كشفت دراسة حديثة أن الأشخاص الأعلى ذكاءً والذين وصلوا إلى مستويات تعليمية عليا، يمكنهم مقاومة أعراض الخرف فترة أطول عند إصابتهم بمرض ألزهايمر، وفق ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، الأحد 22 مايو/أيار 2022.
الصحيفة أشارت في تقريرها، إلى أن نحو 850 ألف شخص بالمملكة المتحدة يعانون من الخرف، ويُصاب أكثر من 200 ألف شخص بهذه الحالة كل عام، ولكن يُعتقد أن من تلقوا تشخيصاً بالحالة أقل من ثلثي هؤلاء.
صعوبة الكشف المبكر عن الخرف
فيما توصلت دراسة نشرتها الأسبوع الماضي جمعية ألزهايمر، أن واحداً من كل أربعة أشخاص مصابين بالخرف، انتظر عامين على الأقل حتى يحصل على التشخيص بالإصابة بعد الظهور الأول لأعراض المرض مثل صعوبة العثور على الكلمات الصحيحة، وتكرار الأسئلة، وسرعة الانفعال.
إذ يتنامى الاهتمام بالنظرية القائلة إن استخدام الدماغ للتفكير التجريدي عالي المستوى خلال حياة الشخص يوفر الحماية من بعض جوانب المرض. وفكرة أن هذا "الاحتياطي المعرفي" قد يساعد الناس على الوقاية من الخرف، خاصة في المراحل المبكرة، من الأفكار التي أذهلت أطباء الأعصاب وولَّدت مجموعة من تطبيقات وبرامج "تدريب الدماغ".
تقول تارا سبيرز جونز، أستاذة التنكس العصبي في جامعة إدنبره، إنه عند الإصابة بمرض ألزهايمر، يكون الأشخاص الأعلى ذكاءً أقدر على التعامل مع هجوم التشابك ولويحات البروتينات السامة المتراكمة في الدماغ.
إذ تقول النظرية إن إشراك أجزاء أكثر نشاطاً في الدماغ- سواء عن طريق دراسة الهندسة أو حل الكلمات المتقاطعة أو عزف سيمفونية- يؤخر الإصابة القوية بالخرف. على أن الأدلة المباشرة على دور الاحتياطي المعرفي في الوقاية من الخرف محدودة.
الأشخاص الأعلى تعليماً لهم قدرة أكبر
لكن دراسة جديدة بقيادة جامعتي إكستر ونيوكاسل، وبتمويل من جمعية ألزهايمر، تشير إلى أن الأشخاص الأعلى تعليماً أقل عرضة لتلقي تشخيص الخرف.
فقد اختار الباحثون 124 شخصاً في ويلز مصابين بالخرف، وأحصوا عدد السنوات التي قضوها في التعليم. و19 منهم سبق تشخيصهم بالخرف، و104 لم يسبق لهم ذلك. وقد نُشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة BMC Geriatrics.
وأقر العلماء بأن هذه الأعداد محدودة، لكنهم خلصوا إلى: "ظهرت بعض المؤشرات على أن من قضوا فترة أطول في التعليم كانوا أقل عرضة للتشخيص بالإصابة".
كتب الباحثون: "الأشخاص ذوو التعليم العالي ربما يكون أداؤهم عالياً، وهذا يزيد من صعوبة اكتشاف العلامات المبكرة للخرف في الفحوصات الموحَّدة، لأنهم لا يَصلون إلى الحد الأدنى المطلوب لتشخيص الخرف".
كما يفترض الباحثون أن لدى هؤلاء الأشخاص احتياطياً معرفياً أعلى يساعد الدماغ على التعامل مع الضرر المتزايد وأداء وظائفه بكفاءة في الوقت ذاته، وتوضح الدراسة: "فهُم أكثر صموداً ويستمر دماغهم في أداء وظائفه فترة أطول، من الأشخاص أصحاب الاحتياطي المنخفض، ومن المرجح أن يستمر الخرف دون اكتشافه، فترة أطول، وأن يتكشف سريرياً بعد ذلك".