيان. ويُعد قلة تدفق الدم إلى الأمعاء وأعضاء البطن أحد الأسباب الرئيسية لشعور الغثيان الناجم عن ممارسة الرياضة.
ويمكن أن ينخفض تدفق الدم إلى أعضاء البطن بنسبة تصل إلى 80% أثناء التمرين؛ مما قد يتسبب في آلام في المعدة أو القيء أو الإسهال الشديد.
2- نوعية الطعام الذي تأكله قبل الرياضة
ما تأكله مباشرة قبل التمرين مهم أيضاً ويُعد سبباً رئيسياً في الشعور بالغثيان؛ لذا إذا اخترت شيئاً غنياً بالدهون والبروتينات مثل اللحم البقري أو الجبن الصلب أو المكسرات، فسيستغرق هضمه وقتاً أطول بكثير من الخيارات مثل الخبز المحمص أو الأرز الأبيض أو الموز.
لذلك حتى لو أكلت قبل ممارسة الرياضة بساعتين تلك الوجبات الثقيلة، فقد تواصل الشعور بالغثيان أو حتى تُصاب بالتقيؤ.
3- شرب الكثير من الماء
شيء آخر يجب مراقبته هو تناول الكثير من المياه قبل ممارسة الرياضة.
ويشير موقع Medical News Today إلى أنه طبيعي أن ترغب في أن تبقى رطباً وتشعر بالارتواء أثناء التمرين، ولكن إذا أفرطت في ذلك، يمكنك تخفيف مستويات الإلكتروليت؛ مما يؤدي إلى انخفاض الصوديوم في الدم، الأمر الذي سيجعلك تشعر بالغثيان الشديد.
4- تجاوز تمارين الإحماء
أنت بحاجة إلى الإحماء قبل التمرين في كل الأحوال؛ إذ يساعد الإحماء على زيادة تدفق الدم إلى عضلاتك، مما يقلل من فرص الإصابة ويمكن أن يساعدك أيضاً على تقليل الشعور بالغثيان.
الأمر يكمُن ببساطة في أن الإحماء يساعد الدم على التدفق بشكل متوازن في الجسم، ما يحميك من الشعور بالغثيان عند ممارسة الرياضة الثقيلة.
ويسمح الإحماء تدريجياً لجسمك وأعضائك بالتكيف مع الزيادة المفاجئة في النشاط. هذا يعني أن الدم يمكن أن يتدفق بسهولة أكبر، وأن أعضاءك لن تُصدم من الاهتزاز والضغط المفاجئ أثناء التمرين.
5- نوعية التمارين الرياضية
ليس من المستغرب أن يساهم نوع التمرين في الشعور بالغثيان بعد الرياضة. إذا كنت من محبي التدريبات المتقطعة عالية الكثافة أو تمارس رياضة الترامبولين، فقد يتسبب القفز في إثارة أي طعام متبقي في معدتك أيضاً.
6- ممارسة الرياضة في الجو الحار
تتسبب الحرارة العالية في دفع الغدد العرقية لإطلاق المزيد من العرق وتوسيع الأوعية الدموية، مما يزيد من تدفق الدم إلى الجلد. كلتا العمليتين تنقل الحرارة من بشرتك إلى البيئة للمساعدة في التبريد.
ولكن إذا كنت تتعرق بشدة ولكن لا تعيد ملء مستويات السوائل في جسمك في المقابل، فإن الجفاف وانخفاض ضغط الدم يمكن أن يجعلك تشعر بالدوار والمرض والرغبة في الغثيان.
7- التدريب الشاق
إذا كنت تشعر بالغثيان بعد الرياضة، فربما تكون تضغط على نفسك بشدة عندما لا يكون جسمك معتاداً على ذلك. دفع نفسك إلى ما هو أبعد من حدودك هو وصفة لكارثة محققة وإصابة في جسمك على المدى البعيد.
وفي تلك الحالة تكون أكثر عرضة للإصابات والالتواءات والتورم والشد العضلي وبالطبع الكسور.
وعلى الرغم من أن التمارين المعتدلة قد لا يبدو أن لها تأثيراً كبيراً على سرعة إفراغ المعدة، إلا أن التمارين عالية الكثافة يمكن أن تبطئ، مما يؤدي إلى الغثيان وإيذاء الجهاز الهضمي.
كيف يمكنك منع الغثيان بعد التمرين؟
سئمت من الشعور وكأنك ستتقيأ خلال جلسات التدريب الخاصة بك؟ قد تحتاج إلى تجربة أطعمة ومشروبات جداول وتدريبات متنوعة لمعرفة ما لا يسبب الغثيان بالنسبة لجسمك.
فيما يلي بعض النصائح للوقاية من الغثيان بعد التمرين بحسب موقع Healthline للصحة والمعلومات الطبية:
1- خفف من روتين التمرين الجديد وزد عليه تدريجياً: يمكن أن يساعد ذلك جسمك على التعود على المستوى الجديد من النشاط، وتقليل فرص الشعور بالغثيان.
على سبيل المثال، حاول البدء بتمارين أقل كثافة وزد فيها تدريجياً مع تحسن لياقتك.
2- لا تأكل قبل ممارسة الرياضة واختر طعامك بعناية: حاول ترك مهلة لا تقل عن 3 ساعات بين الأكل والتمارين الرياضية حتى ولو كانت قليلة الكثافة.
كذلك تجنب الأطعمة بطيئة الهضم، فالنظام الغذائي الغني بالألياف رائع ولكن تجنب الأطعمة الغنية بالألياف المُعقدة قبل ممارسة الرياضة. قد يساعد تخطي الأطعمة الغنية بالبروتينات والدهون قبل ممارسة الرياضة على إفراغ المعدة والوقاية من الشعور بالغثيان بعد الرياضة.
3- تناول المياه، ولكن لا تبالغ: حافظ على رطوبة جسمك عن طريق شرب الماء بشكل متقطع، لكن لا تفرط في شُرب الماء لكي تتجنب قلة الصوديوم في الدم.
4- اختر التدريبات ذات التأثير المعتدل: إذا كان كل هذا التحرك والقفز يجعلك تريد أن تتقيأ، فجرب تمارين أكثر ثباتاً، مثل المشي أو ركوب الدراجات.
5- خذ فترات راحة إذا كان الجو حاراً: يمكن أن تساعدك لحظات البرد في إعادة تجميع طاقتك والشعور بالراحة. يمكنك أيضًا اختيار التدريبات مثل التدريبات المتقطعة عالية الكثافة التي تتناوب في الشدة وتمنح جسمك فترات راحة منتظمة.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.