اعتقد أعداء ليغز دياموند أن هذا الرجل لا يموت ولا يقهر، ففي كل مرة يواجه فيها رصاص أعدائه الكثر، كان يجد طريقة للهروب والنجاة، لكن في نهاية المطاف، استنفد رجل العصابات الخطير حظوظه، وأصابته رصاصة في رأسه أودت بحياته التي كانت حافلة بالجرائم.
ليغز دياموند.. انضمام مبكر إلى عالم الجريمة
بدأ ليغز دياموند بالتدرب على أيدي رجال العصابات في سن مبكرة، فقد انضم في شبابه إلى عصابة شارع محلية تدعى Hudson Dusters.
وعلى الرغم من أن أصول الرجل أيرلندية، إلا أنه ولد ونشأ في فيلادلفيا عام 1897، ثم انتقلت عائلته إلى بروكلين بعد وفاة والدته في عام 1913، هناك حيث خرق ليغز القانون للمرة الأولى عندما قام بسرقة أحد الصاغة.
وفي نهاية الحرب العالمية الأولى، وجد دياموند نفسه في مواجهة مع القانون مرة أخرى. هذه المرة بسبب الفرار من الجيش.
وبعد فترة قضاها في السجن، بدأ دياموند العمل مع رجل العصابات أرنولد روثستين. وتغيَّر مسار حياة دياموند في وقت حظر الكحول في الولايات المتحدة، إذ أصبح مهرِّباً آنذاك واستفاد من المهارات التي اكتسبها في عمله سابقاً مع رجال العصابات.
بدلاً من تصنيع الخمر في مصانع التقطير الخفية، وجد دياموند طريقةً لتنفيذ أعمال التهريب. قام ببساطة بخطف شاحنات تحمل خمراً غير قانوني. ولم يتمكن ضحايا دياموند من الذهاب إلى الشرطة لتقديم بلاغ ضده بكل تأكيد، وهكذا حاز ليغز كميات لا تنتهي من الكحول.
وبالمناسبة "ليغز" وتعني "سيقان" هي مجرد لقب لهذا الرجل الخطير، وقيل إنه اكتسبه بسبب مهارته في الرقص، لكن آخرين رجحوا أنه اكتسب ذاك اللقب لقدرته على الهروب من الموت عدة مرات، وفقاً لما ورد في موقع ozy.
مصادرة "المليون دولار"
لم تكن الشرطة وحدها راغبة بالقبض على دياموند، فسرعان ما صنع رجل العصابات الشهير لنفسه قائمةً طويلةً من الأعداء.
في عشرينيات القرن الماضي، باتت نيويورك عاصمة الجريمة في البلاد، وبالتأكيد كان لدياموند نصيب من الجرائم التي ارتكبت في تلك المدينة.
كان هناك ما يزيد عن 100 ألف مكان غير شرعي لتناول الخمر في نيويورك وحدها، وكان دياموند يدير أحدها.
وفي أثناء عمله على مداهمة شاحنات الخمر، توصَّل إلى مخطط للحفاظ على تدفق المشروبات الكحولية. اشترى مصنع بارمان لإنتاج الجعة في كينغستون. كان يبدو مصنعاً فارغاً للجعة، لكن من تحت الأرض كان يمر خرطوم عبر نصف ميل من مجاري المدينة لتوصيل الجعة إلى مستودعٍ لتعبئتها.
عندما داهم الفدراليون مصنع الجعة أخيراً في عام 1931، اكتشفوا 3 آلاف برميل من الجعة، و41 ألف زجاجة. صادروا حينها أيضاً الكثير من الأموال النقدية، حتى أصبحت هذه المداهمة تُعرَف باسم "مصادرة المليون دولار".
لم يُلق القبض على دياموند في ذلك اليوم. ونُقِلَ إلى المستشفى ليتعافى من إصابته بأعيرة نارية. اقتحم رجل مسلح غرفة الطعام في نزل أراتوجا شمال نيويورك وأطلق ثلاث طلقات نارية على دياموند.
