تزخر إسبانيا بتحف معمارية من شتى الحضارات لا سيما الإسلامية في عصر الأندلس، ومع ذلك فإنَّ البعض يأسف لمباني بلادهم "القبيحة" والزحف العمراني الذي انتشر منذ نهاية ديكتاتورية فرانكو.
على سبيل المثال، قصر الحمراء في غرناطة، الذي يقع بين جبال سييرا نيفادا، يحتضن لوحات جدارية مذهلة وأقواساً مزخرفة وإطلالات خلابة على أسقف من القرميد الأحمر.
كذلك كنيسة ساغرادا فاميليا، وهي أكبر منطقة جذب سياحي في برشلونة، وأحد إبداعات المعماري الكتالوني أنتوني غاودي.
يقول أندريس روبيو، لصحيفة The Times البريطانية، وقد قضى ما يقرب من 20 عاماً محرّراً للرحلات في صحيفة إل باييس (El Pais) الإسبانية: "إنَّ ضواحي المدن والبلدات القديمة يمكن أن تكون بشعة في كثير من الأحيان"، مضيفاً: "كان علينا اقتصاص الصور لإخفاء القبح".
وتابع روبيو: "هذا لم يحدث عندما كنا نتعامل مع صور من فرنسا أو النمسا أو ألمانيا أو إيطاليا. وفكرت في السبب؛ لذلك بدأت في التحقيق وتحليل الأسباب".
"إسبانيا القبيحة"
وأسفرت تحقيقات روبيو عن كتاب نشره الشهر الماضي، صدر تحت عنوان "إسبانيا القبيحة" (España Fea).
غالباً ما يلاحظ زوار البلدات أو المدن الإسبانية أنَّ الحي التاريخي الساحر ينحسر أمام المباني القبيحة من الشقق أو ناطحات السحاب الجديدة.
السبب في ذلك حسب روبيو، هو "عدم وجود مخطط حضري. هذه مأساة إسبانيا. لقد تعرّض مفكرو المدينة للتهميش، ومُنِحَت القوة لمطوري العقارات، الذين لا يفكرون إلا في الأرباح".
يستشهد روبيو ببلدة ماربيا الساحلية على سبيل المثال، حيث 2% فقط من الشاطئ خالٍ من التنمية. ويؤكد: "إنهم يحاولون البناء على نسبة 2% الباقية، وسوف يفعلون ذلك. إنها فوضى ونقص تام في التنظيم".
ويلقي الكاتب باللوم على فيليبي غونزاليس، رئيس الوزراء الاشتراكي من عام 1982 إلى عام 1996، وخليفته في الحزب الشعبي، خوسيه ماريا أزنار؛ لفشلهما في معالجة التخطيط الحضري.
ويرثي روبيو تدمير السواحل ومناظر المدينة، لكن مكاناً واحداً أفلت من غضبه. فقد قال: "أنا أحب بينيدورم جداً. ناطحات السحاب لطيفة للغاية. فهي تحترم الحداثة وبعضها أنيق".