توصلت شركة "ماكدونالدز" للوجبات السريعة إلى اتفاق لبيع جميع مطاعمها في روسيا إلى رجل الأعمال ألكسندر غوفور، أحد المُصرّح لهم بتشغيل امتياز الشركة في البلاد، الذي سيعمل على تشغيلها تحت اسم جديد، حسبما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.
وكانت شركة الوجبات السريعة قد أغلقت مؤقتاً مئات المنافذ في جميع أنحاء روسيا في مارس/آذار، بعد أن شنَّ فلاديمير بوتين حرباً على أوكرانيا، وهو القرار الذي كلّف ماكدونالدز نحو 55 مليون دولار شهرياً.
وأعلنت الشركة، الإثنين 16 مايو/أيار، أنها ستبيع تلك المتاجر وتغادر روسيا، قائلة إنَّ الأزمة الإنسانية التي سببتها الحرب وبيئة التشغيل غير المتوقعة تعني استمرار تشغيل المطاعم بينما "لم يعد بالإمكان الاحتفاظ بها، أو بما يتفق مع قيم ماكدونالدز"، كما ذكرت ماكدونالدز، أنَّ غوفور، الذي يدير 25 مطعماً في سيبيريا، وافق على شراء 850 مطعماً روسياً وتشغيلها تحت علامات تجارية مختلفة.
ولم تكشف ماكدونالدز عن مقدار القيمة التي بيعت بها المنافذ. وفي العام الماضي، ساهمت عملياتها في روسيا بنسبة 9% من إجمالي مبيعات الشركة السنوية، أو نحو مليارَي دولار.
ووافق غوفور، الحاصل على تصريح استخدام العلامة التجارية لماكدونالدز منذ عام 2015، على الإبقاء على 62000 موظف روسي لمدة عامين على الأقل بشروط معادلة وتمويل الالتزامات الحالية للموردين وأصحاب العقارات والمرافق. ووافق أيضاً على دفع رواتب موظفي شركة ماكدونالدز حتى اكتمال البيع.
وقالت ماكدونالدز إنَّ البيع يخضع لموافقة الجهات التنظيمية، ومن المتوقع إتمامه في غضون أسابيع قليلة.
ويُشار إلى أن غوفور يمتلك أيضاً نصف شركة Neftekhimservis لاستثمارات الإنشاءات التي تمتلك مصفاة نفط في سيبيريا، وهو عضو مجلس إدارة في شركة أخرى تمتلك مشروعات في سيبيريا بما في ذلك فندق Novokuznetsk's Park Inn وعيادات خاصة.
وهذه هي المرة الأولى التي تسحب فيها شركة ماكدونالدز علامتها التجارية أو تخرج من سوق كبيرة. وتخطط للبدء في إزالة علاماتها من الأقواس الذهبية والرموز واللافتات الأخرى التي تحمل اسم الشركة. وقالت ماكدونالدز إنها ستحتفظ بحقوقها المتعلقة بعلاماتها التجارية في روسيا وستتخذ خطوات لتطبيقها إذا لزم الأمر.
وليس من الواضح ما إذا كانت سلاسل الولايات المتحدة الأخرى ستحذو حذو ماكدونالدز وتغادر روسيا؛ إذ كانت 84% من متاجر ماكدونالدز الروسية مملوكة للشركة؛ مما منحها سيطرة أكبر على العمليات مقارنة بالعديد من منافسيها الذين يمتلك أصحاب الامتياز متاجرهم.
فيما أغلقت ستاربكس 130 متجراً روسياً منذ أوائل مارس/آذار. وتواصل مجموعة الشايع التي تُشغِل امتيازاً للمقاهي الأمريكية في الكويت، دفع رواتب موظفيها الروس البالغ عددهم 2000 موظف وتركت ماكدونالدز الباب مفتوحاً أمام احتمال أن تعود إلى روسيا يوماً ما.
وكتب الرئيس التنفيذي، كريس كيمبزينسكي، في رسالة إلى الموظفين: "من المستحيل التنبؤ بما يحمله المستقبل، لكنني اخترت إنهاء رسالتي بنفس الروح التي جلبت بها ماكدونالدز إلى روسيا في المقام الأول؛ وهي الأمل. وبالتالي، دعونا لا ننتهي بالقول وداعاً. لكن لنقل مثلما يقول الروس: حتى نلتقي مرة أخرى".