كانت تلك واحدةً من مناوشات الموت التي خاضها دياموند. وأثناء إطلاق النار من سيارةٍ مسرعة، في الحادث الذي قُتِلَ فيه جاكوب "ليتل أوجي" أورجن في عام 1927، أصيب دياموند برصاصة في ساقه. على مدى السنوات القليلة التالية، نجا دياموند من عمليتي إطلاق نار أخريين كانتا كفيلتين بالتسبب في وفاته، وفقاً لما ورد في موقع All That's Interesting الأمريكي.
وبعد أن تعافى من حادث إطلاق نار عام 1930، قفز دياموند على متن قارب إلى أوروبا بمبلغ 200 ألف دولار دفعها نقداً، لكنه لم يكن يمتلك تلك الأموال بل استدانها من اثنين من المبتزين البارزين ووعدهما باستخدام تلك الأموال لبدء استيراد الأدوية من أوروبا، لكن ذلك لم يحدث؛ مما ساهم في زيادة عدد الراغبين بموت دياموند.
لماذا اعتقد أعداؤه أنه لا يُقهر؟
أثناء الحظر، كانت الحانات تغرق في الدماء. كان المهربون ورجال العصابات يطلقون النار على أعدائهم دون الاهتمام بتدخل الشرطة.
وبالتأكيد وجد دياموند ليغز نفسه في النهاية أيضاً في مواجهة نيران المسدسات عدة مرات.
خلال صيف 1929، أثناء جلوسه في حانة Hotsy Totsy Club، أشهر دياموند مسدسه على ثلاثة أقوياء تجرأوا على المجادلة معه.
أسقط دياموند أحدهم، وبعدما قتل واحدٌ آخر منهم، نجا دياموند من المحاكمة. في النهاية سينفد حظ ليغز دياموند، ولكن ليس قبل أن ينجو من الموت ست مرات.
في 12 أكتوبر/تشرين الأول 1930، كان دياموند يقيم في فندق مونتايسلو. اقتحم اثنان غرفته وأطلقا النار عليه خمس مرات. لم يكن دياموند مستعداً للاستسلام، فشرب كأسين من الويسكي وسحب نفسه إلى الردهة، حيث نُقِلَ إلى المستشفى.
اشتكى منافسه الهولندي شولتز ذات مرة قائلاً: "ألا يوجد أحد يمكنه إطلاق النار على هذا الرجل دون أن ينجو مرة أخرى؟".
نهاية أسطورة ليغز
بحلول عام 1931، بدا أنه لا يمكن لأحد أن يقتل ليغز دياموند. لكن أرواحه السبعة، كما القطط، نفدت في النهاية.
في ديسمبر/كانون الأول 1917، كان دياموند يُحاكَم بتهمة الاختطاف في شمال ولاية نيويورك.
بطريقةٍ ما، حصل دياموند على البراءة، على الأرجح عن طريق رشوة المحلِّفين. شرب الخمر مع عشيقته احتفالاً بالبراءة، ثم عاد إلى منزله في مدينة ألباني في نيويورك.
وفي حوالي الساعة الخامسة والنصف صباحاً، اقتحم مسلحان غرفة دياموند. أحدهما أمسكه وثبَّته لأسفل بينما صوَّب الآخر بندقيته إلى رأسه. أطلق النار ثلاث مرات، وهذه المرة مات ليغز دياموند.
لم يتقدَّم أحد بإعلان مسؤوليته عن شرف قتله. وتشمل قائمة المُشتَبهين الرئيسيين العديد من رجال العصابات المتنافسين والمبتزين الذين سرق منهم أموالاً هائلة ورجال الشرطة الذين عجزوا عن الإمساك به لسنوات.. وبغض النظر عن الفاعل، فقد مات أخيراً الرجل الذي اعتقد أعداؤه أنه لا يقهر ولا يموت.